بسم الله الرحمن الرحيم

الأثر الإيماني لتعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع
من خلال أركان الإيمان
بحث أعده
د. العباس بن حسين الحازمي
عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين
للمشاركة في الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن أعظم نعمة أنعمها الله على هذه البشرية هذا الدين العظيم، وهذا الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم، وهذا القرآن الكريم الذي أنزله الله هداية للناس قال تعالى: ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾ (الأنعام: ١٩) وقال تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ (إبراهيم: ١).
وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ (الجمعة: ٢). والآيات والأحاديث الدالة على أن الحكمة من نزول القرآن هي هداية الناس وتزكية البشرية وإنقاذ العالم كثيرة ومتعددة؛ دلالة على أهمية التنبه لهذا المعنى وتعميقه في النفوس.
ولذلك كان لزاماً محاسبة أنفسنا هل استثمرنا هذا الكنز الموجود بين أيدينا أم لا؟ هل أحسنا التعامل مع هذا الزاد الممنوح لنا أم لا؟
ويأتي هذا البحث ليسهم - بتواضع في كشف النقاب عن الأثر الإيماني - الواقع والمأمول - لتعلم القرآن الكريم وتعليمه على الأفراد والمجتمعات وخاصة في الإيمان بأركان الإيمان الستة وليكشف - بوضوح - عن الرسالة العظيمة التي تؤديها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من خلال تحفيظ وتعليم المسلمين وأبنائهم كتاب الله، ليصيبهم ذلك الأثر ويتصفوا بتلك الصفات.


الصفحة التالية
Icon