الفروق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما :(١)
كان معنى (الجمع) ظاهراً في جمع القرآن في عهد أبي بكر فقد كان القرآن مفرقاً فأمر بجمعه كما قال المحاسبي :"كان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله ﷺ فيها القرآن منتشر، فجمعها جامع، وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء". (٢)
إذاً فمعنى الجمع فيه ظاهر لا يحتاج إلى تفريق بينه وبين الجمع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الإشكال واللبس هو في الجمعين الثاني والثالث، إذ كيف يأمر عثمان بجمع القرآن وهو مجموع في عهد أبي بكر رضي الله عنهما؟! ولذا فإنَّ العلماء يُوْلُون التفريق بين جمع القرآن في عهد أبي بكر وجمعه في عهد عثمان عنايتهم لإزالة هذا اللبس، ويذكرون فروقاً.
_________
(١) دراسات في علوم القرآن: فهد الرومي ص٨٩-٩٠.
(٢) البرهان: الزركشي، ج١، ص٢٣٨.


الصفحة التالية
Icon