(وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها وَاِبتَغِ بَينَ ذلكَ سَبيلاً). وذلك: أن رسول الله ﷺ كان إذا قام إلى الصلاة سمع المشركون قراءته، فيسبون القرآن، فنهاه الله تعالى أن يجهر بقراءة القرآن فلا يسمع.
ثم نسختها الآية التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: (وَاِذكُر رَبَّك في نَفسِكَ تَضَرُّعاً وَخيفَةً).
سورة الكهف
نزلت بمكة بإجماعهم.
وأجمع أهل العلم أن ليس فيها ناسخ ولا منسوخ إلا قول السدي إذ قال: فيها آية منسوخة، وهي قوله تعالى: (فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر) لأن عنده هذا تخيير.
وعند جماعة: هذا تهديد ووعيد.
نسخها عنده قوله تعالى: (وَما تَشاؤونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَه).
سورة مريم
نزلت بمكة إلا آيتين، وهما قوله تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعوا الصَلاة) والتي تليها: (إِلّا مَن تابَ وَآمَن).
تحتوي من المنسوخ على خمس آيات: الآية الأولى: قوله تعالى: (وَأَنذِرهُم يومَ الحَسرَةَ إِذ قُضِيَ الأَمر).
نسخ الإنذار منها بآية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: (فَسَوفَ يَلقونَ غَياً).
الغي: واد في جهنم. ثم استثنى قوله: (إِلّا من تاب).
الآية الثالثة: قوله تعالى: (وَإِن مِنكُم إِلّا وارِدُها).
نسخت بقوله: (ثُمَّ نُنَجّي الَّذينَ اِتَّقوا).
الآية الرابعة: قوله تعالى: (قُل مَن كانَ في الضَلالَةِ فَليَمدُد لَهُ الرَحمنُ مَدّاً).
نسخ معناها بآية السيف.
الآية الخامسة: قوله تعالى: (فَلا تَعجَل عَلَيهِم) وقوله: (إَنَّما نَعُدُّ لَهُم عَداً) هذا محكم.
ونسخ المنسوخ بآية السيف، وهو (فَلا تَعجَل عَلَيهِم).
؟سورة طه نزلت بمكة، والإحكام فيها كثير.
تحتوي من المنسوخ على ثلاث آيات: الأولى: قوله تعالى: (وَلا تَعجَل بِالقُرآن مِن قَبلِ أَن يُقضى إِلَيكَ وَحيُهُ وَقُل رَبِّ زِدني عِلماً).
هذا محكم، وذلك: أن رسول الله ﷺ لما صلى بأصحابه وقرأ سورة النجم، وانتهت قراءته إلى قوله: (أَفَرَأَيتُمُ اللاتَ وَالعُزّى. وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى) وأراد أن يقول: (أَلَكُمُ الذِكَرُ وَلَهُ الأُنثى). فقال الشيطان: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجي. ثم مضى في قراءته حتى ختم السورة. فقالت قريش: قد صبأ إلى ديننا، فسجدوا حتى لمي بق بمكة متأخر غير الوليد بن المغيرة، فإنه أخذ كفا من خصا المسجد، فرفعه إلى وجهه، تكبراً. فأنزل الله عز وجل جبريل عليه السلام: ما هكذا أنزلت عليك. فقال: (وكيف أنزلت علي) فأخبره بالقرآن على حقيقته، فاغتم رسول الله ﷺ وحزن لذلك، فأنزل الله عز وجل تسلية له: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّى أَلقى الشَيطانُ في أُمنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَهُ ما يُلقي الشَيطانُ ثُمَّ يُحكِمُ اللَهَ آياتِه) وبينها - والله أعلم - بإمرة حكيم بصنعه وتدبيره.
قال: ونزل على النبي ﷺ جبريل عليه السلام بقوله: (وَلا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أضن يُقضى إِلَيكَ وَحيُه) ونزل: (لا تُحَرِّك بِهِ لِسانَكَ لِتَجعَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَينا جَمعَةُ وَقُرآنَهُ. فَإِذا قَرَأناه فَاِتَّبِع قُرآنَه) فبقي مرتين لا يقدر أن يقرأه مع جبريل عليه السلام، ولا يمكن أن يخالف الأمر، حتى أنزل الله تعالى: (سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسى) فصار هذا ناسخا لما كان قبلها، فلم ينس شيئا حتى لقي ربه.
الآية الثانية: قوله تعالى: (فَاِصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ).
وكان هذا قبل أن تنزل الفرائض، ثم صار ذلك منسوخاً بآية السيف.
الآية الثالثة: قوله تعالى: (قُل كُلُّ مَتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصوا).
كلها منسوخة بآية السيف.
سورة الأنبياء عليهم السلام
نزلت بمكة، حرسها الله تعالى.
تحتوي على ثلاث آيات منسوخات متصلات: فالمنسوخات: قوله تعالى: (إِنَّكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَها وارِدونَ) إلى قوله: (وَهُم فيها لا يَسمَعون).


الصفحة التالية
Icon