وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة الزرقي وكان بمكة فلما نزلت ﴿ إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ﴾ فقال إني لغني وإني لذو حيلة فتجهز يريد الني ي صلى الله عليه و سلم فأدركه الموت بالتنعيم فنزلت هذه الآية ﴿ ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ﴾
وأخرج ابن جرير نحو ذلك من طريق سعيد بن جبير وعكرمة و قتادة و السدي و الضحاك وغيرهم وسمي في بعضها ضمرة بن العيص أو العيص ابن ضمرة وفي بعضها جندب بن ضمرة الجندعي وفي بعضها الضمري وفي بعضها رجل من بني ضمرة وفي بعضها رجل من بني خزاعة وفي بعضها رجل من بني ليث وفي بعضها من بني ليث وفي بعضها ما بني كنانة وفي بعضها من بني بكر
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن يزيد بن عبد الله بن قسط : أن جندع ابن ضمرة الضمري كان في مكة فمرض فقال لبينه : أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها فقالوا : إلى أين ؟ فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا أضاة بني غفار مات فأنزل الله فيه ﴿ ومن يخرج من بيته مهاجرا ﴾ الآية
( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم و ابن منده و البارودي في الصحابة عن هشام ابن عروة عن أبيه : أن الزبير ابن العوام قال : هاجر خالد بن حرام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه ﴿ ومن يخرج من بيته مهاجرا ﴾ الآية
وأخرج الأموي في مغازيه عن عبد الملك بن عمير [ قال لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه و سلم أراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قال : فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه و سلم فقالا نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبما جئت ؟ قال : أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾ الآية فأتيا أكثم فقالا له ذلك قال أي قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا فيه أذنابا فركب بعيره متوجها إلى المدينة فمات في الطريق ] فنزلت فيه ﴿ ومن يخرج من بيته مهاجرا ﴾ الآية : مرسل إسناده ضعيف
وأخرج حاتم في كتاب المعمرين من طريقين عن ابن عباس : أنه سئل عن هذه الآية فقال : نزلت في أكثم بن صيفي قيل : فأين الليثي قال ؟ هذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة عامة
قوله تعالى ﴿ وإذا ضربتم ﴾ الآية أخرج ابن جرير عن علي قال : سأل قوم من بني النجار رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله إن نضرب في الأرض فكيف نصلي ؟ فأنزل الله ﴿ وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ﴾ ثم انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه و سلم فصلى الظهر فقال المشركون : لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم ؟ فقال قائل منهم : إن لهما أخرى مثلها في أثرها فأنزل الله بين الصلاتين ﴿ إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ﴾ - إلى قوله - ﴿ عذابا مهينا ﴾ فنزلت صلاة الخوف وأخرج أحمد و الحاكم وصححه البهيقي في الدلائل عن ابن عياش الزرقي قال : كنا مع رسول الله بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا النبي وصلى الله عليهم وسلم الظهر فقالوا : قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا : يأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم فنزل جبريل بين الظهر والعصر ﴿ وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة ﴾ الحديث وروى الترمذي نحوه عن أبي هريرة و ابن جرير نحوه عن جابر بن عبد الله وابن عباس ( ك )
قوله تعالى :﴿ ولا جناح عليكم ﴾ أخرج البخاري عن ابن عباس قال : نزلت ﴿ إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى ﴾ في عبد الرحمن بن عوف كان جريحا
قوله تعالى :﴿ إنا أنزلنا ﴾ الآية روى الترمذي و الحاكم وغيرهما عن قتادة بن النعمان [ قال : كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ثم ينحله بعض العرب يقول : قال فلان كذا وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير فابتاع عمي رفاعة ابن زيد حملا من ادرمك فجعله في مشربة له فيها سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال : يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا فتجسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا : قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم : فقال بنو ابيرق : ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال : أنا اسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن السرقة قالوا : إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابنا فقال لي عمي : يا ابن أخي لو أتيت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فأتيته فقلت : أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا وأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : سأنظر في ذلك فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسيربن عروة فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا : يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة : فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : عمدت أهل البيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت وبينة ؟ فرجعت فأخبرت عمي فقال : الله المستعان فلم نلبث أن نزل قرآن ﴿ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ﴾ - بني أبيرق - ﴿ واستغفر الله ﴾ - أي مما قلت لقتادة إلى قوله ﴿ عظيما ﴾ فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسلاح فرده إلى رفاعة ولحق في المشركين فنزل على سلافة بيت سعد ] فأنزل الله ﴿ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ﴾ إلى قوله تعالى - ﴿ ضلالا بعيدا ﴾ قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم
وأخرج ابن سعد في الطبقات بسنده عن محمود بن لبيد قال : عدا بشير ابن الحرث على علية رفاعة بن زيد عم قتادة بن النعمان فنقبها من ظهرها وأخذ طعاما له ودرعين بأداتهما فأتى قتادة النبي صلى الله عليه و سلم فاخبره بذلك فدعا بشيرا سأله فأنكر وروى بذلك لبيد بن سهل رجلا من أهل الدار ذا حسب ونسب فنزل قرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد ﴿ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ﴾ الآيات فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه هرب إلى مكة مرتدا فنزل على سلامة بيت سعد فجعل يقع في النبي صلى الله عليه و سلم فنزل فيه ﴿ ومن يشاقق الرسول ﴾ الآية وهجاه حسان بن ثابت حتى رجع في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة
قوله تعالى :﴿ ليس بأمانيكم ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : قالت النصارى لا يدخل الجنة غيرنا وقالت قريش : إنا لانبعث فأنزل الله ﴿ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ﴾
وأخرج ابن جرير عن مسروق قال : تفاخر النصارى وأهل الإسلام فقال هؤلاء : نحن أفضل منكم وقال هؤلاء نحن افضل منكم فانزل الله ﴿ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ﴾
وأخرج نحوه عن قتادة و الضحاك و السدي و أبي صالح ولفظهم نفاخر أهل الأديان وفي لفظ جلس من اليهود وناس من النصارى وناس من المسلمين فقال هؤلاء : نحن أفضل ن فنزلت واخرج أيضا عن مسروق قال : لما نزلت ﴿ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ﴾ قال أهل الكتاب : نحن وأنتم سواء فنزلا هذه الآية ﴿ ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ﴾
قوله تعالى :﴿ ويستفتونك في النساء ﴾ الآية روى البخاري عن عائشة في هذه الآية قالت : هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في مالها حتى في المذق فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في مالها فيعضلها فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي : كان لجابر بنت عم دميمة لها مال ورثيه عن أبيها وكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها فسأل النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فنزلت
قوله تعالى ﴿ إن امرأة ﴾ الآية روى أبو داود و الحاكم عن عائشة قالت : فرقت سودة أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أسنت فقالت : يومي لعائشة فأنزل الله ﴿ إن امرأة خافت من بعلها نشوزا ﴾ الآية وروى الترمذي مثبة عن ابن عباس
( ك ) وأخرج سعيد بن منصور عن المسيب أن ابنة محمد بن مسلمة كانت عند رافع بن خديج فكرة منها أمرا إما كبرا أو غيره فأراد طلاقها ن قالت : لا تطلقني واقسم لي ما بدا ذلك فأنزل الله ﴿ وإن امرأة خافت ﴾ الآية وله شاهد موصول أخرجه الحاكم من طريق ابن المسيب عن رافع بن خديج
( ك ) أخرج الحاكم عن عائشة قال : نزلت هذه الآية ﴿ والصلح خير ﴾ في رجل كانت تحته امرأة ولدت له أولادا فأراد أن يستبدل بها فراضته على أن تقر عنده ولا يقسم لها
( ك ) وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : جاءت امرأة حين نزلت هذه الآية ﴿ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ﴾ قالت : غني أريد أن يقسم لي من نفقتك قد كانت رضيت أن يدعها فلا يطلقها ولا يأتيها فأنزل الله ﴿ وأحضرت الأنفس الشح ﴾
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : لما نزلت : هذه الآية في النبي صلى الله عليه سلم اختصم إليه رجلان : غني وفقير وكان الرسول مع الفقير يرى أن الفقير لا يظلم الغني فأبى الله إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير
قوله تعالى :﴿ لا يحب الله الجهر ﴾ الآية أخرج هناد بن السرى في كتاب الزهد عن مجاهد قال : أنزلت ﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ﴾ في رجل أضاف رجلا بالمدينة فأساء قراه فتحول عنه فجعل يثني عليه بما أولاه فرخص له أن يثني عليه بما أولاه
قوله تعالى :﴿ يسألك أهل الكتاب ﴾ الآية أخرج ابن جرير عن محمد ابن كعب القرظي قال جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : إن موسى جاءنا الألواح من عند الله فأتنا بالألواح حتى نصدقك فأنزل الله ﴿ يسألك أهل الكتاب ﴾ - إلى قوله - ﴿ بهتانا عظيما ﴾ فجثا رجل من اليهود فقال : ما انزل الله عليك ولا على موسى ولا على عيسى ولا على أحد شيئا فأنزل الله ﴿ وما قدروا الله حق قدره ﴾ الآية قوله تعالى :﴿ إنا أوحينا إليك ﴾ الآية روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال : قال عدي بن زيد : ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء من بعد موسى فأنزل الله الآية
قوله تعالى :﴿ لكن الله يشهد ﴾ الآية روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال : دخل جماعة من اليهود على الرسول صلى الله عليه و سلم فقال لهم إني والله أعلم أنكم تعلمون أني رسول الله ن فقالوا ك ما نعل فأنزل الله ﴿ لكن الله يشهد ﴾
قوله تعالى :﴿ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ﴾ الآية الآية روى النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر [ قال : اشتكيت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله أوصي لأخواتي بالثلث قال : أحسن قلت بالشطر قال : أحسن ثم خرج ثم دخل علي فقال : لا أراك تموت في وجعك هذا إن الله أنزل أو بين ما لأخواتك وهو الثلثان فكان جابر يقول ] نزلت هذه الآية في ﴿ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ﴾ قال الحافظ ابن حجر هذه قصة أخرى لجابر غير التي


الصفحة التالية
Icon