أحكام القرآن (الجصاص)، ج ٥، ص : ٢٢١
عليه تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب من الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ- حتى بلغ- جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول اللّه قال رأسه الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل اللّه ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول اللّه فأخذ بلسانه فقال اكفف عليك هذا قلت يا رسول اللّه إنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
وحدثنا عبد اللّه بن محمد بن إسحاق قال حدثنا الحسن بن أبى الربيع قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال تلا قتادة فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ قال قال اللّه تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وروى أبو إسحاق عن أبى عبيدة عن عبد اللّه قال للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم تلا فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ وروى عن مجاهد وعطاء تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ قالا العشاء الآخرة وقال الحسن تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ كانوا يتنفلون بين المغرب والعشاء وقال الضحاك في قوله يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً إنهم يذكرون اللّه بالدعاء والتعظيم وقال قتادة خوفا من عذاب اللّه وطمعا في رحمة اللّه مما رزقناهم ينفقون في طاعة اللّه آخر سورة السجدة.
سورة الأحزاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ روى عن ابن عباس رواية إنه كان رجل من قريش يدعى ذا القلبين من دهائه وعن مجاهد وقتادة مثله وعن ابن عباس أيضا كان المنافقون يقولون لمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم قلبان فأكذبهم اللّه تعالى وقال الحسن كان رجل يقول لي نفس تأمرنى ونفس تنهاني فأنزل اللّه فيه هذا وروى عن مجاهد أيضا أن رجلا من بنى فهر قال في جوفي قلبان أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فكذبه اللّه عز وجل وذكر أبو جعفر الطحاوي أنه لم يرو في تفسيرها غير ما ذكرنا قال وحكى