أخرج ابن أبى حاتم عن الربيع النصارى أتوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فخاصموه في عيس فأنزل الله :﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾ إلى بضع وثمانين أية منها وقال ابن إسحاق : حدثني مجمد ابن سهل بن أبي أمامه قال : لما قدم أهل نجران على الرسول صلى الله عليه و سلم يسألونه عن عيس ابن مريم نزلت فيهم فاتحة آل عمران رأس الثمانين منها أخرجه البيهقي في الدلائل
قوله تعالى :﴿ قل للذين كفروا ستغلبون ﴾ روى أبو داود في سننه من طريق ابن أسحق عن محمد ابن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس [ أن الرسول صلى الله عليه و سلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال : يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريش فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا ] فأنزل الله ﴿ قل للذين كفروا ستغلبون ﴾ - إلى قوله ﴿ لأولي الأبصار ﴾
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة : قال فنحاص اليهودي يوم بدر : لا يغرن محمد أن قتل قريش وغلبها إن قريشا لا تحسن القتال فنزلت الآية
قوله تعالى :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم و ابن المنذر عن عكرمة عن ابن عباس قال :[ دخل رسول صلى الله عليه و سلم بيت المدارس على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحرث بن يزيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ قال : على ملة إبراهيم ودينه قال : فإن إبراهيم كان يهوديا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم : فهلما إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه ] فأنزل الله ﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون ﴾ - إلى قوله - ﴿ يفترون ﴾
قوله تعالى ﴿ قل اللهم مالك الملك ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم عن قتاده قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل ربه أن يجعل ملك الروم وفارس في أمته فأنزل الله :﴿ قل اللهم مالك الملك ﴾ آية
قوله تعالى :﴿ لا يتخذ ﴾ الآية أخرج ابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : كان الحجاج ابن عمرو حليف بكعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد وقد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعد بن حثمة لأولئك النفر : اجتنبوا هؤلاء النفر من اليهود واحذروا مباطنتهم لا يفتنوكم عن كم فأبوأفأنزل الله فيهم ﴿ لا يتخذ المؤمنون ﴾ - إلى قوله - ﴿ الله على كل شيء قدير ﴾
قوله تعالى :﴿ قل إن كنتم تحبون الله ﴾ الآية أخرج ابن المنذر عن الحسن قال : قال أقوام على عهد نبينا : والله يا محمد إنا لنحب ربنا ﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ﴾ الآية :
قوله تعالى :﴿ ذلك نتلوه عليك ﴾ أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم راهبا نجران فقال أحدهما : من أبو عيسى ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعجل حتى يؤامر ربه فنزل عليه :﴿ ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ﴾ - إلى - ﴿ من الممترين ﴾ الآية
وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس قال :[ إن رهطا من نجران قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم وكان فيهم السيد والعاقب فقالوا : ما شأنك تذكر صاحبنا ؟ قال : من هو ؟ فقالوا : عيسى تزعم أنه عبد الله فقال : أجل فقالوا : فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به ؟ ثم خرجوا من عنده فجاء جبريل فقال : قل لهم إذا أتوك ﴿ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ﴾ - إلى قوله - ﴿ من الممترين ﴾ الآية ]
( ك ) وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس سلمان باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب من محمد النبي الحديث وفيه : فبعثوا إليه شرحبيل بن وداعة الهمداني وعبد الله بن شرحبيل الأصبحي وجبارا الحرثي فانطلقوا فأتوه فسألهم وسألوه فلم يزل بهم وبه المسألة حتى قالوا : ما تقول في عيسى ؟ قال : ما عندي فيه شيء يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم فأصبح الغد وقد أنزل الله آيات ﴿ إن مثل عيسى عند الله ﴾ - إلى قوله - ﴿ فنجعل لعنة الله على الكاذبين ﴾ الآية
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن الأزرق بن قيس [ قال : قدم على النبي صلى الله عليه و سلم أسقف نجران والعاقب فعرض عليهما الإسلام فقالا : إنما كنا مسلمين قبلك قال : كذبتما إنه منع منكما الإسلام ثلاث قولكما إتخذ الله ولدا وأكلكما لحم الخنزير وسجودكما للصنم قالا : فمن أبو عيسى ؟ فما درى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يرد عليهما حتى أنزل الله ﴿ إن مثل عيسى عند الله ﴾ - إلى قوله - ﴿ وإن الله لهو العزيز الحكيم ﴾ فدعاهما إلى الملاعنة فأبيا وأقرا بالجزية ورجعا ]
قوله تعالى :﴿ يا أهل الكتاب لم تحاجون ﴾ الآية روى ابن أسحق بسنده المتكرر إلى ابن عباس قال : إجتمعت نصارى نجران وأحبار اليهود عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فتنازعوا عنده فقال الأحبار : ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى : ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فأنزل الله ﴿ يا أهل الكتاب لم تحاجون ﴾ الآية أخرجه البيهقي في الدلائل
قوله تعالى :﴿ وقالت طائفة ﴾ الآية روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال : قال عبد الله بن الصيف وعدي بن زيد والحرث بن عوف بعضهم لبعض : تعالوا نؤمن بما أنزل الله على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم فأنزل الله فيهم ﴿ يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل ﴾ - إلى قوله - ﴿ واسع عليم ﴾
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك قال : كانت اليهود تقول أحبارهم للذين من دونهم : لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم فأنزل الله ﴿ قل إن الهدى هدى الله ﴾
قوله تعالى ﴿ إن الذين يشترون ﴾ الآية روى الشيخان وغيرهما إن الأشعث قال : كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :[ ألك بينة ؟ قلت لا فقال : لليهودي : أحلف فقلت يا رسول الله إذن يحلف فيذهب مالي ] فأنزل الله ﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾ إلى آخر الآية
وأخرج البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها مالم يعطي ليوقع بها رجل من المسلمين فنزلت هذه الآية ﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾ قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري : لامنافاة بين الحديثين بل يحمل على أن النزول كان بالسببين معا
وأخرج ابن جرير عن عكرمة : أن الآية نزلت في حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة وبدلوه وحلفوا أنه من عند الله قال الحافظ ابن حجر الآية محتملة ولكن العمدة في ذلك ما ثبت في الصحيح
قوله تعالى :﴿ ما كان لبشر ﴾ الآية أخرج ابن أسحق و البيهقي عن ابن عباس قال : قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعاهم إلى الإسلام : أتريد يا مجمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ؟ قال : معاذ الله فأنزل الله في ذلك ﴿ ما كان لبشر ﴾ - إلى قوله - ﴿ بعد إذ أنتم مسلمون ﴾
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن الحسن قال : بلغني أن رجلا قال : يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك ؟ قال لا ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله فإنه لا يبغي أن يسجد لأحد من دون الله فأنزل الله ﴿ ما كان لبشر ﴾ - إلى قوله - ﴿ بعد إذ أنتم مسلمون ﴾
قوله تعالى :﴿ كيف يهدي الله قوما ﴾ الآيات روى النسائي و ابن حبان و الحاكم عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ندم فأرسل إلى قومه : أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم هل لي من توبة ؟ فنزلت ﴿ كيف يهدي الله قوما كفروا ﴾ - إلى قوله - ﴿ فإن الله غفور رحيم ﴾ فأرسل إليه قومه فأسلم
وأخرج مسدد في مسنده و عبد الرزاق عن مجاهد قال : جاء الحارث ابن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه و سلم ثم كفر فرجع إلى قومه فأنزل الله فيه القرآن ﴿ كيف يهدي الله قوما كفروا ﴾ - إلى قوله - ﴿ غفور رحيم ﴾ فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقالالحارث : أنك والله ما علمت لصدوق وإن رسول الهه صلى الله عليه و سلم لأصدق منك وأن الله لأصدق الثلاث فرجع فأسلم وحسن إسلامه
قوله تعالى ﴿ ومن كفر فإن الله غني ﴾ الآية ( ك ) أخرج سعيد بن منصور عن عكرمة قال لما نزلت ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا ﴾ الآية قالت اليهود فنحن مسلمون فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : إن الله فرض على المسلمين حج البيت فقالوا : لم يكتب علينا وأبوا أن يحجوا فأنزل الله ﴿ ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ﴾
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا ﴾ الآية أخرج الفرياني و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر فبينما هم جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضيوا وقام بعضهم إلى بعض في السلاح فنزلت ﴿ وكيف تكفرون ﴾ الآية والآيتان بعدها
وأخرج ابن أسحق و أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال : مر شاس بن قيس وكان يهوديا على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون فغاظه ما رأى من تألفهم بعد العدواة فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث ففعل فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجلان : أوس بن قظي من الأوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا وأطاعوا فأنزل الله في أوس وجبار ومن كان معهم ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب ﴾ الآية وفي شاس بن قيس ﴿ يا أهل الكتاب لم تصدون ﴾ الآية
قوله تعالى ﴿ ليسوا سواء ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم و الطبراني و ابن منده في الصحابة عن ابن عباس قال : لما اسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبد ومن اسم من يهود معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام قالت أحبار اليهود وأهل الكفر منهم : ما آمن بمحمد واتبعه إلا شرارنا ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره فأنزل الله في ذلك ﴿ ليسوا سواء من أهل الكتاب ﴾ الآية
وأخرج أحمد وغيره عن ابن مسعود [ قال : أخر رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال : أما أنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم ] وأنزلت هذه الآية ﴿ ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ﴾ - حتى بلغ - ﴿ والله عليم بالمتقين ﴾
قوله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا ﴾ أخرج ابن جرير و ابن أسحق عن ابن عباس قال : كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ﴾ الآية
قوله تعالى ﴿ وإذ غدوت ﴾ أخرج ابن أبي حاتم و أبو يعلى عن المسور ابن خزمة قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف : أخبرني عن قصتكم يوم أحد ا فقال : اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا ﴿ وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال ﴾ - إلى قوله - ﴿ إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ﴾ قال : هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله ﴿ ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه ﴾ قال : هو تمني المؤمنين لقاء العدو إلى قوله { أفإن مات أو قتل انقلبتم