#١٢٦٠#
قال: وحدثت بهذا الحديث رجلاً من عبد القيس؛ فأسر بعد ذلك، فقرأهن، وعشراً من أول سورة ﴿يس﴾ عشر مراتٍ فأنجاه الله، ولقد حدثني بما كان من أمره فمررت بمجلسة عليها قوم لا يتركون أحداً يجوز حتى يعرفوا من هو، فقرأتها وجزت عليهم، فلم يروني.
[٢٩٣] ذكر آياتٍ من القرآن خصت ببركاتٍ
١٨٩١- قال محمد بن عبد الواحد: رأيت في كتابٍ لبعض أصحابنا: نقلت من كتاب بخط أبي جعفر النحاس. قال أبو الفضل حمزة: حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي قال: نا وهب بن وهب القرشي قال: أنا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباسٍ؛ أنه جلس يوماً للناس فاحتوشته الناس، فقال ابن عباس: ما من شيءٍ تطلبونه إلا وجدتموه في #١٢٦١# كتاب الله عز وجل، فقام إليه رجلٌ فقال: يا ابن عباس إني رجلٌ سقي فما لي في كتاب الله منفعةٌ؟ قال: نعم. قال: وما هو؟ قال: تكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها بماءٍ، وتجعله في قدحٍ، ثم تكتبه وتغسله بماءٍ، حتى يصير قدر شربةٍ. ففعل الرجل فعوفي، فقام إليه آخر فقال: إن لي غنماً وإني في أرض مسبعةٍ وإن السباع أضرت بي، فهل لي في كتاب الله عز وجل منفعةٌ؟ قال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: ﴿لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ. فإن تولوا فقل: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم﴾ ﴿ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه، إنه لا يفح الكافرون. وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين﴾ فقام إليه آخر فقال: إني رجلٌ صاحب ضياعٍ، أختلف إلى ضياعي، وأركب البحر، وأخشى الغرق، فهل لي في كتاب الله عز وجل ما آمن به من الغرق والحرق؟ قال: نعم. إذا أصبحت وأمست فقل: ﴿إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين﴾ ﴿وما قدروا الله حق قدره. والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطوياتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ فقام إليه #١٢٦٢# آخر فقال: إني رجلٌ ذو مالٍ، وإني أخشى على مالي من السرق، فهل لي في كتاب الله عز وجل منفعةٌ؟ قال: نعم، إذا أمسيت وأويت إلى فراشك فقل: ﴿قل ادعوا أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، ولا تجهز بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك. ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً﴾.


الصفحة التالية
Icon