بِدَعُ القُرّاء
القَديمَة وَ المعَاصرة
تأْليف الشيخ
بكر بن عَبد الله أبو زيد
قام بصفه ونشره
أبو علي السلفي
www.du٣at.com

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ورضي الله عن صحابته أجمعين، ورحم الله عبداً اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد: فمن عظيم آثار حفظ الله لكتابه شدُّ السلف على مسلك تجريده من أي إحداث أو أمر مضاف، في: رسمه، وترتيله، وقراءته، وإقرائه وأدائه، وأذكاره، وهذا عنوان إعجازه يدخل في قرنه الخامس عشر، دون أن يصل إليه: تغيير وتبديل، أو تحريف وتعديل، زيادة أو نقصاً، فسبحان من أنزله، وحفظه، وهيأ له حفّاظاً، وأنصاراً، وجعل المسلمين له حرساً، وأجناداً، وكان من آثار رحمته سبحانه في حفظ كتابه، تنبيه العلماء، وبخاصة القراء منهم، على محدثات جَهَلَةِ القُرَّاءِ، واتصال حبل الإِيقاظ عما يداخله في زمان أو مكان، أو كيفية، ومقدار، أو جنس، وأسباب في محيط قاعدة الإسلام، المعروفة منه بالاضطرار، وهي: ((وقف العبادات على النص ومورده لا غير)). وعليه: فهذه النبذة امتداد لحبلهم الموصول في تجريد كتاب الله عن محدثات الأمور، قيَّدتُ فيها ((رؤوس المسائل لبدع جهلة القراء)) التي نبه عليها المتقدمون، وعنيت بالبحث ما اتسع انتشاره وهو ((التمايل عند القراءة))، وما أحدثه المعاصرون وهو في قالبين: تعبد القراء في تقليد قارئ آخر في قراءة القرآن داخل الصلاة أو خارجها، لجِدَّةِ حُدوثه وشدة الولوع به. وقراءة الإِمام - على صفة الالتزام - في صلاة الجمعة، لما يراه متناسبا مع موضوع الخطبة. ومن المعلوم أن نشوء البدع إنما يكون من الإِفراط والغلو في الدين، وضعف البصيرة والفقه فيه. ومن أسباب فشوها وانتشارها: السكوت عنها، وترك التحذير منها، وهذا من فترات القصور والتقصير لدى بعض أهل السنة. ومن الغبن الفاحش أن يكون ((صاحب القرآن)) متلبساً ببدعة، فكيف إذا كانت من


الصفحة التالية
Icon