بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فهذا كتاب جمعته من تفسير الظلال، للشهيد سيد قطب رحمه الله، وهو غير كتابه المشهور معالم في الطريق، الذي يعتبر آخر ما ألف، وهو أعمق كتبه على الإطلاق، وقد تحدث عن هذا الموضوع في الظلال في أمكنة متعدد، فقمت بجمعها، وتريبها حسب ورودها في الظلال، ووضعت عناوين لها ونسقتها وفهرستها.
وهي بلا ريب - مع المعالم - تعبر عن رأيه الأخير في فهم الدين، والذي ينبغي علينا الوقوف عنده طويلاً، ففيه كثير من الأفكار التي نحن بأمس الحاجة إليها.
يقول رحمه الله في تعليقه على آيات الغنائم :
" " فنحن اليوم لسنا أمام قضية واقعة، لسنا أمام دولة مسلمة وإمامة مسلمة وأمة مسلمة تجاهد في سبيل اللّه، ثم تقع لها غنائم تحتاج إلى التصرف فيها!
لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية أول مرة ورجع الناس إلى الجاهلية التي كانوا عليها، فأشركوا مع اللّه أربابا أخرى تصرف حياتهم بشرائعها البشرية! ولقد عاد هذا الدين أدراجه ليدعو الناس من جديد إلى الدخول فيه..
إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه..
إلى إفراد اللّه سبحانه بالألوهية والحاكمية والسلطان. والتلقي في هذا الشأن عن رسول اللّه وحده! وإلى التجمع تحت قيادة مسلمة تعمل لإعادة إنشاء هذا الدين في حياة البشر، والتوجه بالولاء كله لهذا التجمع ولقيادته المسلمة ونزع هذا الولاء من المجتمعات الجاهلية وقياداتها جميعا." (١)
أسأل الله تعالى أن ينفع به مؤلفه وجامعه وقارئه وناشره في الدارين.
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود في ١٣ ربيع الأول ١٤٣٠ هـ الموافق ل ١٠/٣/٢٠٠٩م
- - - - - - - - - - - - - -
(١) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ١٥١٨)


الصفحة التالية
Icon