روى أبو داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم عن ابن عباس [ قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا و كذا فأما المشيخة فثبتوا تحت الريات وأما الشبان فسارعوا إلى القتل وألغنائم فقالت : المشيخة للشبان أشركونا معكم فإنا كنا لكم رداءا ولو كان منكم شيء للجأتم إلينا فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه و سلم ] فنزلت ﴿ يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾
وروى أحمد عن أبي وقاص [ قال : لما كان يوم يدر قتل أخي عمير فقتلت به سعيد بن العاص وأخذت سيفه فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أذهب فاطرحه في القبض فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم : إذهب فخذ سيفك ]
وروى أبو داود و الترمذي و النسائي عن سعد [ قال : لما كان يوم بدر جئت في سيف فقلت يا رسول الله إن الله شفى صدري من المشركين هب لي السيف فقال : هذا ليس لي ولا لك فقلت : عسى أن يعطي هذا من لا يبلي بلائي فجاءني الرسول صلى الله عليه و سلم فقال : إنك سألتني وليس لي وإنه قد صار لي وهو لك ] قال : فنزلت ﴿ يسألونك عن الأنفال ﴾ الآية
( ك ) وأخرج ابن جرير عن مجاهد : أنهم سألوا النبي صلى الله عليه و سلم عن الخمس بعد الأربعة الأخماس فنزلت ﴿ يسألونك عن الأنفال ﴾ الآية
( ك ) قوله تعالى :﴿ كما أخرجك ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري [ قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن بالمدينة وبلغه أن عير أبى سفيان قد أقبلت : ما ترون فيها لعل الله يغنماها ويسلمنا فخرجنا فسرنا يوما أو يومين فقال : ما ترون فيها ؟ فقلنا : يا رسول الله ما لنا طاقة بقتال القوم إنما أحرجنا للعير فقال المداد : لا تقولوا كما قوم موسى : اذهب أنت وربك فقاتلا أنا ههنا قاعدون ] فانزل الله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ﴾ وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نحوه
( ك ) وأخرج ابن جرير عن مجاهد : أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخمس بعد الأربعة الأخماس فنزلت ﴿ يسألونك عن الأنفال ﴾ الآية
( ك ) قوله تعالى :﴿ إذ تستغيثون ﴾ الآية روى الترمذي عن عمربن الخطاب [ قال : نظر نبي الله صلى الله عليه و سلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فاستقبل القبلة ثم إن تهلك هذه العصبة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه وألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال : يا بني الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدن فأنزل الله ﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ﴾ فأمدهم الله بالملائكة ]
قوله تعالى :﴿ وما رميت ﴾ الآية روى الحاكم عن سعيد بن مسيب عن أبيه قال : أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه و سلم فخلوا سبيله فاستقبله مصعب بن عمير ورأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ترقوة أبي من فرحة بين سايغة الدرع والبيضة فطعنه بحربته فسقط عن فرسه ملم يخرج من طعنته دم فكسر ضلعا من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا : ما أعجزك أنما هو خدش فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : بل أنا أقتل أبيا ثم قال والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون فتام قبل أن يقدم مكة فأنزل الله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ الآية صحيح الإسناد لكنه غريب
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر دعا بقوس فرمي الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق وهو في فراشه فأنزل الله ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ الآية مرسل جيد الإسناد لكنه غريب المشهور أنها نزلت في رمية يوم بدر بالقبضة الحصباء
روى ابن جرير و أبن أبي حاتم و الطبراني عن حكيم بن حزام قال لما كان يوم بد سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه و سلم بتلك الحصباء فانهزمنا فذلك قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ الآية وأخرج أبو الشيخ نحوه عن جابر وابن عباس و ابن جرير من وجه آخر مرسلا نحوه
قوله تعالى :﴿ إن تستفتحوا ﴾ الآية وروى الحاكم عن عبد الله بن ثعلبة ابن صغير قال : كان المستفتح أبا جهل فإنه قال حين التقى القوم : اللهم أينا كان أقطع الرحم وأتى بما لا يعرف فاحنه الغداة وكان ذلك استفتاحا فأنزل الله ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾ - إلى قوله - ﴿ وأن الله مع المؤمنين ﴾ أخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال : قال أبو جهل : اللهم انصر أعز الفئتين وأكرم الفرقتين فنزلت
قوله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ﴾ روى سعيد ين نصير وغيره عن عبد الله ين أبي قتادة قال : نزلت هذه الآية ﴿ لا تخونوا الله والرسول ﴾ في أبي لبلبة بن عبد المنذر سأله بنو قريظة يوم قريظة ما هذا الأمر ؟ فأشار إلى حلقة يقول الذبح فنزلت ن قال أبو لبابة : مازالت قدماي حتى علمت أني خنت رسول الله
( ك ) وروى ابن جرير وغبره عن جابر بن عبد الله [ أن أبا سفيان خرج من مكة فأتى جبريل النبي صلى الله عليه و سلم : فقال : إن أبي سفيان بمكان كذا وكذا فقال الرسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان إن محمد يريدكم فخذوا حذركم ] فأنزل الله ﴿ لا تخونوا الله والرسول ﴾ الآية غريب جدا في سنده وسياقه نظر وأخرج ابن جرير عن السدي قال : كانوا يسمعون من النبي صلى الله عليه و سلم الحديث فيفشونه حتى يبلغ المشركين فنزلت
( ك ) قوله تعالى :﴿ وإذ يمكر ﴾ الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن نفرا من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل فلما رأوه قالوا : من أنت ؟ قال : شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح قالوا : أجل فادخل فدخل معهم فقال : انظروا في شان هذا الرجل فقال قائل : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة فإنما هو كأحدهم فقال عدو الله الشيخ النجدي : لا والله ما هذا لكم برأي والله ليخرجن رائد من محبسه إلى أصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم فما آمن عليكم أن يخرجكم من بلادكم فانظروا غير هذا الرأي فقال قائل : أخرجوه من بين أضهركم واستريحوا منه فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع فقال الشيخ النجدي : والله ما هذا لكم برأي ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه وأخذ للقلوب بما يستمع من حديثه والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب ليجتمعن عليه ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم قالوا : صدق والله فانظروا رأيا غير هذا فقال أبو جهل : والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد ما رأي غيره قالوا : وما هذا ؟ قال : تأخذوا من كل قبيلة وسيطا شابا جلدا ثم يعطي كل غلام منهم سيفا صارما ثم يضربونه ضربة رجل واحد فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقدرون على الحرب قريش كلهم وأنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه فقال النجدي : هذا هو والله الرأي القول ما قال الفتى لا أرى غيره فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له فأتى جبريل النبي صلى الله عليه و سلم فأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت وأخبره بمكر القوم فلم يبيت الرسول الله صلى الله عليه و سلم في بيته تلك الليلة وأذن الله له عند ذلك في الخروج وأنزل عليه بعد قدومه المدينة يذكر نعمته عليه ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ﴾ الآية
وأخرج ابن جابر من طريق عبيد بن عمير عن المطلب بن أبي وداعة [ أن أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه و سلم ما يأتمر بك قومك ؟ قال : يريدون أن يحبسوني أو يخرجوني أو يقتلوني قال من حدثك بهذا ؟ قال : ربي قال نعم الرب ربك فاستوصى به خيرا قال : أنا أستوصي به بل هو يستوصي بي ] فنزلت ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ﴾ الآية قال ابن كثير : ذكر أبي طالب فيه غريب بل منكر لأن القصة ليلة الهجرة وذلك بعد موت أبي طالب بثلاث سنين
( ك ) قوله تعالى :﴿ وإذا تتلى ﴾ الآية أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال :[ قتل النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معيط وطعيمة ابن عدي والنضر بن الحرث وكان المقداد أسير النضر أمر بقتله قال المقداد : يا رسول الله أسيري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنه يقول في كتاب الله ما يقول ] قال وفيه أنزلت هذه الآية ﴿ وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا ﴾ الآية
قوله تعالى :﴿ وإذ قالوا اللهم ﴾ الآية ( ك ) أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق ﴾ الآية قال : نزلت في النضير ين الحرث وروى البخاري عن أنس قال : قال أبو جهل بن هشام اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت ﴿ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ﴾ الآية
( ك ) وأخرج ابن حرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قال كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون : غفرانك غفرانك فأنزل الله ﴿ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ﴾ الآية
وأخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قال : قالت قريش بعضها لبعض : محمد أكرمه الله من بيننا ﴿ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ﴾ الآية فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا غفرانك اللهم فأنزل الله ﴿ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ - إلى قوله - ﴿ لا يعلمون ﴾
( ك ) وأخرج ابن جرير أيضا عن أبزى قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة فأنزل الله ﴿ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ﴾ فخرج إلى المدينة فأنزل الله ﴿ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ وكان أولئك البقية من المسلمين الذي بقوا فيها يستغفرون الله فلما خرجوا أنزل الله ﴿ وما لهم أن لا يعذبهم الله ﴾ الآية فأدن في فتح مكة فهو العذاب الذي وعدهم
قوله تعالى :﴿ وما كان صلاتهم ﴾ الآية اخرج الواحدي عن ابن عمر قال : كانوا يطوفون البيت ويصفقون ويصفرون فنزلت هذه الآية
و أخرج ابن جرير عن سعيد قال : كانت قريش يعارضون النبي صلى الله عليه و سلم في الطواف يستهزئون به ويصفرون ويصفقون فنزلت
قوله تعالى :﴿ إن الذين كفروا ﴾ الآية قال ابن أسحق : حدثني الزهري ومحمد بن يحي بن حبان وعاصم بن عمير بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن قالوا : لما أصيبت قريش يوم بدر ورجعوا إلى مكة مشى عبد الله بن أبي ربيعة عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أبي أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم فكلموا أبا سفيان ومن كان له فذلك العير من قريش تجارة فقالوا : يا معشر قريش إن محمد قد و تركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه فلعلنا أن ندرك منه ثأرا ففعلوه ن ففيهم كما ذكر عن ابن عباس أنزل الله ﴿ إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ﴾ - إلى قوله - ﴿ يحشرون ﴾
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكيم بن عتبة قال نزلت في أبي سفيان أنفق على المشركين أربعين أوقية من ذهب
وأخرج ابن جرير عن ابن أبزي وسعيد بن جبير قالا : نزلت في أبي سفيان استأجر يوم أحد ألفين من الأحباش ليقاتل بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
( ك ) قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon