نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ٤٢٧
سورة النجم
إحدى وستون وقيل : اثنتان وستون آية
مكية جميعها، في قول الجمهور «١».
وروي عن ابن عباس : إلا آية منها، وهي قوله : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ [النجم : ٣٢] الآية.
[الآية الأولى ]
وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى (٣٩).
وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ٣٩ : أي ليس له إلا أجر سعيه وجزاء عمله، ولا ينفع أحدا عمل أحد.
وهذا العموم مخصوص مثل قوله سبحانه : أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الطور : ٢١]، وبمثل ما ورد في شفاعة الأنبياء والملائكة للعباد «٢»، ومشروعية دعاء الأحياء للأموات وتصدقهم عنهم ونحو ذلك «٣».
ولم يصب من قال : إن هذه الآية منسوخة بمثل هذه الأمور فإن الخاص لا ينسخ العام بل يخصصه، فكلما قام الدليل على أن الإنسان ينتفع به - وهو من غير سعيه - كان مخصصا لما في هذه الآية من العموم «٤».
(٢) صحيح : ما رواه مسلم (٣/ ٢٥، ٣٤)، (١٨٣) عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
(٣) انظر في ذلك : نيل الأوطار (٤/ ١٤٢).
(٤) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن العربي (٢/ ٨٧٨، ٨٧٩)، والأحكام له (٤/ ١٧١٩).