﴿ومن الناس مَن يعجبك قوله﴾ يعني: الأخنس بن شريق وكان منافقاً حلو الكلام حسن العلانية سيئ السَّريرة وقوله ﴿في الحياة الدنيا﴾ لأنَّ قوله إنَّما يعجب النَّاس في الحياة الدُّنيا ولا ثواب له عليه في الآخرة ﴿ويشهد الله على ما في قلبه﴾ لأنَّه كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: واللَّهِ إنِّي بك لمؤمنٌ ولك محبٌّ ﴿وهو ألدُّ الخصام﴾ أَيْ: شديد الخصومة وكان جَدِلاً بالباطل
﴿وإذا تولى سعى في الأرض﴾ الآية وذلك أنَّه رجع إلى مكَّة فمرَّ بزرعٍ وحُمُرٍ للمسلمين فأحرق الزَّرع وعقر الحُمُر فهو قوله: ﴿ويهلك الحرث والنسل﴾ أَيْ: نسل الدَّوابِّ
﴿وإذا قيل له اتق الله﴾ وإذا قيل له: مهلاً مهلاً ﴿أخذته العزَّةُ بالإِثم﴾ حملته الأنفة وحميَّة الجاهليَّة على الفعل بالإِثم ﴿فحسبه جهنم﴾ كافيه الجحيم جزاءً له ﴿ولبئس المهاد﴾ ولبئس المقرُّ جهنَّم


الصفحة التالية
Icon