ص : ٩
معنى الاستعاذة
أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم أعوذ : أستجير.
الشيطان : المتمرّد من الإنس والجنّ والدواب، بدليل قوله تعالى : وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ... [الأنعام : ١١٢] وقول «١» عمر رضي اللّه عنه وقد ركب برذونا «٢» فتبختر به :«لقد حملتموني على شيطان، واللّه لقد أنكرت نفسي». وإنما أطلق الشيطان على المتمرّد لأنه مأخوذ من شطن، وهي بمعنى بعد، يقال : شطنت داري عن دارك أي بعدت، قال الشاعر «٣» :
نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين
أي وجهة بعيدة. والمتمرّد قد بعدت أخلاقه عن الخير، ونأى عن جنسه فناسب إطلاق الشيطان عليه.
الرجيم : فعيل بمعنى مرجوم. ككحيل بمعنى مكحول، ورهين بمعنى مرهون، وهو من الرجم بمعنى الرمي، سواء أكان بقول أم حصى، والشيطان مرجوم إذ هو مرمي باللعن والسب.
المعنى : أستجير باللّه من الشيطان الملعون المذموم أن يغويني ويضلّني.

(١) انظر تاريخ الإسلام للذهبي بيروت، دار الكتاب العربي، ١٩٨٧ (٢/ ٢٦٩) (عهد الخلفاء الراشدين) بلفظ :«ما كنت أظن الناس يركبون الشيطان، هاتوا جملي».
(٢) البرذون : دابة خاصة من الخيل، الغليظ الأعضاء الجافي الخلقة وهو من الخيل غير العربية انظر تاج العروس للزبيدي (١٨/ ٥٤).
(٣) الأعشى انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الأندلسي (١/ ٥٩).


الصفحة التالية
Icon