منظومة
حجر المخلاة
في مجالس المحاجاة
محمد الطاهر التليلي
ترجمة الناظم
هو الشيخ محمد الطاهر التليلي : ولد بمدينة قمار (في نواحي وادي سوف بالجنوب الجزائري) سنة ١٣٢٨ هـ (١٩١٠ م) من أسرة انحدرت إليها من فريانة (قرب مدينة قفصة التونسية) منذ حوالي قرنين من الزمان، ولا تزال بقاياها تعرف بأولاد تليل (وإليها ينسب الشيخ محمد الطاهر).
والجد الذي وصل إلى وادي سوف من هذه العائلة هو أحمد التليلي وقد تولى التعليم والقضاء، ثم تولى بعده القضاء ابنه قاسم التليلي الذي هو الجد الرابع للمترجم.
دخل الشيخ الكتاب وهو في الخامسة من عمره وتنقل بين عدة مؤدبين وكان أفضلهم هو جده لأبيه. وسرعان ما حفظ الشيخ القرآن الكريم وحفظ المتون التي كانت ضرورية لمن يريد الالتحاق بجامع الزيتونة في تونس (وقد التحق جمع غفير من الطلبة الجزائريين بالزيتونة).
سافر الشيخ إلى جامع الزيتونة سنة ١٣٤٥ هـ (١٩٢٧ م) وبعد حوالي سبع سنوات حصل الشيخ على شهادة التطويع سنة ١٣٥٢ هـ (١٩٣٤ م) (وهي تعادل شهادة العالمية في الأزهر) وعاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه.
وعند عودته تزوج ثم انخرط في سلك المعلمين الأحرار في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
بدأ التعليم في قرية قريبة من بجاية سنة ١٣٥٣ هـ (١٩٣٥ م)، لكن مضايقات السلطات الفرنسية الاستعمارية أجبرته على العودة إلى بلدة قمار. فاشتغل في التعليم الحر في بلده مدة خمس عشرة سنة حتى تخرج على يديه حمع غفير من الطلاب.
وبعد استقلال الجزائر عمل أيضا في التعليم في الجزائر العاصمة وتقرت ووادي سوف وعنابة.
وفي سنة ١٣٩٢ هـ (١٩٧٢ م) طلب التقاعد قبل الأوان وعزل نفسه في بيته بعيدا عن الناس إلا للضرورة القصوى، فلا يستقبل إلا مستفتيا أو باحثا عن مسألة علمية.
وقد كتب إلى بعض إخوانه رسالة جاء في آخرها: "فها أنا ذا قعيد بيت، وحي كميت، معاشي خبز وزيت، وبعيد عن كيت وكيت" وتمثل فيها بقول الشاعر: