وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : بلغنا أنهم قالوا : يا رسول الله لم خلقت الأهلة ؟ فأنزل الله ﴿ يسألونك عن الأهلة ﴾
وأخرج أبو نعيم و ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس : أن معاذ بن جبل و ثعلبة بن غنمة قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدو أو يطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكن على حال واحد ؟ فنزلت ﴿ يسألونك عن الأهلة ﴾
قوله تعالى ﴿ ليس البر ﴾ الآية روى البخاري عن البراء قال : كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره فأنزل الله ﴿ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ﴾ الآية
وأخرج ابن أبي حاتم و الحاكم وصححه عن جابر [ قال : كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الاحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الأحرام فبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في بسيان إذ خرج من بابه ومعه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا يا رسول الله : أن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له : ما حملك على ما فعلت ؟ قال رأيتك فعلته ففعلت قال : أني رجا أحمسي قال له فأن ديني من دينك ] فأنزل الله ﴿ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ﴾ الآية
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه وأخرج الطيالسي في مسنده عن البراء قال كانت الأنصار إذا قدموا من سفر لم يدخل الرجل من بابه فنزلت هذه الآية
وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن حبترالنهلشي [ قال : كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من وكانت الحمس بخلاف ذلك فدخل الرسول صلى الله عليه و سلم حائطا ثم خرج من بابه فأتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس فقالوا : يا رسول الله نافق رفاعة فقال ما حملك على ما صنعت ؟ قال تبعتك فقال إني من الحمس قال : فإن ديننا واحد ] فنزلت ﴿ ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ﴾
قوله تعالى :﴿ وقاتلوا في سبيل الله ﴾ أخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما صد عن البيت ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه القابل فلم كان العام القابل تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام فأنزل الله ذلك
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : أقبل نبي الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه معتمرين في ذي القعدة ومعهم الهدي حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون وصالحهم النبي صلى الله عليه و سلم على أن يرجع من عامه ذلك ثم يرجع من العام المقبل فلما كان العام المقبل أقبل وأصحابه حتى دخلوا مكة معتمرين في ذي القعدة فأقام بها ثلاث ليال وكان المشركون قد فخروا عليه حين وروده فأقصه الله منهم فأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه فأنزل الله ﴿ الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص ﴾
قوله تعالى :﴿ أنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾ روى البخاري عن حذبفة قال : نزلت هذه الآية في النفقة
وأخرج أبو داود و الترمذي وصححه و ابن حبان و الحاكم وغيرهم عن أبي أيوب الأنصاري قال : نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه قال بعضنا لبعض سرا : إن أموالنا قد ضاعت وإن الله قد أعز الإسلام فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله يرد علينا ما قلنا ﴿ أنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾ فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي جبيرة بن الضحاك قال : كانت الأنصار يتصدقون ويعطون ما شار الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله ﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾
وأخرج أيضا بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال : كان الرجل يذنب الذنب فيقول : لا يغفر الله لي فأنزل الله ﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾ وله شاهد عن البراء وأخرجه الحاكم
قوله تعالى :﴿ وأتموا الحج والعمرة لله ﴾ أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان ابن أمية [ قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم متضخما بالزعفران عليه جبة فقال كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي ؟ فأنزل الله ﴿ وأتموا الحج والعمرة لله ﴾ فقال : أين السائل عن العمرة ؟ قال : هاأنذا فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم ألق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق ما استطعت ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك ]
قوله تعالى :﴿ فمن كان منكم مريضا ﴾ الآية روى البخاري عن كعب بن عجرة أنه سئل عن قوله ﴿ ففدية من صيام ﴾ [ قال : حملت إلى النبي صلى الله عليه و سلم والقمل يتناثر على وجهي فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا أما تجد شاه ؟ قلت : لا قال صم ثلاث أيام وأطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك فنزلت في خاصة وهي لكم عامة ]
وأخرج أحمد عن كعب [ قال : كنا مع النبي صلى الله عليه مسلم بالحديبية ونحن محرمون وقد حصر المشركون وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تساقط على وجهي فمر بي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أيؤذيك هوام رأسك فأمره أن يحلق ] فقال : ونزلت هذه الآية ﴿ فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ﴾
وأخرج الواحدي من طريق عطاء عن ابن عباس قال : لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة تناثر هوام رأسه على وجه فقال : يا رسول الله هذا القمل قد أكلني فأنزل الله في ذلك الموقف ﴿ فمن كان منكم مريضا ﴾ الآية
قوله تعالى :﴿ وتزودوا ﴾ الآية روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن متوكلون فأنزل الله :﴿ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ﴾
قوله تعالى :﴿ ليس عليكم جناح ﴾ الآية روى البخاري عن ابن عباس قال : كانت عاض ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في الموسم فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فنزلت ﴿ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ﴾ في موسم الحج
وأخرج حمد و ابن أبي حاتم و ابن جرير و الحاكم وغيرهم عن أبي أمامة التيمي [ قال : قلت لابن عمر : إنا نكري فهل لنا من حج ؟ فقال ابن عمر : جاء رحل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله عن الذي سألتني عنه فلم يجنه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية ﴿ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ﴾ فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أنتم حجاج ]
قوله تعالى :﴿ ثم أفيضوا ﴾ أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كانت العرب تقف بعرفة وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة فأنزل الله ﴿ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ﴾
قوله تعالى ﴿ فإذا قضيتم ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم يقول الرجل منهم : كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم فأنزل الله ﴿ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله ﴾ الآية
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة وذكروا آباءهم وفعال آبائهم فنزلت هذه الآية
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون : اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاء وحسن لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا فأنزل الله فيهم :﴿ فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ﴾ ويجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون :﴿ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب ﴾
قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يعجبك ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : لما أصيب السرية التي فيها عاصم ومرئد قال رجلان : من المنافقين : يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا هكذا لا هم قعدوا في أهليهم ولا هم ادوا رسالة صاحبهم فنزل الله ﴿ ومن الناس من يعجبك قوله ﴾ الآية
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : نزلت في الأخنسن شريق أقبل إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأظهر الإسلام فأعجبه ذلك منه ثم خرج فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله الآية
قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يشري نفسه ﴾ الآية أخرج الحرث بن أبي أسامة في مسنده و ابن أبي حاتم عن سعيد بن مسيب [ قال : أقبل صهيب مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال : يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلى حتى أرمي كل سهم معي في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم دللتكم على مالي بمكة وخليتم سبيلي قالوا : نعم فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم قال : ربح البيع أبا يحي ربح أبا يحي ] ونزلت ﴿ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ﴾
وأخرج الحاكم في المستدرك نحوه من طريق ابن المسيب عن صهيب موصولا وأخرج أيضا نحوه من مرسل عكرمة وأخرجه أيضا من الطريق جاد بن سلمة عن ثابت عن أنس وفيه التصريح بنزول الآية وقال : صحيح على شرط مسلم وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : نزلت في صهيب وأبي ذر وجندب ابن السكن أحد أهل أبي ذر
قوله تعالي :﴿ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم ﴾ الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة قال : قال عبد الله بن سلام وثعلبة وابن يامين أسد وأسيد ابنا كعب وسعد بن عمرو وقبس بن زيد كلهم من يهود : يا رسول الله يوم السبت يوم نعظمه فدعنا فلنقم بها الليل فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ﴾ الآية
قوله تعالى :﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ﴾ الآية قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال : نزلت هذه الآية في يوم الأحزاب أصاب النبي صلى الله عليه و سلم يومئذ بلاء وحصر
قوله تعالى :﴿ يسألونك ماذا ينفقون ﴾ الآية أخرج ابن جرير عن ابن جريح قال : سأل المؤمنون رسول الله صلى الله عليه و سلم أين يضعون أموالهم فنزلت ﴿ يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير ﴾ الآية
وأخرج ابن المنذر عن أبي حيان أن عمر بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه و سلم : ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها ؟ فنزلت
قوله تعالى :﴿ يسألونك عن الشهر الحرام ﴾ الآية أخرج ابن جرير و أبن أبي حاتم و الطبراني في الكبير و البيهقي في سننه عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يعث رهطا وبعث عليهم عبد الله بن جحش فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك من رجب أو جمادي فقال المشركون للمسلمين : قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله ﴿ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ﴾ الآية فقال بعضهم : إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر فأنزل الله ﴿ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ﴾ وأخرجه ابن منده في الصحابة من طريق ابن عثمان ابن عطاء عن أبيه عن ابن عباس
قوله تعالى :﴿ يسألونك عن الخمر ﴾ يأتي حديثها في سورة
قوله تعالى ﴿ يسألونك ماذا ينفقون ﴾ أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس أن نفرا من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : إنا لا ندري ما النفقة التي أمرنا بها في أموالنا فما ننفق منها ؟ فأنزل الله ﴿ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ﴾ وأخرج أيضا عن يحي أنه بلغه أن معاذ


الصفحة التالية
Icon