أحكام القرآن (الجصاص)، ج ٥، ص : ٢٦١
سورة الزمر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها ثم راجعة إلى صلة الكلام كأنه قال خلقكم من نفس واحدة ثم أخبر أنه جعل منها زوجها لأنه لا يصح رجوعها إلى المخلوقين من الأولاد على معنى الترتيب لأن الوالدين قبل الولد وهو مثل قوله ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ وقوله ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً ونحو ذلك آخر سورة الزمر.
سورة المؤمن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً روى سفيان عن منصور عن إبراهيم في قوله يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً قال بنى بالآجر وكانوا يكرهون أن يبنوا بالآجر ويجعلونه في قبورهم وقوله تعالى وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
روى الثوري عن الأعمش ومنصور عن سبيع الكندي عن النعمان بن بشير قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
الآية وقوله تعالى النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها هذه الآية تدل على عذاب القبر لقوله تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ فدل على أن المراد النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا قبل القيامة آخر سورة المؤمن.
سورة حم السجدة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً فيه بيان أن ذلك أحسن قول ودل بذلك على لزوم فرض الدعاء إلى اللّه إذ لا جائز أن يكون النفل أحسن من الفرض فلو لم يكن الدعاء إلى اللّه فرضا وقد جعله من أحسن قول اقتضى ذلك أن يكون النفل أحسن من الفرض وذلك ممتنع وقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا الآية قيل إن الملائكة تتنزل عليهم عند الموت فيقولون لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب اللّه خوفه ولا تحزن على الدنيا ولا على أهلها فيذهب اللّه خوفه وأبشر بالجنة وروى ذلك عن زيد ابن أسلم وقال غيره إنما يقولون له ذلك في القيام عند الخروج من القبرفيرى تلك الأهوال


الصفحة التالية
Icon