سورة طه :

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأ الضحاك وعمرو بن فائد :"طاوى" مُبَيَّضٌ١.
ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير، ورويت عن الحسن ومجاهد :"أَخْفِيهَا"٢، بفتح الألف.
قال أبو الفتح : أَخْفَيْت الشيءَ : كتمْته، وأظهرته جميعا وخَفَيْتُه بلا ألف : أظهرتُه البتة. فمن ذلك قراءة من قرأ :"أُخْفِيهَا". قالوا : معناه أُظْهِرُها. قال أبو علي : الغرض فيه أزيل عنها خفاءها٣، وهو ما تلف فيه القربة ونحوها : من كساء، وما يجري مجراه، قال : وعليه قول الشاعر :
لَقَدْ عَلِمَ الأيْقَاظُ أَخْفِيَةَ الْكَرَى تَزَجُّجَهَا مِنْ حَالِكٍ واكْتِحَالِهَا٤
قال : أراد الأيقاظ عيونا٥، فجعل العين كالخِفاء للنومِ؛ لأنها تستره، قال : مِن ألفاظ السلب : فأخفيتُه : سَلَبْتُ عنه خِفاءه، وإذا زال عنه ساتره ظهر لا محالة، ومثله من السلب : أشكيْتُ الرجل : إذا أزلتَ عنه ما يشكُوه، وقد سيق نحو هذا وحديثُ السلب في اللغة.
فأما "أَخْفِيهَا" بفتح الألف فإنه [٩٨ظ] أُظهرها. قال امرؤ القيس :
١ سورة طه : ١، وفي هامش نسختي الأصل : لم يقل شيئا. وذكر في البحر "٦ : ٢٢٤" هذه القراءة معزوة إلى صاحبيها، ولم يقل عنها شيئا. ويرد بلفظ "مبيض" أنه لم يكتب عنها شيئ.
٢ سورة طه : ١٥.
٣ سقط في ك : أزيل عنها خفاءها.
٤ زججت حاجبها : جعلته أزج، أي : دقيقا مقوسا. وانظر سر الصناعة : ١ : ٤٣، واللسان "خفي".
٥ يعرب ابن جني "أخفية الكرى" في سر الصناعة "١ : ٤٣" تمييزا، وإنما يكون ذلك على رأي من لا يشترط تنكير التمييز، فالأولى أن ينصب على التشبيه بالمفعول.


الصفحة التالية
Icon