قوله تعالى :﴿ أكان للناس عجبا ﴾ أخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : لما بعث الله محمد رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم فقالوا ك الله أعظم من أن بكون رسوله بشرا فأنزل الله ﴿ أكان للناس عجبا ﴾ الآية وأنزل ﴿ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا ﴾ الآية فلما كرر الله عليهم الحجج قالوا : وإذا كان بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة ﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ يقولون : أشرف من محمد يعنون الوليد
بن المغيرة من مكة ومسعود بن عمرو والثقفي من الطائف فأنزل ردا عليهم ﴿ أهم يقسمون رحمة ربك ﴾ الآية
( ك ) روى البخاري عن ابن عباس في قوله ﴿ ألا إنهم يثنون صدورهم ﴾ قال : كان أناس يستحون أن يتخلوا فيفضوا بفروجهم إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم
وأخرج ابن جرير وغيره عن عبد الله بن شداد قال : كان أحدهم إذا مر بالنبي صلى الله عليه و سلم ثنى صدره لكيلا يراه فنزلت
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : لما نزلت ﴿ اقترب للناس حسابهم ﴾ قال ناس : إن الساعة قد اقتربت فتناهوا فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء فأنزل الله ﴿ ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ﴾ الآية وأخرج ابن جرير عن ابن جريج مثله
وروى الشيخان عن ابن مسعود : أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فأنزل الله ﴿ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ﴾ فقال الرجل : ألي هذه ؟ قال : لجميع أمتي كلها
وأخرج الترمذي وغيره عن أبي اليسر قال : أتتني امرأة تبتاع تمرا فقالت : إن في البيت أطيب منه فدخلت معي البيت فأهويت إليها فقبلتها فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال : أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا وأطرق طويلا حتى أوحى الله إليه ﴿ وأقم الصلاة طرفي النهار ﴾ - إلى قوله - ﴿ للذاكرين ﴾ وورد نحوه من حديث أبي أمامة ومعاذ ابن جبل وابن عباس وبريدة وغيرهم وقد استوفيت أحاديثهم في ترجمان القرآن


الصفحة التالية
Icon