سورة لقمان :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحُلوانيّ عن شباب عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو وعيسى الثقفي :"حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهَنًا عَلَى وَهَنٍ"١، بفتح الهاء فيهما.
قال أبو الفتح : الكلام هنا كالكلام فيما ذكرناه آنفا في قوله تعالى :"إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ"٢، وعلى أنه قد حكى أبو زيد :"فَمَا وَهِنُوا"٣، قراءة. فقد يمكن أن يكون "الوهَن" مصدر هذا الفعل، كقولهم : وَضِرَ٤ وَضَرًا، ووَحِرَ٥ وَحَرًا.
ومن ذلك قراءة الحسن بخلاف وأبي رجاء الجحدري وقتادة ويعقوب :"وَفِصَلُهُ فِي عَامَيْنِ"٦.
قال أبو الفتح : الفصل أعم من الفصال؛ لأنه مستعمل في الرضاع وغيره، والفصلا هنا أوقع؛ لأنه موضع٧ يختص بالرضاع. فإما الفصال مصدر فاصلته فغير هذا المعنى وإن كان الأصل واحدا. ومعنى ف ص ل قريب من معنى ف س ل؛ وذلك أن الفسل الدني من الناس، والدني هو الساقط. وإذا سقط الإنسان انقطع عن معظم ما عليه الناس، ولذلك قالوا : فيه هو ساقط. ومنقطع ومتأخر، فالمعنى إذا راجع إلى الانفصال والانقطاع.
١ سورة لقمان : ١٤.
٢ انظر الصفحة السابقة من هذا الجزء، والصفحة ٨٤ من الجزء الأول.
٣ سورة آل عمران : ١٤٦.
٤ وضر : اتسخ بالدسم.
٥ وحر : اشتد غضبه، ووغر صدره.
٦ الآية السابقة من سورة لقمان.
٧ ساقطة في ك.


الصفحة التالية
Icon