سورة الصافات :

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأ :"مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دَحُورًا"١. السلمي.
قال أبو الفتح : في فتح هذه الدال وجهان :
إن شئت على ما جاء من المصادر على فَعُول - بفتح الفاء - على ما فيه من خلاف أبي بكر فيه، وقد بيناه فيما مضى من هذا الكتاب٢ وغيره.
وإن شئت : أراد وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ بِدَاحِرٍ، أو بِما يَدْحَرُ، وهذا كأنه الثاني من الوجهين، لما فيه من حذف حرف الجر وإرادته. وأكثر ما يأتي في الشعر، كما قال :
نُغَالِي اللَّحْمَ لِلأضْيافِ نِيئًا ونُرْخِصُه إذا نَضِجَ القَدِيرُ٣
أي : باللحم، ومثله ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾٤ أي : أعلم به، فيمن قدر ذلك.
ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبي سراج وابن أبي عمار عبد الرحمن - ويقال عمار بن أبي عمار - وأبي عمرو - بخلاف - وابن محيصن :"هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونَ فَأُطْلِعَ"٥.
قال أبو الفتح : يقال طَلَع : إذا بدا، وأطْلَعَ : أقْبَلَ. فهو على هذا : هل أنتم مقبلون.
١ سورة الصافات : ٩.
٢ انظر الصفحة ٦٣ من الجزء الأول.
٣ غالى بالشيء : اشتراه بثمن غال. والقدير : ما يطبخ في القدور، وفي الأصل القدور مكان القدير، وهو تحريف. وانظر اللسان "غلا".
٤ سورة الأنعام : ١١٧.
٥ من قوله تعالى :﴿قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُون، فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾. [سورة الصافات : ٥٤، ٥٥] وفي البحر "٧، ٣٦١" :"فَأُطْلِعَ"، بضم الهمزة، وسكون الطاء، وكسر اللام، فعلا ماضيا مبنيا للمفعول.


الصفحة التالية
Icon