﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ أَيْ: ظفر بالخير ونجا من الشَّرِّ ﴿وما الحياة الدنيا﴾ أَيْ: العيش في هذه الدَّار الفانية ﴿إلاَّ متاع الغرور﴾ لأنَّه يغرُّ الإِنسان بما يُمنِّيه من طول البقاء وهو ينقطع عن قريب
﴿لتبلونَّ﴾ لتختبرُنَّ أيُّها المؤمنون ﴿في أموالكم﴾ بالفرائض فيها ﴿وأنفسكم﴾ بالصَّلاة والصَّوم والحجِّ والجهاد ﴿ولتسمعنَّ من الذين أوتوا الكتاب﴾ وهم اليهود ﴿ومنَ الذين أشركوا﴾ وهم المشركون ﴿أذىً كثيراً﴾ بالشَّتم والتَّعيير ﴿وإن تصبروا﴾ على ذلك الأذى بترك المعارضة ﴿فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ من حقيقة الإِيمان
﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ أخذ الله ميثاق اليهود في التَّوراة ليبيننَّ شأن محمَّد ونعته ومبعثه ولا يخفونه فنبذوا الميثاق ولم يعملوا به وذلك قوله: ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قليلاً﴾ أَيْ: ما كانوا يأخذونه من سفلتهم برئاستهم في العلم ﴿فبئس ما يشترون﴾ قُبِّح شراؤهم وخسروا
﴿لا تحسبنَّ الذين يفرحون﴾ هم اليهود فرحوا بإضلال النَّاس وبنسبة النَّاس إيَّاهم إلى العلم وليسوا كذلك وأَحبُّوا أن يحمدوا بالتَّمسُّك بالحقِّ وقالوا: نحن أصحاب التَّوراة وأولو العلم القديم ﴿فلا تحسبنَّهم بمفازة﴾ بمنجاةٍ ﴿من العذاب﴾


الصفحة التالية
Icon