وذلك: أنه قال يوم بدر: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض أبداْ. فأوحى الله تعالى إليه: من أين لك أني لا أعبد في الأرض؟ وكان هذا الذنب المتقدم.
وأما المتأخر: فقال يوم هوازن - وقد انهزم أصحابه - فعمه العباس وابن عمه أبي سفيان بن الحارث: (ناولاني كفاً من حصى الوادي). فناولاه، فاستقبل به وجوه المشركين وقال: (شاهت الوجوه، حم لا يبصرون) وكانوا أربعين ألفاً، فما بقي منهم رجل إلا امتلأت عيناه من الرمل والحصى، وانهزم القوم عن آخرهم، فلما رجع أصحابه إليه قال لهم: (لو لم أرمهم لم ينهزموا) فنزلت: (وضما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللَهَ رَمى).
وعلى هذا معارضة: لقائل أن يقول: أثبت الله لرمي ثم نفاه.
فالجواب عن ذلك أن الرمي يحتوي على أربعة أشياء: القبض، والإرسال، والتبليغ، والإصابة. فالقبض والإرسال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتبليغ والإصابة من الله عز وجل.
الآية الثانية: قوله تعالى: (فَاِصبِر كَما صَبَرَ أولوا العَزمِ مِنَ الرُسُل).
نسخ الأمر من الصبر بآية السيف.
سورة محمد صلى الله عليه وسلم
وهي من السور المختلف في تنزيلها: فقالت طائفة: نزلت بمكة.
وقال آخرون: نزلت بالمدينة، وهي إلى تنزيل المدينة أشبه، والله أعلم.
تحتوي من المنسوخ على آيتين: الآية الأولى: قوله تعالى: (فَإِمّا مَنّاً بَعدُ وَإِمّا فِداءُ حَتّى تَضَعَ الحَربُ أَوزارَها).
نسختها آية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: (وَلا يَسأَلكُم أَموالَكُم. إِن يَسأَلكُموها فَيُحفِكُم تَبخَلوا وَيُخرِج أَضغانَكُم).
نسخ بقوله: (ها أَنتُم هَؤُلاءِ تُدعونَ لِتُنفِقوا في سَبيلِ اللَهِ).
سورة الفتح
نزلت بالمدينة.
وفيها نساخ وليس فيها منسوخ.
وهي إحدى السور الست، لأن فيها سبع آيات نسخت سبع كلمات.
سورة الحجرات
نزلت بالمدينة.
يقولون بأجمعهم: إنه ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
سورة ق
وهي سورة الباسقات.
نزلت بمكة.
وفيها من المنسوخ آيتان: الآية الأولى: قوله تعالى: (فَاِصبِر عَلى ما يَقولونَ).
نسخ الصبر بآية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: (وَما أَنتَ عَلَيهِم بِجَبّار) أي متسلط.
نسخ ذلك بآية السيف.
سورة الذاريات
نزلت بمكة.
وفيها من المنسوخ آيتان: الآية الأولى: قوله تعالى: (وَفي أَموالِهِم حَقٌّ لِلسائِل وَالمَحروم) نسخ ذلك بآية الزكاة.
الآية الثانية: قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنهُم فَما أَنتَ بِمَلومِ) نسخت بقوله: (وَذَكِّر فَإِنَّ الذِكرى تَنفَعُ المُؤمِنين).
سورة الطور
نزلت بمكة.
وفيها من المنسوخ آيتان: الآية الأولى: قوله تعالى: (قُل تَرَبّصوا فَإِنّي مَعَكُم مِنَ المُتَرَبِّصينَ) نسخ ذلك بآية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: (وَاِصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعيُنِنا).
نسخ الأمر بآية السيف.
وقد قيل - والله أعلم - إنه نسخ: فَذَرهُم حَتّى يُلاقوا يَومَهُمُ الَّذي فيهِ يَصعَقون). نسخ بآية السيف.
؟؟سورة النجم
نزلت بمكة بإجماعهم.
وفيها من المنسوخ آيتان: الآية الأولى: قوله تعالى: (فَأَعرِض عَمَّن تَوَلّى عَن ذِكرِنا وَلَم يُرِد إِلّا الحَياةَ الدُنيا).
نسخ الإعراض بآية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: (وَأَن لَيسَ لِلإِنسان إِلّا ما سَعى).
نسخ ذلك قوله تعالى: (وَالَّذينَ آمَنوا وَاِتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم) ولولا هذه الآية بطلت الشفاعة.
سورة القمر
نزلت بمكة.
وفيها من المنسوخ آية واحدة، وهي قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنهُم).
نسخ التولي بآية السيف، وباقيها محكم.
سورة الرحمن عز وجل
وهي من السبع عشرة المختلف في تنزيلها.
قالت طائفة: نزلت بالمدينة، وهي إلى تنزيل مكة أشبه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد كانت الجن أحسن ردا منكم على ربهم حيث قالوا: ولا بنعمة من نعمك يا ربنا نكذب).