في رحاب آية الكرسي
(٢)
المنهل القدسي في فضائل آية الكرسي
تأليف
أحمد بن محمد الشرقاوي
أستاذ التفسير المشارك بجامعة الأزهر
وتربية عنيزة
﴿ - - - { - - - { -
هدية لمكتبة التفسير وعلوم القرآن
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق نسأله أن يثبتنا عليها في الحياة وعند الممات، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه رحمة لجميع الكائنات، وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على سائر الديانات، وأنزل عليه آيات بينات، وبراهين نيرات، عصمة ونجاة، ودستورا للحياة، من سار على دربه فاز بالجنات ومن أعرض عنه مُني بالحسرات وطرح في الدركات ٠
وبعد فالقرآن الكريم هو الحجة البالغة والمعجزة الخالدة معين لا ينضب وعطاء متجدد ونهر فياض وبحر لا ساحل له، لا عزة ولا كرامة ولا رشد ولا استقامة إلا لمن استمسك به قال تعإلى { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {٤٣﴾
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾ } سورة الزخرف
شرف للعرب لأنه نزل بلسانهم وعلموه لغيرهم، وشرف لكل من عمل به ودعا إليه ٠
كتاب عزيز : عزيز لأنه نزل من عند العزيز، عزيز لأنه سبيل العزة لكل من آمن به، عزيز لا مثيل له ولا شبيه فهو كتاب فريد ٠
عزيز : بعيد عن أيدي العابثين التي امتدت إلى الكتب السابقة بالتحريف والتبديل، بعيد عن أي تناقض أو اضطراب قال تعإلى ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {٤١﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾ } سورة فصلت


الصفحة التالية
Icon