أحكام القرآن (الجصاص)، ج ٥، ص : ٣٧٨
بكنيته وذكر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم باسمه وكذلك زيد وكل من ذكره في الكتاب فإنما ذكرهم بالاسم دون الكنية لأن أبا لهب كان اسمه عبد العزى وغير جائز تسميته بهذا الإسم فلذلك عدل عن اسمه إلى كنيته آخر سورة.
سورة الفلق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلى قال حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبى سعيد المقبري عن أبيه عن عقبة بن عامر قال بينا أنا أسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة
وروى عن جعفر بن محمد قال جاء جبريل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فرقاه بالمعوذتين
وقالت عائشة أمرنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أسترقى من العين
وروى الشعبي عن بريدة قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا رقية إلا من عين أو حمى
وعن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم مثله وحدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ابن أخى زينب امرأة عبد اللّه عن زينب امرأة عبد اللّه عن عبد اللّه قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول إن الرقى والتمائم والتولة شرك
قالت قلت لم تقول هذا واللّه لقد كانت عيني تقذف فكنت اختلف إلى فلان اليهودي يرقينى فإذا رقانى سكنت فقال عبد اللّه إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاهما كف عنهما إنما يكفيك أن تقولي كما
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
وقوله تعالى وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال أبو صالح النفاثات في العقد السواحر وروى معمر عن قتادة أنه تلا وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال إياكم وما يخالط السحر من هذه الرقى قال أبو بكر النفاثات في العقد السواحر ينفثن على العليل ويرقونه بكلام فيه كفر وشرك وتعظيم للكواكب ويطعمن العليل الأدوية الضارة والسموم القاتلة ويحتالون في التوصل إلى ذلك ثم يزعمن أن ذلك من رقاهن هذا لمن أردن ضرره


الصفحة التالية
Icon