...
أقوال الحسين بن الفضل في التفسير
(ت ٢٨٢هـ)
(جمعاً ودراسةً)
رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في القرآن وعلومه
إعداد الطالبة
نادية بنت إبراهيم النفيسة
إشراف الدكتور
حجاج عربي رمضان
العام الجامعي
١٤٢٥ ـ ١٤٢٦هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة... الحمدُ لله الذي أنزَلَ على عبدهِ الكتاب ولم يجعلْ لهُ عوجاً، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خير خلق الله محمَّدِ بن عبد الله الذي أتمَّ به تشرَيعه.
أما بعد:
... فإنَّ خيرَ ما يتنافسُ فيه المتنافسون وأفضلَ ما يسهمُ في إبراز كمالِه وجلالِه المُسهمون كلامُ ربِّ العالمين، وقد أولعَ بتفسيره المتقدِّمون كما شُغف بتبيان ما يؤولُ إليه المتأخِّرون ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ tbqم‚إ™¨چ٩$#ur فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا مچھ.¤‹tƒ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: ٧ ].
ولذا رغبتُ في أن أختار موضوعَ [أقوال الحسينِ بن الفضلِ] جمعاً ودراسة.
والحسين بن الفضل (ت ٢٨٢هـ) من العلماء الكبار في اللغة ومعاني القرآن، ومع جلالة قدره ومكانتِه إلا أنه لم يشتهر بين طلبةِ العلم الآن.
... ولا غَروَ أن يُعنَى بمثل هذا العَلَم الذي وُصِف بعلمه بمعاني القرآن ـ كما سيأتي في ترجمته ـ كما أنه يلاحظ أن التأليف في هذا العِلم مشتهر في عصره(١)ولعله كان له تأليف فيه لكنه فُقد، وبقيت نقوله عند علماء التفسير كالثَّعلبي في الكشف والبيان، والسَّمعاني في تفسيره، والبغويِّ في معالم التنزيل، وابن عطية في المحرر الوجيز، وابن الجوزي في زاد المسير، والقرطبي في أحكام القرآن، والزركشي في البرهانِ في علومِ القرآنِ، والسيوطي في الإتقانِ، والكرمي في الناسخ والمنسوخ، والشَّوكاني في فتح القدير، وغيرهم.
تمهيد عن عصر الحسين بن الفضل وحياته
* أولاً: عصر الحسين بن الفضل:
... قد يكون للحالتين السياسية والاجتماعية في الغالب أثرهما في توجيه الحالة العلمية نحو ناحية معينة وطبعها بطابع خاصٍّ سلباً أو إيجاباً، إذن لننظر إلى ما تميز به عصر الحسين بن الفضل خاصة من ميزات تميزت بها العلاقة بين هذه الحالات الثلاثة.
١- الحالة السياسية :
القسم الأول
منهج الحسين بن الفضل في التفسير
ويتضمن سبعة مباحث:
... قبل أن أوضح هذه المباحث أود أن أبين أنه لا يمكن استخراج منهج متكامل من تلك الأقوال التي جمعتها في هذا المبحث، ولكن أستطيع أن أقول: إنها دلالات على شيء من طريقته في التفسير.
... وأرى أهمية هذا التنبيه لئلا نحكم على منهجه ككل، ونحن لم يصلنا إلا القليل من أقواله.
المبحث الأول
تفسير القرآن بالقرآن
... يعتبر كتاب الله العزيز معجزة الإسلام الخالدة في تفوق بلاغته وحسن بيانه، وجمال أسلوبه، ومن سرِّ كونه من عند الله تعالى أنه أُوضح بعضُه ببعض (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: ٨٢] ويأتي تفسير كتاب الله تعالى في المقام الأول بآيات الكتاب نفسها، وهو ما يسمى بتفسير القرآن بالقرآن وهو أصحُّ طرق التَّفسير وأسلمُها، إذ لا أحد أعلمُ بكلام الله سبحانه وتعالى منه، فما أُجمل من القرآن في موضع بُيِّن في آخر، وما اختُصر في موضع بُسط في موضع آخر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" إنَّ أصحَّ الطرق في ذلك : أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، وما اختُصر في مكان قد بسط في موضع آخر "(١).
ولقد أدرك العلماء أهمية هذه الصلة بين آيات كتاب الله تعالى، فاعتنوا بإيراد النصوص من القرآن في تفسير معنى الآية من القرآن، وعلى رأسهم من أطبقت الأمة على تقدُّمه في التفسير ( ابن جرير الطبري ) وكذلك الإمام البغويُّ والحافظ ابن كثير وغيرهم كثير.
وكان للحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ عناية لا بأس بها في هذا الجانب.
واستفاد من القرآن كمصدر من مصادر التفسير عنده، ويمكن أن تُقسم استفادته منه إلى أقسام:
تفسير آية بآية:
القسم الثاني
أقوال الحسين بن الفضل في التفسير ودراستها:
سورة الفاتحة
* مكية أم مدنية؟:
[ ١ ] قال الحسين بن الفضل: (لكل عالم هفوةٌ، وهذه (١) نادرةٌ من مجاهد لأنه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). الكشف والبيان للثعلبي (٢) (٣) ١/٤٢٢(٤).
الدراسة:
اُختلف في الفاتحة:
(٢) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق النيسابوري، عالمٌ وبارعٌ في العربية، من أشهر مؤلفاته ( العرائس في قصص الأنبياء ) والتفسير المسمى ( الكشف والبيان عن تفسير القرآن ) وهو تفسير نقلي ولكن يوجد فيه الضعيف والموضوع، يراجع : الفتاوى لابن تيمية ( ١٣/٣٥٤ ) توفي سنة ( ٤٢٧ هـ ) ينظر : طبقات المفسرين للسيوطي(ص: ١٧) طبقات المفسرين للأدنه وي ( ص: ١٠٦).
(٣) وافقه الواحدي في أسباب النزول ص : ٣٠، وابن حجر في فتح الباري( ٨/٢٠١)، والسيوطي في الإتقان (١/٣٠).
(٤) ت : خالد بن عون العنزي، ج : أم القرى.
القسم الثاني
أقوال الحسين بن الفضل في التفسير ودراستها:
سورة الفاتحة
* مكية أم مدنية؟:
[ ١ ] قال الحسين بن الفضل: (لكل عالم هفوةٌ، وهذه (١) نادرةٌ من مجاهد لأنه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). الكشف والبيان للثعلبي (٢) (٣) ١/٤٢٢(٤).
الدراسة:
اُختلف في الفاتحة:
(٢) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق النيسابوري، عالمٌ وبارعٌ في العربية، من أشهر مؤلفاته ( العرائس في قصص الأنبياء ) والتفسير المسمى ( الكشف والبيان عن تفسير القرآن ) وهو تفسير نقلي ولكن يوجد فيه الضعيف والموضوع، يراجع : الفتاوى لابن تيمية ( ١٣/٣٥٤ ) توفي سنة ( ٤٢٧ هـ ) ينظر : طبقات المفسرين للسيوطي(ص: ١٧) طبقات المفسرين للأدنه وي ( ص: ١٠٦).
(٣) وافقه الواحدي في أسباب النزول ص : ٣٠، وابن حجر في فتح الباري( ٨/٢٠١)، والسيوطي في الإتقان (١/٣٠).
(٤) ت : خالد بن عون العنزي، ج : أم القرى.
سورة آل عمران
قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ y٧د="tB الْمُلْكِ 'دA÷sè؟ y٧ù=كJّ٩$# مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ y٧ù=كJّ٩$# مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ مژِچy‚ّ٩$# y٧¯Rخ) عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ آل عمران : ٢٦ ].
[ ١٩] قال الحسين بن الفضل :﴿ 'دA÷sè؟ y٧ù=كJّ٩$# مَنْ تَشَاءُ ﴾ يعني ملك الجنة كما آتى المؤمنين قال الله تعالى: ﴿ وَمُلْكًا #¶ژچخ٧x. ﴾.
﴿ وَتَنْزِعُ y٧ù=كJّ٩$# مِمَّنْ تَشَاءُ ﴾ من الكفار وأهل النار).
الكشف والبيان ١/١٣٤ (١).
الدراسة
قال تعالى ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ y٧د="tB الْمُلْكِ 'دA÷sè؟ y٧ù=كJّ٩$# مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ y٧ù=كJّ٩$# مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ مژِچy‚ّ٩$# y٧¯Rخ) عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ؟-"دèè؟ur مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ مژِچy‚ّ٩$# y٧¯Rخ) عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ آل عمران ٢٦]
في سبب نزولها أقوال (٢) منها :
١- روى الواحدي عن قتادة، قال : ذُكر لنا أن رسول الله - ﷺ - سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله :﴿ قُلِ اللَّهُمَّ y٧د="tB y٧ù=كJّ٩$# إ 'دA÷sè؟ ٧ù=كJّ٩$# مَنْ تَشَاءُ... الاية ﴾ (٣).
(٢) ينظر : أسباب النزول للواحدي ص: ٨٦، ٨٧، ٨٩ والعجاب في بيان الأسباب لابن حجر ٢/٦٧٤، والكشاف ١/٣٥٠، وتفسير البحر المحيط ٢/٤٣٦.
(٣) أسباب النزول للواحدي ص : ٨٦، رواه ابن أبى حاتم عن قتادة ٢/١٧١ ت: حكمت بشير ياسين، وإسناده منقطع، وأخرجه الطبري عن بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة وذكر لنا أن نبي الله - ﷺ -، فذكر نحوه (التفسير ٣/٢٦٠)، وإسناده حسن ـ تفسير ابن أبي حاتم ٢/١٧١).
سورة النساء
قال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا tچح !$t٦ں٢ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (٣١) ﴾ [ النساء: ٣١ ].
[ ٢٥ ] قال الحسين بن الفضل في تفسير الكبيرة :( ما سمَّاه الله في القرآن كبيراً أو عظيماً نحو قوله ﴿ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا #[ژچخ٦x. ﴾ [ النساء: ٢ ] ﴿ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ $Z"ôـ½z #[ژچخ٦x. ﴾ [الإسراء : ٣١ ] ﴿ إِن x٨ِژإe³٩$# لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [ لقمان : ١٣ ] ﴿ إِنْ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ [ يوسف : ٢٨ ] ﴿ y٧sY"ysِ٦ك™ هَذَا ي`"tG÷kو٥ عَظِيمٌ ﴾ [ التوبة : ٦ ] ﴿ إِنْ ِNن٣د٩¨sŒ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: ٥٣] الكشف والبيان للثعلبي(١)١ /٢٣٣(٢)
الدراسة
وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية الكريمة أذكر منها :
ما رواه مسلم في صحيحه عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - ﷺ - كان يقول
( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنَّ إذا اجتنبت الكبائر )(٣).
وقوله - ﷺ - ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يأت كبيرة، وذلك الدهر كله)(٤)
(٢) ت : خالد الغامدي، ج : أم القرى.
(٣) كتاب الطهارة ح ٥٥٢، ص : ١١٧.
(٤) كتاب الطهارة ح ٥٤٣، ص : ١١٥ /١١٦.
سورة المائدة
قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ àM"sY|ءَsçRùQ$#ur مِنَ دM"sYدB÷sكJّ٩$# àM"sY|ءَsçRùQ$#ur مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ ِNن٣د=ِ٦s% إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ xفخ٦xm عَمَلُهُ وَهُوَ فِي دouچ½zFy$# مِنَ z`ƒخژإ£"sƒù:$# (٥) ﴾ [ المائدة : ٥ ].
[ ٢٦ ] في قوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ ﴾ قال ابن عباس :" ومن يكفر بالله".
قال الحسين بن الفضل :( إن صحَّت هذه الرواية كان معناه ( بربِّ الإيمان) )
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٦٣٨(٢)
الدراسة
وفي قوله: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ ﴾ أقوال :
قال ابن عباس ومجاهد: أي ومن يكفر بالله.(٣)
قال ابن عباس: أخبر الله سبحانه أن الإيمان هو العروة الوثقى وأنه لا يقبل عملاً إلا به، ولا يحرم الجنة إلا على من تركه(٤).
وقال عطاء: الإيمان : التوحيد(٥).
(٢) ت : خالد بن علي الغامدي، ج : أم القرى.
(٣) رواه الثوري في تفسيره عن مجاهد ١/١٠٠، و ابن جرير في تفسيره ٦/١٣٢، وينظر : تفسير السمرقندي ١/٣٩٦. ونسبه إلى ابن عباس ومجاهد البغوي في تفسيره ١/٦٤٢، والقرطبي في تفسيره ٦/٧٨، وأبو حيان في البحر المحيط ٣/٤٤٨.
(٤) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٦/١٣٢، وينظر : الدر المنثور ٣/٢٦ ونسبه لمجاهد وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٥) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٦/١٣٢، وينظر : تنوير المقباس ١/٨٩، وتفسير السمرقندي ١/٣٩٦، ونسبه لابن عباس، ونسبه السمعاني في تفسيره ٢/١٥ و البغوي في تفسيره ١/٦٤٢، وأبو حيان في البحر المحيط ٣/٤٤٨ إلى الكلبي،
سورة الأنعام
قال تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ $w‹د٩ur حچدغ$sù دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ 'دoTخ) أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) ﴾ [ الأنعام : ١٤].
وقرأ أشهب العقيلي(١)، (وهو يطعِم ولا يطعِم) كلاهما بضم الياء وكسر العين(٢).
[ ٢٨ ] قال الحسين بن الفضل :(معناه هو القادر على الإطعام وترك الإطعام كقوله ﴿ يَبْسُطُ s-ّ-حhچ٩$# لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ ) [ الرعد : ٢٦ ]
الكشف والبيان للثعلبي(٢)٤/١٣٨(٣).
الدراسة
في قوله :﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ قراءات(٤)منها:
١- قراءة العامة ببناء الأول للفاعل والثاني للمفعول ﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ ومعناه يَرْزُق ولا يُرزَق(٥)كمنا بينه قوله تعالى: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ [ الذاريات : ٥٧ ].
(٢) وقرأ بها أيضا يمان العماني وابن أبي علية، ينظر المحرر الوجيز ٢/٧٣ والبحر المحيط ٤/٩٠، والدر المصون ٣/٢١.
(٢) وافقه المعافى الموصلي في نهاية البيان ص : ٧١ ولم ينسبه.
(٣) ت : ابن عاشور.
(٤) ينظر : البحر المحيط ٤/٩٠ والدر المصون ٣/٢١، وينظر في بعضهما إملاء ما منَّ به الرحمن ١/٢٣٧.
(٥) رواه ابن جرير في تفسيره عن السدي ٧/١٨٧ وابن أبى حاتم في تفسيره ٤/١٢٧٠ وينظر في هذا المعنى معاني القرآن وإعرابه ٢/٢٣٣ وتفسير البغوي ٢/١١ وتفسير ابن كثير ٢/١٢٥ وأضواء البيان ٢/١٦٦ وتفسير السعدي ص ٢٥٢.
سورة الأعراف
قال تعالى ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ $sYّ%{ ّîr&ur الَّذِينَ كَذَّبُوا !$sYدG"tƒ$t"خ/ ِNهk®Xخ) كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴾ [ الأعراف : ٦٤ ].
[ ٣٠ ] قال الحسين بن الفضل :(عمين ) في البصائر يقال: رجل عمٍ عن الحق وأعمى في البصر.
وقيل العمي والأعمى واحد كالخضر والأخضر).
الكشف والبيان ٤/٢٤٥ (١)
الدراسة
... العمى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال في الأول أعمى وفي الثاني أعمى وعَمٍ، وعلى الأول قوله تعالى ﴿ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ﴾ [ عبس : ٢ ] وعلى الثاني ما ورد من ذم العمى في القرآن الكريم نحو قوله ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ﴾ [ البقرة : ١٨ ] (٢)
قوله هنا ( عمين ) أي عمى القلب (٣)
قال ابن عطية :" ويريد عمى البصائر " (٤) ووزنها فعين، وهي صفة مشبهة تدل على الثبوت، والأصل فيها عميين فسُكنت الأولى وحذفت. (٥)
و ( عمين ) جَمع عمٍ. (٦)
قال الأزهري: " ويقال رجل عَمٍ: إذا كان أعمى القلب ". (٧)
قال أهل اللغة : يقال رجلٌ عمٍ في البصيرة، ورجل أعمى أي في البصر.(٨)
وأنشدوا :
وأَعْلَمُ ما في اليَومِ والأمْسِ قَبلَهُ
(٢) ينظر : المفردات ص: ٣٥١، و ينظر في أقسام العمر: الأشباه والنظائر ٢٢٥/٢٢٦ وإصلاح الوجوه والنظائر للدامغاني ص: ٣٣٣.
(٣) ينظر: الكشف والبيان ٢/١١٥، والبحر المحيط ٣/٣٢٦، وتفسير أبى السعود ٣/٢٣٧، وروح المعاني ٨/١٥٤.
(٤) المحرر الوجيز ٢/٤١٦.
(٥) ينظرفي أصلها : التبيان في إعراب القرآن للعكبري ١/٥٧٨.
(٦) ينظر : العين ٣/٢٣٢، والمحرر الوجيز ٢/٤١٦، واالدر المصون ٣/٢٨٩، وأضواء البيان ٦/٤١٥.
(٧) تهذيب اللغة ٣/٢٥٧٧ و ينظر : البحر المحيط ٤/٣٢٦ ونسبه لليث.
(٨) ينظر : تفسير الرازي ١٤/١٢٥، والبحر المحيط ٤/٣٢٦، ونسبه لمعاذ النحوي، والدر المصون ٣/٢٨٩، ونسبه لليث.
سورة التوبة
قال تعالى ﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) ﴾ [ التوبة : ٥ ]
[ ٣٥] قال الحسين بن الفضل (نُسِخَت بهذه الآية كل آية في القرآن فيها الإعراض والصبر على أذى الأعداء ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)ص : ٤٩(٢).
الدراسة
النسخ في اللغة : إزالة شيء بشيء يَتَعَقَّبُهُ، كنسخ الشمس الظِّلّ والظلِّ الشمسَ، فتارة يُفهم منه الإزالة، وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة يفهم منه الأمران(٣).
ومعناه عند المتقدمين - السلف - البيان(٤)
فيشمل تخصيص العام، وتقييد المطلق، وتبيين المجمل، ورفع الحكم بجملته وهو ما يعرف عند المتأخرين - بالنسخ.
قال ابن القيم :" قلت : مراده ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ : رفع الحكم بجملته تارة - وهو اصطلاح المتأخرين - ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر وغيرها تارةً، إما بتخصيص أو تقييد أو حمل مطلق على مقيَّد وتفسيره وتبيينُه، حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخاً، لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد، فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو : بيان المراد بغير ذلك اللفظ بل بأمر خارج عنه ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه مالا يحصى وزال عنه إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحادث المتأخر " (٥)
(٢) ت : جمال بن محمد ربعين، ج : أم القرى.
(٣) مفردات الراغب ص :: ٤٩٢، وينظر: لسان العرب ( نسخ ).
(٤) ينظر : معالم أصول الفقه للدكتور محمد الجيزاني ص: ٢٥٤ ويراجع في هذا : الاستقامة ١/٢٣ ومجموع الفتاوى ١٣/٢٩، ٢٧٢.
(٥) إعلام الموقعين ١/٢٩.
سورة يونس
قال تعالى ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا ِNخkجEù'tƒ تَأْوِيلُهُ y٧د٩¨x‹x. كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ َOخgد=ِ٦s% فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ڑْüدJد="©à٩$# ﴾ [ يونس: ٣٩ ]
[ ٣٧ ] وقيل للحسين بن الفضل ( هل تجد في القرآن ( من جهل شيئاً عاداه ) فقال : نعم في موضعين ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ﴾ وقوله ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴾ [الأحقاف : ١١] ).
الكشف والبيان للثعلبي (١) ٥/١٣٣(٢)
الدراسة
سبق في سورة الأعراف(٣)معرفة المثل وأن ثاني قسميه هو الأمثال الكامنة.(٤)الجهل : نقيض العلم، تقول : جَهَل فلانٌ حقه وجَهِل عليَّ، وجهل بهذا الأمر، والجهالة : أن تفعل فعلاً بغير عِلْم.(٥)
وقد كان وما زال دأب أهل التقليد العناد إذا أحسوا بما لا يوافق هواهم وما نشأوا عليه وما ألفوه، وإن كان أضوأَ من الشمس في ظهور صحته، أنكروه ولأول وهلة واشمأزوا منه قبل أن يدركوه ويحيطوا به علماً، بل قبل أن يحسوه بحاسة سمعهم، لأنِّه ترسخ في فكرهم صحةُ ما هم عليه، وكل هذا حصل بسبب جهلهم، فالمرء لا يزال عدواً لما جهل.
قال الشافعي :" العلم جهل عند أهل الجهل، كما أن الجهل جهل عند أهل العلم
ثم أنشأ يقول :
ومنزلةُ الفقيهِ مِنْ السَفِيهِ
كَمَنْزِلَةِ السَفِيهِ مِنَ الفَقِيهِ
فَهَذَا زَاهِدٌ فِي قُرْبِ هَذَا
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) عند آية (١٦٣) ص ١٦٩.
(٤) وهذا المثل ( من جهل شيئاً عاداه ) من هذا القسم، قال العجلوني :"وهو ليس بحديث" ينظر: كشف الخفاء ٢/٣٢٠.
(٥) العين /٢٧٠.
سورة هود
قال تعالى ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى ٧psYةi t/ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ ¾د&ح#ِ٧s% كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ﴾ [ هود : ١٧ ].
[ ٤٦ ] وقال الحسين بن الفضل :( هو القرآن ونظمه وإعجازه، والمعاني الكثيرة منه في اللفظ القليل )
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/ ٣٢(٢).
الدراسة
النَّظم : الجمع والتأليف والضم(٣)
ونظمت اللؤلؤ : أي جمعته في السلك.(٤)
والنظم في الاصطلاح :
تأليف الكلمات والجمل مُرتَّبة المعاني، متناسبة الدلالات على حسب ما يقتضيه العقل.(٥)
ويقال : نظم القرآن عبارته التي تشتمل عليها المصاحف صيغة ولغة(٦)
وأما الإعجاز فهو من المصطلحات الحادثة والذي أظهرته بعض الفرق الكلامية(٧).
... ومعنى الإعجاز : الفوت والسبق، يقال أعجزني فلان أي فاتني(٨)، ويقال أعجزني فلان إذ عجزت عن طلبه وإدراكه.(٩)
... وفي الاصطلاح : هو زوال القدرة على الإتيان بالشيء من عمل أو رأي أو تدبير(١٠).
(٢) ت : عبد الله بن علي القبيسي، ج : أم القرى.
(٣) ينظر في المعنى الأول : الصحاح ( نظم ) وفي البقية القاموس المحيط ( نظم ).
(٤) الصحاح ( نظم ).
(٥) التعريفات للجرجاني ص : ٢٤٢.
(٦) المعجم الوسيط ٢/٩٤١، وفي أوائل من تناول ذلك، ينظر : رسالة علمية بعنوان ( النظم القرآني في آيات الجهاد ) للدكتور : ناصر الخنين ص : ١٠.
(٧) ينظر : الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية ٥/٤١٢-٤١٨.
(٨) تهذيب اللغة ٣/٢٣٣٧.
(٩) مقاييس اللغة لابن فارس ( عجز ) ٤/٢٣٢.
(١٠) بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ١/٦٥.
سورة الحجر
قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ y٧"sY÷ s؟#uن سَبْعًا مِنَ 'دT$sVyJّ٩$# وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ﴾ [ الحجر : ٨٧ ]
[ ٤٩ ] قال الحسين بن الفضل وغيره :( لأنَّها نزلت مرتين، كلَّ مرة معها سبعون ألف ملك مرة بمكة من أوائل ما نزل من القرآن ومرة بالمدينة(١)، والسبب فيه أن سبع قوافل وافت من بصرى(٢)وأذرعات(٣)ليهود بني قريظة. والنضير(٤)في يوم واحد، وفيها أنواع من البز وأوعية الطيب والجواهر وأمتعة البحر، فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا، لتقوينا بها، ولأنفقناها في سبيل الله، فأنزل الله تعالى هذه السورة، وقال : ولقد أعطيناكم سبع آيات هي خير لكم من هذه القوافل، ودليل هذا التأويل، قوله عز وجل في عقبها :﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ﴾ [ الحجر : ٨٨ ].
(٢) قال الحموي ::
بصرى في موضعين بالضم والقصر - أحدهما بالشام من أعمال دمشق، وهي قصبة كورة حوران مشهورة عند العرب قديماً وحديثاً | وافتتح المسلمون جميع أرض حوران، وغلبوا عليها سنة ٣١هـ وبصرى أيضاً من قرى بغداد قرب عكبراء" معجم البلدان ١/٤٤١. |
سورة الإسراء
قال تعالى ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ ِ/ن٣إ،àےR{ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ دouچ½zFy$# لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا y‰إfَ،yJّ٩$# كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ (#rمژةi٩tFمٹد٩ur مَا عَلَوْا #¶ژچخ٦÷Ks؟ ﴾ [ الإسراء : ٧ ].
[٥٠] قال الحسين بن الفضل :( يعني فلها ربٌّ يغفر الإساءة ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)ص : ٣٠٤(٢)
الدراسة
لقد تقرر في العقول أن الإحسان إلى النفس حسن ومطلوب، وأن الإساءة إليها قبيحة مردودة فلهذا المعنى قال تعالى ﴿ ؟÷bخ) أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ ِ/ن٣إ،àےR{ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾. في اللام في قوله ﴿ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾(٣)أوجه :-
الأول : بمعنى إلى ( فإليها ترجع الإساءة )(٤)وإليه ذهب الطبري، وقال :" والمعنى : فإليها كما قال :﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [ الزلزلة : ٥ ] والمعنى : أوحى إليها(٥)". وحروف الإضافة يقوم بعضها مقام بعض(٦).
الثاني : أنها على بابها(٧). وإنما أتى بها دون (على) للمقابلة في قوله ( لأنفسكم ) فأتى بها ازدواجاً.(٨).
قال أبو البقاء :" وقيل على بابها، وهو الصحيح ؛ لأن اللام للاختصاص، والعامل مختص بجزاء عمله حَسَنِه وسيِّئه ".(٩)
(٢) ت: قارى خوشي محمد، ج : أم القرى.
(٣) ينظر : تفسير الرازي ٢/١٢٦.
(٤) الدر المصون ٤/٣٧٢، وينظر في معنى ( إليها) : تفسير الرازي ٢٠/١٢٦.
(٥) تفسيره ١٥/٣٨.
(٦) تفسير الرازي ٢٠/١٢٦.
(٧) الدر المصون ٤/٣٧٢، وينظر : تفسير البيضاوي متن حاشية شيخ زاده ٥/٣٥٦ والبحر المحيط ٦/١٠
(٨) الدر المصون ٤/٣٧٣.
(٩) التبيان في إعراب القرآن ٢/٨١٣.
سورة مريم
قال تعالى ﴿ رَبُّ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ ِژة٩sـô¹$#ur لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) ﴾ [ مريم : ٦٥ ]
[ ٥٣ ] قال الحسين بن الفضل :: ( هل يستحق أحد أن يسمى باسم من أسمائه تعالى على الحقيقة ؟ ) روح المعاني ١٦/١٤٦
الدراسة
ربنا القائم بتدبير أمر السموات والأرض وما بينهما، كما هو سبحانه الخالق لذلك كله، وهو ربه ومليكه، فهذا الرب هو الذي لا سميَّ له، لتفرُّده بكمال هذه الصفات والأفعال فأما من لا صفة له ولا فعل ولا حقائق لأسمائه، إن هي إلا ألفاظ فارغة من المعاني، فالعدم سميٌّ له.(١)
الاستفهام في الآية للنفي(٢)أي : لا تعلم(٣)
وذهب المفسرون في معنى قوله ( سمياً ) إلى عدة أوجه :
فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : مثلا وشبيهاً(٤)وإليه ذهب أبوعبيدة(٥)والطبري(٦)وغيرهم(٧)وحسَّنه ابن عطية(٨)وابن عاشور(٩).
وهذا القول مبني على أن المراد بالسمي( الشريك في المسمى )(١٠)فالسمي
مأخوذ من المساماة(١١) وكأنّ السمي بمعنى المسامي والمضاهي، فهو من السمو (١٢).
(٢) ينظر : تفسير السعدي ص : ٤٩٨ وشرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين ١/٣٥٢.
(٣) ينظر : تفسير القرطبي ١١/١٢٠.
(٤) رواه عنهم ابن جرير في تفسيره ١٦/١٢٣/١٢٤. ورواه عن ابن عباس ابن أبي حاتم في تفسيره ١٧/٢٤١٤، وينظر : تفسير ابن كثير ٣/١٣١.
(٥) ينظر : مجاز القرآن ٢/٩.
(٦) ينظر : تفسيره ١٦/١٢٣.
(٧) كالسعدي في تفسيره ص : ٤٩٨.
(٨) ينظر : المحرر الوجيز ٤/٢٥
(٩) ينظر : التحرير والتنوير ١٦/٦٥
(١٠) ١٠)ينظر : فتح القدير ٣/٤٢٦.
(١١) ينظر : تفسير القرطبي ١١/١٢٠
(١٢) المحرر الوجيز ٤/٢٥
سورة طه
قال تعالى ﴿ مَا $uZّ٩u"Rr& عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (٢) إِلَّا Zouچإ٢ُ‹s؟ لِمَنْ يَخْشَى ﴾ [ طه : ٢-٣]
[ ٥٤ ] قال الحسين بن الفضل ( فيه تقديم وتأخير، مجازه : ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرةً لمن يخشى ولئلا تشقى ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/ ٢٧(٢).
الدراسة
في الآيات السابقة مسائل :
المسألة الأولى : معنى قوله (مجازه) : المجاز في اللغة من جُزْتُ الموضع : سرتُ فيه: وأجزته : خَلَّفْته وقطعته(٣)وتقول : جُزْت الطريق جوازاً وجُؤوزاً ومجازاً(٤).
(٢) ت: صالح بن نمران الحارثي ج، أم القرى
(٣) ينظر : مقاييس اللغة لابن فارس ١/٤٩٤ (جوز).
(٤) العين ١/٢٧٢.
سورة الأنبياء
قال تعالى: ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [ الأنبياء: ٢]
[ ٥٦ ] قال الحسين بن الفضل :( الذكر ههنا محمد - ﷺ -، يدل عليه قوله في سياق الآية ﴿ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ [ الأنبياء : ٣ ] ولو أراد بالذكر القرآن لقالوا ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا مژچدـ"y™r& tû، د!¨rF{$# ﴾ [ الأنعام : ٢٥ ] ودليل هذا التأويل أيضا ً قوله ﴿ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾ [ القلم : ٥١-٥٢ ] يعني محمداً - ﷺ - ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/ ٢٠٢(٢).
الدراسة
(٢) ت : صالح بن نمران الحارثي، ج : أم القرى.
سورة الحج
قال تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا دouچ½zFy$#ur ôٹك‰ôJu‹ù=sù بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [ الحج : ١٥ ]
[ ٥٨ ] قال الحسين بن الفضل :( هذا كما يقول في الكلام للحاسد أو المعاند : إن لم ترض هذا فاختنق )
الكشف والبيان ٢/ ٤٧٧(١).
الدراسة
قال ابن فارس :" الخاء والنون والقاف أصل واحد يدلُّ على ضيق، فالخانق الشِّعبْ الضَّيِّق، ... والخنق : مصدر خَنَقه يخنِقه خَنقاً ".(٢)
وفي هذه الآية تحقيق لوعد الله على أبلغ وجه، وفيها إيجاز بارع، واختصار رائع، وللمفسرين فيها عدة أوجه معروفة(٣):
قال قتادة : من كان يظن أن لن ينصر الله نبيَّه محمَّداً - ﷺ - ﴿ ôٹك‰ôJu‹ù=sù بِسَبَبٍ ﴾
يقول : بحبل إلى سماء البيت، ﴿ ثُمَّ لِيَقْطَعْ ﴾ يقول : ثم ليختنق، ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ(٤).
قال الثعلبي :" هذا قول أكثر أهل التأويل ".(٥)
وإنما المعنى : من كان من الكفرة الحسدة له - ﷺ -، يظن أن لن ينصر الله نبيه محمداً - ﷺ - فليمدد بحبل إلى السماء أي سماء بيته.
(٢) مقاييس اللغة ( خنق ) ٢/٢٢٤.
(٣) ينظر : مجازالقرآن٢/٤٦وتأويل مشكل القرآن ص : ٢١٢/٢١٣ وتفسير الطبري١٧/١٤٩/١٥٠
ومعاني القرآن للنحاس ٤/٣٨٨وتفسير الرازي ٢٣/١٥/١٦ وأضواء البيان ٥/٥٠/٥١.
(٤) رواه عنه عبد الرزاق في تفسيره ٣/٣٣ وابن جرير في تفسيره ١٧/١٤٨ وابن أبى حاتم في تفسيره ٨/٢٤٧٧.
(٥) الكشف والبيان ٢/٤٧٧ بالتحقيق السابق.
سورة النور
قال تعالى ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ tûüإsد="¢ء٩$#ur مِنْ عِبَادِكُمْ ِNà٦ح !$tBخ)ur إِنْ يَكُونُوا uن!#uچs)èù يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ ¾د&ح#ôزsù وَاللَّهُ ىىإ™¨ur زOٹد=tو (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا ٤س®Lxm يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ ¾د&ح#ôزsù وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ ِNçGôJد=tو ِNخkژدù #[ژِچyz وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا (#qèdحچُ٣è؟ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ tbôٹu'r& $YYگءutrB لِتَبْتَغُوا uعuچtم دo٤quٹutù:$# الدُّنْيَا وَمَنْ £`'gdحچُ٣مƒ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ £`خgدd¨uچّ. خ) غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [ النور : ٣٢-٣٣ ]
[ ٥٩ ] قال الحسين بن الفضل :(في الآية تقديم وتأخير تقديرها : وأنكحوا الأيامى منكم إن أردن تحصناً )
الكشف والبيان للثعلبي(١)٧/٩٩(٢)
الدراسة
مرَّ سابقاً أسلوب التقديم والتأخير، وشُرِح بما يغني عن إعادته.
قوله تعالى ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ tûüإsد="¢ء٩$#ur مِنْ عِبَادِكُمْ ِNà٦ح !$tBخ)ur ﴾
يقول تعالى ذكره : وزوِّجوا أيها المؤمنون من لا زوج له من أحرار رجالكم ونسائكم ومن أهل الصلاح من عبيدكم ومماليككم.(٣)
وفي معنى الأيامى، قال الجوهري :" والأيامى : الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء.. ، لأن الواحد رجل أيِّمٌ سواء كان تزوَّج من قبل أو لم يتزوج، وامرأة أيّم أيضاً، بكراً كانت أو ثيباً ".(٤)
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) تفسير الطبري ١٨/١٥٠.
(٤) الصحاح ( أيم ) و ينظر : تفسير ابن كثير ٣/٢٨٦.
سورة الشعراء
قال تعالى ﴿ ِNهk®Xخ*sù عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الشعراء : ٧٧ ]
[ ٦٠] قال الحسين بن الفضل :( يعني إلا من عبد رب العالمين )
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٧٤٠(٢)
الدراسة
قال النحويون : إنه استثناء منقطع، أي لكن رب العالمين.(٣)
وذهب إليه الفراء(٤)والزمخشري(٥)والرازي(٦).
لأنهم فهموا من قوله ﴿ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﴾ [ الشعراء : ٧٥ ] أنهم الأصنام.(٧)
وقال ابن عطية :" لأنه إنما أراد عبادة الأوثان من كل قرن منهم ".(٨)
وأجاز الزجاج أن يكونوا عبدوا الله مع الأصنام وغيرها، فقال لهم : إن جميع من عبدتُّم عدوٌّ لي إلا ربَّ العالمين لأنهم سوَّوا آلهتهم بالله، فأعلمهم أنه قد تبرأ مما يعبدون إلا الله فإنه لم يتبرأ من عبادته.(٩)وهذا هو الصواب الموافق لما علم من الأدلة الأخرى من كونهم عبدوا الله وعبدوا معه غيره وأشركوا في عبادته ومن ذلك قوله ﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ٥@"n=|ت ﷺûüخ٧-B (٩٧) إِذْ Nن٣ƒبcq|،èS ةb>uچخ/ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الشعراء : ٩٧-٩٨]
(٢) ت : ناصر بن محمد الصائغ، ج : أم القرى.
(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٣/٩٣، ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير ٦/١٢٨ إلى أكثر النحويين.
(٤) ينظر : معاني القرآن ٢/٢٨١.
(٥) ينظر : الكشاف ٣/٣١٩.
(٦) ينظر : تفسيره ٢٤/١٢٣.
(٧) البحر المحيط، ٧/٢٢، يراجع : التحرير والتنوير ١٩/١٥٢.
(٨) المحرر الوجيز ٤/٢٣٤.
(٩) معاني القرآن وإعرابه ٣/٩٣، وينظر : تفسير البغوي ٣/٣٦٢، وإملاء ما منَّ به الرحمن ٢/١٦٨.
سورة النمل
قال تعالى ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ $ygد=ِ٧s% وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢) ﴾ [ النمل : ٤٢ ].
[ ٦٢] قال الحسين بن الفضل :( شبَّهوا عليها فشبَّهت عليهم وأجابتهم على حسب سؤالهم، ولو قالوا : هذا عرشك لقالت : نعم ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٧/٢١٢(٢)
الدراسة
ذكر الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في هذه السورة قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وكان لها عرش عظيم كما وصفه القرآن فقال سليمان - عليه السلام - :﴿ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ سة_‹د؟ù'tƒ بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ 'دTqè؟ù'tƒ ڑْüدJد=َ، مB (٣٨) قَالَ ×Mƒحچّےدم مِنَ اd`إfّ٩$# أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ 'دoTخ)ur عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (٣٩) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ 'دn١u' 'دTuqè=ِ٦u‹د٩ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ uچs٣x© فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ uچxےx. فَإِنَّ 'دn١u' @سة_xî ×Lqحچx. (٤٠) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ ü"د‰tG÷ksEr& أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا tbrك‰tG÷ku‰ (٤١) ﴾ [ النمل : ٣٨ -٤١]
قوله ﴿ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا ﴾ : أي غيروا سريرها إلى حالٍ تنكره إذا رأته.
قال مجاهد وقتادة : أي غيروه(٣).
وقال ابن عباس : تنكير العرش أنه زيد فيه ونقص(٤).
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) رواه عنهما ابن جرير في تفسيره ١٩/١٨٩، وابن أبي حاتم في تفسيره عن مجاهد ٩/٢٨٩٠.
(٤) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ١٩/١٨٩، ورواه ابن أبى حاتم في تفسيره عن عكرمة ٣/٢٨٩٠.
سورة العنكبوت
قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ِNهk¨]tƒد‰÷ks]s٩ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [ العنكبوت: ٦٩ ].
[ ٦٣ ] قال الحسين بن الفضل :( فيه تقديم وتأخير، مجازه: والذين هديناهم سبيلنا جاهدوا فينا).
الكشف والبيان(١)٧/٢٩٠(٢)
الدراسة
تقدم ذكر معنى قوله ( مجازه ).
والجهاد في القرآن على ثلاثة أوجه :
أحدها : الجهاد بالسلاح.
والثاني : الجهاد بالقول.
والثالث: الجهاد بالأعمال.(٣)
والجهاد هو تحمُّل المشاقِّ في تحصيل المطلوب(٤)والجَهْد بالفتح : المشقة، وبالضم : الطاقة وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة(٥).
وأصل الهدى هو الإرشاد ثم يصير الإرشاد إلى معنى البيان(٦).
ولقد ذكر العلماء في تفسير هذه الآية أقوالاً(٧).
قال البغوي: " وقيل: لنزيدنَّهم هدى كما قال: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ [مريم: ٧٦] وقيل: لنوفقنهم لإصابة الطريقة المستقيمة هي التي يوصل بها إلى رضا الله عزَّ وجلَّ.
قال سفيان بن عيينة: إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور، فإن الله قال: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنبكوت: ٦٩].
وقيل: المجاهدة هي الصبر على الطاعات.
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) ينظر في هذه الأوجه : الأشباه والنظائر ص : ٢٩٠، وإصلاح الوجوه والنظائر ص : ١١٢/١١٣، ونزهة الأعين النواظر ص : ٢٣١/٢٣٢.
(٤) نزهة الأعين النواظر ص : ٢٣١.
(٥) ينظر : لسان العرب ( جهد )
(٦) ينظر : تأويل مشكل القرآن ص : ٢٤٨، يراجع في سورة الفاتحة دراسة قول الحسين في قوله تعالى ﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$# ﴾.
(٧) تفسير النسفي ٣/٢٦٦، والبحر المحيط ٧/١٥٥.
سورة الأحزاب
قال تعالى ﴿ إِنَّا $sYôتuچtم الْأَمَانَةَ عَلَى دN¨uq"uK، ،٩$# وَالْأَرْضِ ةA$t٦إfّ٩$#ur فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [ الأحزاب : ٧٢ ]
[ ٦٤] قال الحسين بن الفضل(¼çm¯Rخ) كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } عند الملائكة لا عند الله). الكشف والبيان ٨/٦٨.(١)
الدراسة
قال تعالى ﴿ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾ الجمهور على أنه آدم ـ عليه السلام ـ(٢)﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ قال ابن عباس : غرَّ بأمر الله(٣)
وقال قتادة : ظلوماً لها : يعني للأمانة، جهولاً عن حقها.(٤)
وقال الضحاك : ظلوماً لنفسه جهولاً فيما احتمل فيما بينه وبين ربه(٥)
قال الطبري: " وحملها آدم ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا (لنفسه) جَهُولًا ﴾ بالذي فيه الحظُّ له(٦).
ومما ذكر ابن قتيبة في تفسيره أن الله أمر آدم ـ عليه السلام ـ عندما حضرته الوفاة أن يعرض الأمانة على ولده فعرضها على ولده فقبل بالشَّرط ولم يتهيَّب منه ما تهيبته السماء والأرض والجبال فقال: ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا ﴾
(٢) رواه ابن جرير في تفسيره ٢٢/٦٥/٦٦ عن ابن عباس والضحاك وابن زيد وغيرهم. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ١٠/٣١٥٩/٣١٦٠ عن ابن عباس ومجاهد وأبي العالية وغيرهم ونسبه إلى الجمهور ابن الجوزي في زاد المسير ٦/٤٢٩، وقيل في معنى الإنسان أقوالاً غير هذا القول، ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤/٢٣٨، وزاد المسير ٦/٤٢٩، وتفسير القرطبي ١٤/٢٢٧.
(٣) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٢٢/٦٩.
(٤) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٢٢/٦٩.
(٥) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٢٢/٦٩، وقيل غير ذلك، ينظر : تفسير السمعاني ٤/٣١٣، وتفسير البغوي ٣/٥٩١..
(٦) تفسيره ٢٢/٦٤.
سورة فاطر
قال تعالى ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ âنûqك™ ¾د&ح#uHxه çn#uنuچsù $YZ|،xm فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ "د‰÷ku‰ur مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ ِNخkِژn=tم رضي الله عنN¨uژy£xm إِنَّ اللَّهَ ٧Lىد=tو بِمَا tbqمèsYَءtƒ ﴾ [ فاطر : ٨ ]
[ ٦٥ ] قال الحسين بن الفضل :( فيه تقديم وتأخير، مجازه : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) الكشف والبيان للثعلبي(١)٨/٩٩(٢)
الدراسة
قوله :﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ âنûqك™ ¾د&ح#uHxه çn#uنuچsù $YZ|،xm ﴾
استفهام، تدل الصناعة النحوية على تقدير محذوف، وبحسب الأدلة يتعدد هذا التقدير، فيحتمل ثلاثة أمور:
أحدها: تقدير ذهبت نفسك عليهم حسرات، فحذف الخبر لدلالة ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)(٣).
قاله الكسائي، وقال : وهذا كلام عربي ظريف لا يعرفه إلا القليل.(٤)
وقال النحاس :" والذي قاله الكسائي أحسن ما قيل في الآية لما ذكره من الدلالة على المحذوف، والمعنى أن الله جلَّ وعزَّ نهى النبي - ﷺ - عن شدة الاغتمام بهم والحزن عليهم كما قال عز وجل ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ﴾ [ الشعراء : ٣](٥)
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) ينظر: البرهان في علوم القرآن ٣/١١٣ وزاد المسير ٦/٤٧٥.
(٤) ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٣/٢٤٦ وتفسير القرطبي ١٤/٢٨٤، وفتح القدير ٤/٤١٩ ـ ٤٢٠.
(٥) إعراب القرآن ٣/٢٤٦.
سورة الصافات
قال تعالى ﴿ بَلْ |Mِ٧إftم وَيَسْخَرُونَ ﴾ [ الصافات : ١٢ ]
[ ٦٦ ] قال الحسين بن الفضل :( العجب من الله عز وجل إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب وقد جاء في الخبر ( عجب ربكم من ألّكم وقنوطكم)(١).
الكشف والبيان للثعلبي(٢)١/١٩.(٣)
الدراسة
العجب هو إنكار ما يَرِدُ عليك لقلة اعتياده.(٤)
قال الراغب :" العجب والتعجب حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولهذا قال بعض الحكماء : العجب ما لا يعرف سببه ".(٥)
واختلف القراء في ضم التاء وفتحها من قوله تعالى :﴿ بَلْ |Mِ٧إftم ﴾
فقرأ حمزة والكسائي : بضم التاء ( بل عجبتُ ).
قال الخطابي في إصلاح غلط المحدثين ص : ١٥٢ :"يرويه المحدثون ( من إلكم ) بكسر الألف، والصواب أَلّكم بفتحها، يريد : رفع الصوت بالدعاء". وقال ابن الجوزي في غريب الحديث ١/٣٦٠." في الحديث ( عجب ربكم من إلكم ) المحدثون يقولون بكسر الألف والأجود فتحها وفي معناه قولان أحدهما من شدة قنوطكم، والثاني من رفع أصواتكم والدعاء". وقال ابن الأثير في النهاية ص : ٤٣ :"الإلّ : شدة القنوط، ويجوز أن يكون من رفع الصوت بالبكاء ". وينظر : اللسان والتاج (أَلل)
(٢) وافقه الزركشي في البرهان ٢/٨٨/٨٩، والقرطبي في تفسيره ١٥/٦٥، والشوكاني في فتح القدير ٤/٤٨٢ ولم يذكر الحديث.
(٣) ت: ساعد بن سعيد الصاعدي، ج : أم القرى.
(٤) لسان العرب ( عجب )، وينظر : المعجم الوسيط ( عجب ) ٢/٥٩٠.
(٥) المفردات ص : ٣٢٥.
سورة ص
قال تعالى ﴿ إِنَّ هَذَا ستپr& لَهُ سىَ، د@ tbqمèَ، د@ur نَعْجَةً z'ح
[ ٦٨ ] قال الحسين بن الفضل :( هذا تعريض للتفهيم والتنبيه ؛ لأنه لم يكن هناك نعاج ولا بغي، وإنما هو كقول الناس : ضرب زيدٌ عمراً وظلم عمروٌ زيداً، واشترى بكر داراً، وما كان هناك ضرب ولا ظلم ولا شراء ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/١٩٧(٢)
الدراسة
(٢) ت : ساعد بن سعيد الصاعدي، ج : أم القرى.
سورة غافر
قال تعالى ﴿ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ $Z"ّ‹x© y٧د٩¨x‹x. يُضِلُّ اللَّهُ z`ƒحچدے"s٣ّ٩$# ﴾ [ غافر : ٧٤ ].
[ ٧٢ ] قال الحسين بن الفضل: (يعني لم نكن نصنع من شيء، أي : ضاعت عبادتنا لها، فلم نكن نصنع شيئاً).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٥٥١(٢)
الدراسة
قال تعالى ﴿ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴾ [ غافر : ٧٣ ]
فأجاب المساكين عند ذلك، فقالوا: ضلُّوا عنا : أي عدلوا عنا، فأخذوا غير طريقنا، وتركونا في هذا البلاء، بل ما ضلوا عنا، ولكنا لم نكن ندعو من قبل شيئاً : أي لم نكن نعبد شيئاً(٣)كما تقول : حسبتُ أن فلاناً شيء، فإذا هو ليس بشيء إذا خبرته فلم تر عنده خيراً.(٤)
لأنهم أرادوا أن الأصنام لم تكن شيئاً؛ لأنها لم تكن تضر ولا تنفع وهو قول الأكثرين.(٥)
قال القرطبي :" وليس هذا إنكاراً لعبادة الأصنام، بل هو اعتراف بأن عبادتهم الأصنام كانت باطلة ".(٦)
والذي فهمته من قول الحسين أنه داخل في هذا المعنى - والله أعلم -
(٢) ت : ساعد بن سعد الصاعدي، ج : أم القرى.
(٣) تفسير الطبري ٢٤/٩٩ مختصراً. وينظر في هذا المعنى لقوله تعالى :﴿ بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ $Z"ّ‹x© ﴾ تفسير السمعاني ٥/٣١ وتفسير البغوي ٤/٥٤ والكشاف ٤/١٧٩ وتفسير الرازي ٢٧/٧٦ وتفسير البيضاوي متن حاشية شيخ زاده ٧/٣٤٨ والتحرير والتنوير ٢٤/٢٤٦.
(٤) الكشاف ٤/١٧٩، وينظر: تفسير الرازي ٢٧/٧٦ والتحرير والتنوير ٢٤/٢٤٦.
(٥) زاد المسير ٧/٢٣٧ وينظر: تفسير القرطبي ١٦/٢٩١ وفتح القدير ٤/٦٢١. والذي نسبه إلى الأكثرين، هو ابن الجوزي.
(٦) تفسيره ١٦/٢٩١ وينظر : فتح القدير ٤/٦٢١.
سورة الشورى
قال تعالى ﴿ حم (١) عسق ﴾ [ الشورى : ١، ٢ ]
[٧٣ ] روى الثعلبي عن أبى بكر المؤمن(١)قوله :( سألت الحسين بن الفضل لِمَ قطع ﴿ حم (١) عسق ﴾ ولم تقطع ﴿ كهيعص ﴾ [ مريم : ١ ] ﴿ المر ﴾ [ الرعد : ١ ] ﴿ المص ﴾ [ الأعراف : ١ ] ؟
قال : لكونها من سور أوائلها ($Om )، فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها، وكان (Om ) مبتدأ، و (،û، ےم) خبره، ولأنها آيتان، وعدت أخواتها التي كتبت موصولة آية واحدة ).
الكشف والبيان للثعلبي(٢)٨/٣٠١(٣)
الدراسة
تقدم في ﴿ الم ﴾ [ البقرة : ١ ] قول الحسين أنها من المتشابه ثم إنه بين رأيه هنا في سبب تقطيع ﴿ حم (١) عسق ﴾ بينما لم تقطع ﴿ المص ﴾ ﴿ المر ﴾ ﴿ كهيعص ﴾ طرداً للأولى بأخواتها الست سور الحواميم(٤)وهي ( غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف ) ؟
وأعرب ($Om ) مبتدأ وخبره (عسق).
وفُصلت كذلك لكونها آيتين لا آية واحدة كـ ﴿ كهيعص ﴾(٥)
وعلى هذا الإعراب وعَدُّهما آيتين يكون ﴿ حم (١) عسق ﴾ (٢) اسمين للسورة
وأما إن كان اسماً واحداً فالفصل لتطابق سائر الحواميم(٦)
ووصلت الميم بالراء في طالعة سورة الرعد، وكما وصلت الميم بالصاد في افتتاحية الأعراف وكما وصلت العين بالصاد في أول مريم ؛ لأن ما بعد الميم في السور الثلاث حرف واحد فاتصاله بما قبله أولى بخلاف ما في هذه السورة فإنه ثلاثة حروف تشبه كلمة فكانت أولى بالانفصال.(٧)
(٢) وافقه البغوي في تفسيره ٤/٧٣ والقرطبي في تفسيره ١٦/٥ ونسب نحوه الشوكاني في فتح القدير ٤/٦٥٠ إلى الحسين بن الفضل.
(٣) ت : ابن عاشور.
(٤) ينظر : تفسير النسفي ٤/٩٥ وبراعة الاستهلال في فواتح القصائد و السور للدكتور محمد بدري عبد الجليل ص : ٩٢
(٥) ينظر : تفسير النسفي ٤/٩٥.
(٦) ينظر : تفسير البيضاوي وحاشيته لشيخ زاده ٧/٤٠٢ مع شيء من التصرف.
(٧) ينظر : التحرير والتنوير ٢٥/٩٨.
سورة الزخرف
قال تعالى ﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا $sYôJs)tGR$# مِنْهُمْ ِNكg"sYّ%uچّîr'sù أَجْمَعِينَ ﴾ [ الزخرف : ٥٥ ]
[٧٦ ] قال الحسين بن الفضل: ( خالفونا )
الكشف والبيان ٨/٣٣٨(١).
الدراسة
لـ (الأسف) في اللغة معنيان :
الأسف بمعنى الحزن، مثل قوله تعالى ﴿ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ﴾ [ يوسف : ٨٤ ] ويطلق الأسف على الغضب، والمعنى الأول ممتنع في حق الله عَزّ وجلّ والثاني مثبت لله ؛ لأن الله تعالى وصف به نفسه، فقال ﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا $sYôJs)tGR$# مِنْهُمْ ﴾(٢).
وفي لسان العرب الأسف هو المبالغة في الحزن والغضب(٣)
(٢) ينظر : شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين ١/٢٧١ ويراجع : مشارق الأنوار للقاضي عياض ١/٤٩ ولسان العرب ( أسف ).
(٣) ينظر : مادة ( أسف ).
سورة الجاثية
قال تعالى ﴿ |M÷ƒuنuچsùr& مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى ¾دnخژ|اt/ غِشَاوَةً فَمَنْ دmƒد‰÷ku‰ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا ؟ x‹tbrمچھ.s ﴾ [ الجاثية : ٢٣ ]
[ ٧٧ ] قال الحسين بن الفضل: ( في هذه الآية تقديم وتأخير، مجازها : أفرأيت من اتخذ هواه إلهه ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٨/٣٦٢(٢)
الدراسة
تقدم ذكر معنى قوله ( مجازه ).
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله تعالى ﴿ |M÷ƒuنuچsùr& مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ فقال بعضهم : معنى ذلك أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئاً إلا ركبه ؛ لأنه لا يؤمن بالله، ولا يحرم ما حرم، ولا يحلل ما حلَّل، إنما دينه ما هويت نفسه يعمل به، وروى هذا المعنى ابن عباس وقتادة(٣)
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أفرأيت من اتخذ معبوده ما هويت عبادته نفسه من شيء، فقال سعيد بن جبير : كانت قريش تعبد العزى، وهو حجر أبيض، حيناً من الدهر، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الآخر فأنزل الله ﴿ |M÷ƒuنuچsùr& مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾(٤).
ورجحه ابن جرير في تفسيره وقال : لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره(٥)
قال ابن كثير :" أي إنما يأتمر بهواه، فمهما رآه حسناً فعله ومهما رآه قبيحاً تركه.. "(٦)
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) رواه عن قتادة عبد الرازق في تفسيره ٣/٢١٢ ورواه عنهما ابن جرير في تفسيره ٢٥/١٧٦ و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في تفسيره ١٠/٣٢٩١.
(٤) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٢٥/١٧٦ وينظر : معاني القرآن للنحاس ٦/٤٢٧.
(٥) ينظر في هذا وفيما سبق : تفسير ابن جرير ٢٥/١٧٦.
(٦) تفسيره ٤/١٥٠.
سورة الأحقاف
قال تعالى ﴿ ِژة٩ô¹$$sù كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا @إf÷ètGَ،n@ لَهُمْ ِNهk®Xr(x. يَوْمَ tb÷ruچtƒ مَا يُوعَدُونَ لَمْ (#ûqèVt٧ù=tƒ إِلَّا سَاعَةً مِنْ ¤'$pk®X بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ]
[ ٧٩ ] وقيل : هم نجباء الرسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر(١)وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال : لقوله في عقبه :﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ [ الأنعام : ٩٠ ]
الكشف والبيان للثعلبي(٢)٩/٢٥(٣)
الدراسة
العزم هو الجِدُّ، عَزَمَ على الأمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً.(٤)وأولو العزم: أولو الجدِّ والصبر والثبات(٥).
اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل في هذه الآية الكريمة اختلافاً كثيراً(٦). أشهرها أنهم إبراهيم ونوح وموسى وعيسى وخاتم الأنبياء كلهم عليهم صلوات الله وسلامه(٧).
(٢) وافقه القرطبي في تفسيره ١٦/١٨٨، والشوكاني في فتح القدير ٥/٣٤ ونسب نحوه وابن عطية في المحرر الوجيز ٥/١٠٧ وابن الجوزي في زاد المسير ٧/٣٩٣ وأبو حيان في البحر المحيط ٨/٦٨ إلى الحسين بن الفضل.
(٣) ت : ابن عاشور.
(٤) ينظر : لسان العرب ( عزم ).
(٥) ينظر : تفسير الرازي ٢٨/٣٠.
(٦) ينظر في هذه الأقوال : زاد المسير ٧/٣٩٢ وتفسير القرطبي ١٦/١٨٨/١٨٩ والدر المنثور ٧/٤٥٤
(٧) ينظر : تفسير ابن كثير ٤/١٧٢.
سورة محمد
قال تعالى ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ y٧خ٧/Rs%د! وَلِلْمُؤْمِنِينَ دM"sYدB÷sكJّ٩$#ur وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [ محمد : ١٩ ]
[ ٨٠] قال الحسين بن الفضل :( فازدد علماً على علمك )
الكشف والبيان للثعلبي(١)٩/٣٤(٢)
الدراسة
قال الزجاج :" والمعنى قد بيَّنَّا ما يدل على أن الله واحد، فاعلم أنه لا إله إلا الله والنبي عليه السلام قد علم ذلك، ولكنه خطاب يدخل الناس فيه مع النبي - ﷺ - كما قال الله عز وجل :﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ﴾ [ الطلاق : ١ ]، والمعنى : من عَلِمَ فليقم على ذلك العلم، كما قال :﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$# ﴾ [ الفاتحة : ٦ ] أي ثبتنا على الهداية "(٣).
وقال النحاس :" والمخاطبة للنبي - ﷺ - مخاطبة لأمته، أي : اثبتوا على هذا "(٤)
وذهب الزمخشري(٥)وغيره(٦)إلى أن المعنى : فاثبت على ما أنت عليه من العلم بوحدانية الله.
وذكر السمعاني أن المعنى من وجهين، أحدهما : أن المراد منه هو الثبات على العلم لا ابتداء العلم، والثاني : أن معناه : فاذكر أنه لا إله إلا الله، فعبَّر عن الذكر بالعلم ؛لحدوثه عنده.(٧)
قال ابن كثير في تفسيره: " هذا إخبار بأنه لا إله إلا الله ولا يتأتى كونه أمراً بعلم ذلك، ولهذا عطف عليه بقوله عز وجل ﴿ وَاسْتَغْفِرْ y٧خ٧/Rs%د! وَلِلْمُؤْمِنِينَ دM"sYدB÷sكJّ٩$#ur ﴾(٨)
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ٥/١٢.
(٤) معاني القرآن ٦/٤٧٨.
(٥) ينظر الكشاف : ٤/٢٢٣.
(٦) ينظر : الوجيز للواحدي ٢/١٠٠٣ والبحر المحيط ٨/٨٠، وتفسير الجلالين ص : ٦٧٥ والتحرير والتنوير ٢٦/٨٨.
(٧) ينظر : تفسيره ٥/١٧٧.
(٨) ٤/١٧٧.
سورة الفتح
قال تعالى ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ y‰إfَ،yJّ٩$# tP#uچysّ٩$# إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ tûüة)دk=utèرحمه الله رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ zNد=yèsù مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ y٧د٩¨sŒ فَتْحًا $·٦ƒحچs% ﴾ [ الفتح : ٢٧ ]
[٨١ ] قال الحسين بن الفضل :(يجوز أن يكون الاستثناء من الدخول، لأن بين الرؤيا وتصديقها سنة، ومات منهم في السنة أناس، فمجاز الآية : لتدخلنَّ المسجد الحرام كلكم إن شاء الله آمنين ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٩/٦٤(٢)
الدراسة
قال الحافظ ابن كثير :" كان رسول الله - ﷺ - قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك، وهو بالمدينة، فلما ساروا عام الحديبية لم يشكَّ جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام، فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل، وقع في نفس بعض الصحابة - رضي الله عنهم - من ذلك شئٌ. حتى سأل عمر بن الخطاب ـ - رضي الله عنه - ـ في ذلك فقال له فيما قال :"أفلم تكن تخبرنا أنَّا سنأتي البيت ونطوف به ؟" قال : بلى أفأخبرك أنك تأتيه عامك هذا ؟ قال : لا، قال النبي - ﷺ - ( فإنك آتيه ومطوِّفٌ به ) وبهذا أجاب الصديق - رضي الله عنه - أيضا حذو القذَّة بالقذَّة، ولهذا قال تبارك وتعالى ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ y‰إfَ،yJّ٩$# tP#uچysّ٩$# إِنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾(٣)
واختلف الناس في معنى الاستثناء في هذه الآية.
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) تفسيره ٤/٢٠١ ويراجع : فتح الباري ٥/٤١٢-٤٤٣.
سورة الذاريات
قال تعالى ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ 'دoTخ) لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ ×ûüخ٧-B ﴾ [ الذاريات : ٥٠ ]
[٨٢ ] قال الحسين بن الفضل ( احترزوا من كلِّ شيء دون الله، فمن فرَّ إلى غيره لم يمتنع منه )
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/٢٤٧(٢)
الدراسة
قوله تعالى :﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾
الفاء والراء أصول ثلاثة، فالأول الانكشاف وما يقاربُه من الكشف عن الشيء والثاني : جنس الحيوان، والثالث : دال على خفة وطيش.
فالأول قولهم : فرَّ عن أسنانه، وافترَّ الإنسان إذا تبسَّم.
والأصل الثاني : الفَرير : ولد البقرة
والثالث : الفرْ فَرة : الطيش والخفة.(٣)
وقال الجوهري :" فرَّ يفِرُّ فِرَارًاً : هرب ".(٤)
وقال البخاري :" من الله إليه "(٥)
وفسره الفراء : من معصيته إلى طاعته(٦)وابن جرير بقوله :" فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به، واتباع أوامره، والعمل بطاعته "(٧).
وقال الزجاج :" المعنى : ففروا إلى الله من الشرك بالله ومن معاصيه إليه "(٨)
قال النحاس :" أي إلى طاعته ورحمته من معصيته وعقابه "(٩)
وقال السمعاني :" أي من معصيتة إلى طاعته ويقال من سخطه إلى رحمته ومن عقابه إلى عفوه "(١٠).
(٢) ت : فريدة بنت محمد الغامدي، ج : أم القرى
(٣) مقاييس اللغة ٤/٤٣٨/٤٣٩. مختصراً وينظر : الصحاح ( فرر ).
(٤) الصحاح ( فرر )
(٥) كتاب ( التفسير ) سورة الذاريات ص : ٨٥٩.
(٦) ينظر : معاني القرآن ٣/٨٩ و فتح الباري ٨/٧٧١.
(٧) تفسير ٢٧/١٤، وينظر : تفسير البغوي ٤/٢٣٤.
(٨) معاني القرآن وإعرابه ٥/٥٨.
(٩) إعراب القرآن ٤/١٦٧.
(١٠) تفسيره ٥/٢٦٣.
سورة النجم
قال تعالى ﴿ مLنê÷ƒuنuچsùr& اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ #"uچ÷zW{$# ﴾ [ النجم : ١٩-٢٠ ]
[ ٨٤] قال الحسين بن الفضل :( في الآية تقديم وتأخير، مجازها: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى؟ ومعنى الآية: أفرأيتم أيها الزاعمون أن اللات والعزى ومناة بنات الله ؟ )
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٣٤٨(٢)
الدراسة
قوله ﴿ الثَّالِثَةَ ﴾ نعت لمناة وهي ثالثة الصنمين في الذكر، الأخرى نعت لها(٣)
وقال الثعلبي :" العرب لا تقول للثالثة الأخرى، وإنما الأخرى نعت للثانية فيكون في المعنى وجهان(٤):
أحدهما : أن ذلك لو فاق رؤوس الآي كقوله ﴿ مَآَرِبُ ٣"uچ÷zé& ﴾ [ طه : ١٨ ] ولم يقل أخر، قاله الخليل(٥).
والوجه الثاني : هو ما قاله الحسين بن الفضل.
وقال الزمخشري :﴿ #"uچ÷zW{$# ﴾ ذم وهي المتأخرة الوضيعة المقدار، كقوله تعالى ﴿ قَالَتْ َOكg١uچ÷zé& لِأُولَاهُمْ ﴾ [ الأعراف : ٣٨ ] أي وضعاؤهم لرؤسائهم وأشرافهم، ويجوز أن تكون الأولية والتقدم عندهم للات والعزى"(٦).
وأجاب أبو حيان : ولفظ آخر ومؤنثه ( أخرى) لم يوضعا للذم ولا للمدح، إنما يدلان على معنى (غير)، إلا أنَّ من شرطهما أن يكونا من جنس ما قبلهما، لو قلت : مررت برجل وآخر لم يدل إلا على معنى (غير)، لا على ذم ولا على مدح ".(٧)
وعند أبي البقاء: ( الأخرى ) توكيد؛ لأن الثالثة لا تكون إلا أخرى(٨).
(٢) ت : فريدة الغامدي، ج : أم القرى.
(٣) ينظر : زاد المسير ٨/٧٢.
(٤) الكشف والبيان ٢/٣٤٨ بنفس التحقيق السابق.
(٥) ينظر : المصدرين السابقين وتفسير البغوي ٤/٢٥٧/٢٥٨وتفسير القرطبي ١٧/٩١ والبحر المحيط ٨/١٦٠.
(٦) الكشاف ٤/٤٢٣.
(٧) البحر المحيط ٨/١٦٠.
(٨) الإملاء ٢/٢٤٧.
سورة الرحمن
قال تعالى ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ [ الرحمن : ٧ ]
[ ٨٩] قال الحسين بن الفضل :( الميزان : القرآن ).(١)
الكشف والبيان(٢)٢/٤٧٨(٣)
الدراسة
قوله :﴿ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما أنه العدل قاله أكثر الناس ومنهم مجاهد والسدي(٤)والفراء(٥)والطبري(٦)والزجاج(٧)وهذا؛ لأن المعادلة موازنة الأشياء(٨)ومعنى الآية( أنه وضع العدل بين خلقه في الأرض).
وثانيهما : أنه الميزان المعروف ليتناصف الناس في الحقوق، قاله الحسن، وقتادة، والضحاك(٩).
والظاهر في الميزان أنه كل ما يوزن به الأشياء وتعرف به مقاديرها، وإن اختلفت الآلآت، فجعله تعالى حاكماً بالسوية في الأخذ والإعطاء.
وعلى الأول : تكون الآلآت بعض ما يندرج في العدل(١٠)؛لأن إقامة الوزن بالقسط من العدل والانصاف.
(٢) وافقه ابن الجوزي في زاد المسير ٨/١٠٧ والقرطبي في تفسيره ١٧/١٣٥ وأبو السعود في تفسيره ٨/١٧٧ والشوكاني في فتح القدير ٥/١٦٤.
(٣) ت : فريد الغامدي، ج : أم القرى.
(٤) رواه عن مجاهد الطبري في تفسيره ٢٧/١٣٨، وينظر : تفسير مجاهد ٢/٦٤٠ ونسبه إليهما ابن الجوزي في زاد المسير ٨/١٠٧ والقرطبي في تفسيره ١٧/١٣٥.
(٥) ينظر : معاني القرآن ٣/١١٣.
(٦) ينظر : تفسيره ٢٧/١٣٨.
(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥/٩٦..
(٨) زاد المسير ٨/١٠٧
(٩) نسبه إليهم البغوي في تفسيره ٤/٢٨٤ وابن الجوزي في زاد المسير ٨/١٠٧ والقرطبي في تفسيره ١٧/١٣٥. وذهب إليه النسفي في تفسيره ٤/٢٠٠والزمخشري في الكشاف ٤/٤٤٤.
(١٠) ينظر : البحر المحيط ٨/١٨٨ مع شيء من التصرف.
سورة الواقعة
قال تعالى ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [ للواقعة : ٧٩ ]
[ ٩٢ ] قال الحسين بن الفضل :( لا يعرف تفسيره وتأويله إلا من طهَّره الله من الشرك والنفاق )
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/ ١٩٢(٢).
الدراسة
في قوله تعالى ( ﴿ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ﴾ [ للواقعة : ٧٨ ] قولان :
١- اللوح المحفوظ قاله ابن عباس.
٢- المصحف، وبه قال مجاهد.(٣)
فمن قال إنه اللوح المحفوظ فالمطهرون عنده الملائكة وهذا قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم(٤)، وعلى هذا يكون الكلام خبراً.(٥)واختار كونهم الملائكة البخاري،(٦)ورجحه ابن القيم، ودلّل على هذا الترجيح بعشرة أدلة عزَّز بها اختياره(٧)وهوقول أكثر المفسرين.(٨)
ومن قال إنه المصحف ففي المطهرين أقوال :
(٢) ت : هبة الله بنت صادق أبو عرب، ج : ـ أم القرى.
(٣) ينظر : زاد المسير ٨/١٥١ وفي القول الأول : تفسير الطبري ٢٧/٢٣٩.
(٤) رواه عنهم الطبري في تفسيره ٢٧/٢٤٠ وينظر في قول مجاهد أيضاً : تفسير مجاهد ٢/٦٥٢ وفيما سبق زاد المسير ٢/١٥٢.
(٥) ينظر : زاد المسير ٨/١٥٢ وفي معنى ( لا ) البيان في غريب إعراب القرآن ٢/٤١٨ وإملاء ما من به الرحمن ٢/٢٥٤.
(٦) كتاب ( التفسير ) سورة عبس ص : ٨٨٠.
(٧) ينظر : التبيان في أقسام القرآن ص : ١٤١-١٤٣.
(٨) ينظر : تفسير السمعاني ٥/٣٥٩.
سورة الحديد
قال تعالى ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ مچ½zFy$#ur وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ îLىد=tو ﴾ [ الحديد : ٣ ]
[ ٩٣ ] قال الحسين بن الفضل :( هو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، والظاهر بلا اقتراب، والباطن بلا احتجاب )
الكشف والبيان للثعلبي ١/٢٣٢(١)
الدراسة
اُختُلِف في معاني أسماء الله(٢)( الأول والآخر والظاهر والباطن ) وقد بينها رسول الله - ﷺ - شرحاً يغني عن قول كل قائل، فقال في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر )(٣)
قال الفراء :" يريد الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، والظاهر على كل شيء علماً وكذلك الباطن على كل شيء علماً "(٤)
وقال ابن جرير :" (هو الأول )قبل كل شيء بغير حدّ، ( والآخر ) يقول : والآخر بعد كل شيء بغير نهاية وإنما قيل ذلك كذلك ؛ لأنه كان ولا شيء موجود سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها، كما قال جلَّ ثناؤه : كل شيء هالك إلا وجهه، وقوله ( والظاهر ) يقول : وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه ( والباطن ) يقول : وهو الباطن جميع الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيءٍ منه، كما قال ﴿ وَنَحْنُ ـ>uچّ%r& إِلَيْهِ مِنْ ب@ِ٧xm الْوَرِيدِ ﴾ [ ق : ١٦ ](٥).
(٢) ينظر : تفسير البغوي ٤/٣٢١وشرح النووي ١٧/٣٠ وتفسير ابن كثير ٤/٣٠٢/٣٠٣.
(٣) كتاب ( الذكر والدعاء ) ح : ٦٨٨٩ ص : ١١٧٩.
(٤) معاني القرآن ٣/١٣٢ وبمثل قوله في (الظاهر والباطن ) قال البخاري في كتاب (التفسير ) سورة الحديد ص : ٨٦٥.
(٥) تفسيره ٢٧/٢٥٢ وقد فصَّل شيخ الإسلام في مسألة ( القرب ) ينظر : مجموع الفتاوى ٥/٤٩٨ وما بعدها.
سورة التغابن
قال تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ ض`دB÷s-B وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ يژچإءt/ ﴾ [ التغابن : ٢ ].
[٩٥] (إن الله سبحانه خلق الخلق ثم كفروا وآمنو، قالوا وتمام الكلام عند قوله ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ ثم وصفهم ﴿ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ ض`دB÷s-B ﴾ وهو مثل قوله ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ﴾ [ النور : ٤٥ ] الآية قالوا : فالله خلقهم والمشي فعلهم، وهذا اختيار الحسين بن الفضل ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٩/٣٢٦(٢)
الدراسة
قال ابن عباس :"إن الله خلق بني آدم مؤمناً وكافراً، ثم يعيدهم يوم القيامة كما خلقهم مؤمناً وكافراً"(٣)، وهناك ما يعضد هذا القول فقد قال - ﷺ - :( إنَّ الغلام الذي قتله ـ الخضر عليه السلام ـ طُبِعَ كافراً)(٤).
وقال تعالى ﴿ وَلَا (#ےrà$ح#tƒ إِلَّا #Xچإ_$sù كَفَّارًا ﴾ [ نوح : ٢٧ ].
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - قال :( وَكّل الله بالرحم ملكاً فيقول : أي ربِّ نطفه ٌ، أي ربِّ علقة، أي ربِّ مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال : ايْ ربِّ ذكرٌ أم أنثى ؟ أشقيٌّ أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيُكتب كذلك في بطن أمه )(٥).
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) رواه الطبري في تفسيره.
(٤) أخرجه مسلم عن أُبي بن كعب في كتاب ( القدر ) ح : ٦٧٦٦ ص : ١١٥٩.
(٥) أخرجه البخاري في أول كتاب ( القدر ) ح : ٦٥٩٥ ص : ١١٤٠ و مسلم في كتاب ( القدر ) ح : ٦٧٣٠ ص : ١١٥٣.
سورة الطلاق
قال تعالى ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ (#rك‰خkôr&ur ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ِNà٦د٩¨sŒ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ حچ½zFy$# وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ %[`uچّƒxرحمه الله (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ ك]ّ‹xm لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ ِ@ھ.uqtGtƒ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ ے¼çmç٧َ،xm إِنَّ اللَّهَ à÷د="t/ ¾دnحچّBr& قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [ الطلاق : ٢-٣ ]
[ ٩٦ ] قال الحسين بن الفضل :( ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ﴾ في أداء الفراض ﴿ يَجْعَلْ لَهُ %[`uچّƒxرحمه الله ﴾ من العقوبة ويرزقه الثواب من حيث لا يحتسب ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٩/٣٣٧(٢)
الدراسة
قال عكرمة والضحاك : ومن يتق الله فيطلِّق للسنة يجعل له مخرجاً إلى الرجعة(٣)
وقال ابن عباس :﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ %[`uچّƒxرحمه الله ﴾ يقول : نجاته من كل كرب في الدنيا والآخره ﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ ك]ّ‹xm لَا يَحْتَسِبُ ﴾.
وقال ابن مسعود : يعلم أنه من عند الله، وأن الله هو الذي يعطي ويمنع.
وقال قتادة :﴿ يَجْعَلْ لَهُ %[`uچّƒxرحمه الله ﴾ من شبهات الأمور والكرب عند الموت ﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ ك]ّ‹xm لَا يَحْتَسِبُ ﴾ من حيث لا يرجو ولا يؤمل(٤).
وقال الحسن : مخرجاً عما نهاه عنه.
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ٢٨/١٥٥ وتفسير البغوي ٤/٤١٦ وتفسير القرطبي ١٨/١٤٢ وتفسير ابن كثير ٤/٣٨٠.
(٤) رواه عنهم الطبري في تفسيره ٢٨/١٥٥ /١٥٦ وينظر : تفسير ابن كثير ٤/٣٨٠.
سورة المزمل
قال تعالى ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [ المزمل : ٥ ]
[ ٩٧ ] روى الثعلبي عن إبي إسحاق إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم يقول : سمعت الحسين بن الفضل وسئل عن هذه الآية، فقال :( معناها إنا سنلقي عليك قولاً خفيفاً على اللسان ثقيلاً في الميزان ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)١٠/٦٠(٢).
الدراسة
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله تعالى ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾
فقال الحسن : العمل به، قال : إن الرجل ليَهذُّ(٣)السورة، ولكن العمل به ثقيل.
وقال قتادة : ثقيل والله فرائضه وحدوده.
وقال ابن زيد : هو والله ثقيل مبارك القرآن، كما ثقل في الدنيا ثَقُل في الموازين يوم القيامة.(٤)
وقال الفراء: ليس بالخفيف ولا السَّفساف(٥)؛ لأنه كلام ربنا تبارك وتعالى(٦).
واختار ابن جرير أنه ثقيل على الوجهين ثقيل محمله، ثقيل العمل بحدوده وفرائضه، فهو كما وصفه جلَّ ثناؤه بأنه قول ثقيل.(٧)
(٢) ت : ابن عاشور.
(٣) الهذّ : سرعة القراءة، ينظر العين ٤/٣٠٠.
(٤) رواه عنهم الطبري في تفسيره ٢٩/١٥٢ وينظر: تفسير البغوي ٤/٤٩١ /٤٩٢وتفسير ابن كثير ٤/٤٣٥.
(٥) السفساف من الشِّعر ونحوه: أردَؤه. العين ٢/٢٥٤.
(٦) معاني القرآن ٣/١٩٧.
(٧) ينظر : تفسيره ٢٩/١٥٢
سورة المدثر
قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا |="utُ¾r& النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي Nخkح٥qè=è% مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا y٧د٩¨x‹x. يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ "د‰÷ku‰ur مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ٣"uچّ. دŒ لِلْبَشَرِ ﴾ [ المدثر : ٣١ ].
[ ٩٨ ] قال الحسين بن الفضل: (هذه السورة مكية، ولم يكن بمكة نفاق ألبته، فالمرض في هذه الآية الخلاف لا النفاق).
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/٤٧(٢).
الدراسة
سورة المدثر مكية، بل إن هناك من قال بأنها أول ما نزل من القرآن.(٣)
وقال تعالى فيها ﴿ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي Nخkح٥qè=è% مَرَضٌ ﴾ شك ونفاق قاله أكثر المفسرين(٤)والمرض : هو الخروج عن الاعتدال الخاص بالإنسان وذلك ضربان، الأول : مرض جسمي وهو المذكور في قوله ﴿ وَلَا عَلَى اظƒحچyJّ٩$# سluچxm ﴾ [ النور : ٦١ ]
(٢) صلاح بن سالم باعثمان، ج : أم القرى.
(٣) يراجع أول سورة الفاتحة في قول الحسين بن الفضل (أنها أول ما نزل من السماء ).
(٤) نسبه إليهم الثعلبي في الكشف والبيان ١/٤٧ بالتحقيق السابق ورواه الطبري في تفسيره ١٩/١٩٢ عن قتادة وينظر : زاد المسير ٨/٤٠٨.
سورة الإنسان
قال تعالى ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا #¶ژچإ™r&ur ﴾ [ الإنسان : ٨ ]
[ ٩٩] قال الحسين بن الفضل: ( على حبِّ إطعام الطعام )(١)
الكشف والبيان ١/١٤٣(٢)
الدراسة
قال ابن كثير في قوله تعالى :﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ﴾ قيل على حب الله تعالى، وجعلوا الضمير عائداً إلى الله عزّ وجلّ لدلالة السياق عليه، والأظهر أن الضمير عائد على الطعام، أي : ويطعمون الطعام في حال محبتهم وشهوتهم له، قاله مجاهد ومقاتل واختاره ابن جرير(٣)كقوله تعالى :﴿ 'sA#uنur الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ﴾ [ البقرة : ١٧٧ ].
وكقوله تعالى :﴿ لَنْ (#qن٩$sYs؟ الْبِرَّ ٤س®Lxm تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [ آل عمران ٩٢](٤)
وذكر ابن عطية(٥)وأبو حيان(٦)أن الأول أمدح لهم، لأن فيه معنى الإيثار على النفس وعلى الاحتمال الثاني فقد يفعله الأغنياء أكثر وقال ابن عطية :"وقال الحسين بن الفضل : الضمير عائد على الإطعام أي محبين في فعلهم ذلك لا رياء فيه ولا تكلف "(٧)
(٢) ت : صلاح بن سالم با عثمان، ج : أم القرى.
(٣) ينظر في اختياره وفي قوله مجاهد : تفسيره ٢٩/٢٤٩.
(٤) ينظر : أضواء البيان ٨/٦٧٤/٦٧٥.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ٥/٤١٠.
(٦) ينظر : البحر المحيط ٨/٣٨٨.
(٧) المحرر الوجيز ٥/٤١٠. وينظر : البحر المحيط ٨/٣٨٨.
سورة المطففين
قال تعالى ﴿ كَلَّا ِNهk®Xخ) عَنْ ِNخkحh٥
' يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
[ المطففين : ١٥ ][١٠٠] قال الحسين بن الفضل: (كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته )
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/٣٧٨(٢)
الدراسة
دلّت هذه الآية على أعظم نعيم، يفوز به أهل الجنة، ألا وهو رؤية الله الكريم المنان، ومسألة ( رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة ) من أشد المسائل على أهل البدعة والضلال وهدى الله أهل السنة والجماعة إلى الحق فأجمعوا قاطبة على إثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة، والأدلة على ذلك واضحة وصريحة، وقد قرِّر العلماء هذه المسألة وأوضحوا أدلتها فبينوا وأناروا الطريق لسالكيه.
وأرى أن موضوع ( الرؤية ) أبرز من أن أظهره أو أتحدث عمَّن خالف فيه أو أحيل إلى مراجع فيه، فهو ـ والحمد لله ـ من الوضوح أوضح من أن يطال الكلام فيه.
سئل الإمام مالك عن هذه الآية فقال: لمَّا حجب الله الفجار عن رؤيته دلَّ أنه ليتجلى للمؤمنين حتى يروه(٣).
وقال الإمام الشافعي في قوله ﴿ كَلَّا ِNهk®Xخ) عَنْ ِNخkحh٥
' يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ " فلما حجبهم في السخط كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرِّضا ".(٤)
قال الحافظ ابن كثير: "وهذا الذي قاله الشافعي رحمه الله في غاية الحسن وهو استدلال بمفهوم هذه الآية، كما دل عليه منطوق قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا ×ouچدك$tR ﴾.. "(٥)
(٢) ت : صلاح بن سالم باعثمان، ج : أم القرى.
(٣) ينظر : تفسير السمعاني ٦/١٨١ و تفسير البغوي ٤/٥٧٥ وزاد المسير ٩/٥٦ وتفسير القرطبي ١٩/٢٢٩.
(٤) أحكام القرآن ١٧/٤٠ تفسير السمعاني ٦/١٨١.
(٥) تفسيره ٤/٤٨٦.
سورة البروج
قال تعالى ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [ البروج : ٣ ]
[١٠١ ] قال الحسين بن الفضل: ( الشاهد : هذه الأمة، والمشهود : سائر الأمم
بيانه : قوله سبحانه ﴿ y٧د٩¨x‹x.ur ِNن٣"sYù=yèy_ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [ االبقرة : ١٤٣ ] )
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/٤٣٣(٢)
الدراسة
أقسم الله تعالى بالشاهد والمشهود واختلف المفسرون في معناهما على أقوال فقال عليٌّ وأبوهريرة وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم: الشاهد هو يوم الجمعة وقالوا المشهود هو يوم عرفة(٣)، وهذا القول هو الذي عليه الأكثرون.(٤)
وقال آخرون : الشاهد : هو محمد - ﷺ - والمشهود هو يوم القيامة.
وقال آخرون : الشاهد : الإنسان، والمشهود : يوم القيامة.
وقال بعضهم : الشاهد : محمد - ﷺ -، والمشهود: يوم الجمعة.
وقيل : الشاهد : الله، والمشهود : يوم القيامة.
وقيل : الشاهد : يوم الأضحى، والمشهود : يوم الجمعة.
وقيل : الشاهد يوم الأضحى، والمشهود يوم عرفة.(٥)
وبعد ما ذكر هذه الأقوال في ( الشاهد والمشهود ) الإمام الطبري قال :
(٢) ت : صلاح بن سالم باعثمان، ج : أم القرى.
(٣) رواه عنهم الطبري في تفسيره ٢٩/١٥٨.
(٤) ينظر : تفسير ابن كثير ٤/٤٩٢ وراجع : فتح القدير ٥/٥٢٤.
(٥) ينظر في هذه الأقوال ومن قال بها تفسير الطبري ٣٠/١٥٩ـ ١٦١ وفي بعضها وغيرها : تفسير البغوي ٤/٥٨٦ وتفسير القرطبي ٢٤٨ـ٢٥٠ وتفسير ابن كثير ٤/٤٩٢ وأضواء البيان ٩/١٣١ـ ١٣٥.
سورة الفجر
قال تعالى :﴿ وَالشَّفْعِ حچّ؟uqّ٩$#ur ﴾ [ الفجر : ٣ ]
[١٠٢] قال الحسين بن الفضل: ( الشفع: درجات الجنة، لأنها ثمان، والوتر دركات النار، لأنها سبع، كأنّ الله تعالى أقسم بالجنة والنار ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٥٣٢(٢)
الدراسة
ذُكر في معنى الشفع والوتر أقوالٌ كثيرة جداً حتى قال الزمخشري: " وقد أكثروا في الشفع والوتر حتى كادوا يستوعبون أجناس ما يقعان فيه، وذلك قليل الطائل جدير بالتلهي عنه".(٣)
وذكر فيها ابن جرير في تفسيره نحوا ً من أربعة أقوال:
١- الشفع: يوم النحر، والوتر، يوم عرفة.
٢- الشفع : اليومان بعد النحر، والوتر : اليوم الثالث.
٣- الصلاة المكتوبة منها الشفع كصلاة الفجر والظهر، ومنها الوتر كصلاة المغرب.
٤- الشفع : الخلق كله والوتر : الله.(٤)
ورجح الأخير الشنقيطي ودللَّ لذلك.(٥)
ولم يجزم الطبري بواحد منها وقال :" إن الله ـ تعالى ذكره ـ أقسم بالشفع والوتر، ولم يخصص نوعاً من الشفع ولا من الوتر دون نوع بخبر ولا عقل، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل إنه داخل في قسمه هذا، لعموم قسمه بذلك ".(٦)
أما عن قول الحسين بن الفضل فلعل الصحيح هو ما نقله ابن عطية عنه حيث نسب إليه قوله " الشفع أبواب الجنة لأنها ثمانية أبواب، والوتر أبواب النار لأنها سبعة أبواب ".(٧)
(٢) ت : صلاح بن سلام باعثمان، ج : أم القرى.
(٣) الكشاف ٤/٧٤٦ وقد ذكر في معناهما ثلاثة أقوال، و أوصلها ابن الجوزي في زاد المسير ٩/١٠٤ إلى عشرين قولاً، وينظر البحر المحيط ٨/٤٦٣.
(٤). ينظر في هذه الأقوال وقائليها: تفسيره ٣٠/٢٠٦ـ٢٠٩ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠/٣٤٢٣-٣٤٢٤.
(٥) ينظر : الأضواء ٩/٢١٠/٢١١.
(٦) تفسيره ٣٠/٢٠٩.
(٧) المحرر الوجيز ٥/٤٧٧.
سورة الشرح
قال تعالى ﴿ وَوَضَعْنَا y٧Ztم وِزْرَكَ ﴾ [ الشرح : ٢ ]
[١٠٣] قال الحسين ابن الفضل: ( يعني الخطأ والسهو ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)١/١٣٤(٢)
الدراسة
الوزر: الحِمْلُ الثقيل من الإثم، وقد وَزَرَ يَزِر، وهو : وازر، والمفعول : موزور.
والوزير : الذي يسْتَوْزِره الملك ُ، فيَستعينُ برأيه، وحالته: الوزارة.
وأوزار الحرب: آلتها، لا تُفرد، ولو أفْرِد لقيل وِزْر، لأن يرجع إلى الحمل الثقيل(٣).
وقال مجاهد(٤)وقتادة وابن زيد والحسين وجمهور المفسرين: الوزر هنا، الذنوب(٥).
وقد أُفرد هنا وأُطلق ولم يُبيَّن ما هو نوعه، فاختلف فيه المفسرون :
فقال : قتادة : كانت للنبي - ﷺ - ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له.
وقال الضحاك : يعني الشرك الذي كان فيه.
قال الفراء :" يقول : إثم الجاهلية "(٦).
وقال القرطبي :" أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية، لأنه كان - ﷺ - في كثير من مذاهب قومه، وإن لم يكن عبد صنماً ولا وثناً "(٧)
وقال ابن جرير:" وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها(٨).
وقال الزجاج :" أي وضعنا عنك إثمك أن غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر "(٩)وهذا قول مجمل.
وذكر البغوي(١٠)وابن كثير(١١)في تفسيرهما أن قوله تعالى ﴿ وَوَضَعْنَا y٧Ztم وِزْرَكَ ﴾
(٢) ت : أحمد بن محمد البريدي، ج : أم القرى.
(٣) العين ٤/٣٦٦.
(٤) رواه عنه ابن جرير في تفسيره ٣٠/٢٨٤، وابن أبى حاتم في تفسيره ١٠/٣٤٤٥.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ٥/٤٩٦.
(٦) معاني القرآن ٣/٢٧٥.
(٧) تفسيره ٢٠/٩٧ وينظر : أضواء البيان ٩/٣١٢.
(٨) تفسيره ٣/٢٨٤.
(٩) معاني القرآن وإعرابه ٥/٣٤١ وينظر : إعراب القرآن للنحاس ٥/١٥٦.
(١٠) ٤/٦٣٩.
(١١) ٤/٥٢٤.
سورة التكاثر
قال تعالى ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [ التكاثر : ٨ ]
[١٠٤] قال الحسين بن الفضل :( تخفيف الشرائع وتيسير القرآن ).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٣٨٤(٢)
الدراسة
النعمة هي الحالة الحسنة(٣)والنعماء اسم النعمة، والنعيم : الخفضُ والدَّعة.(٤)
والنعيم : النعمة الكثيرة(٥).
وأطلق النعيم المسؤول عنه في الآية ولم يحدده تعالى فاختلف فيه على أقوال كثيرة.(٦)
منها ما ذكره الطبري(٧): ١/ الأمن والصحة، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي - ﷺ - (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس : الصحة والفراغ )(٨)
٢/ الإدراك بحواس السمع والبصر، قال تعالى ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [ الإسراء : ٣٦ ].
٣/ العافية.
٤/ بعض ما يطعمه الإنسان أو يشربه.
(٢) ت : أحمد بن محمد البريدي، ج : أم القرى.
(٣) ينظر : المفردات ص : ٥٠١
(٤) العين : ٤/٢٤٤.
(٥) المفردات ص : ٥٠١.
(٦) ينظر : تفسير القرطبي ٢٠/١٦٣.
(٧) ينظر في هذه الأقوال ومن قال بها : تفسير الطبري ٣٠ / ٣٤٦ -٣٥٠ وفي بعضها : تفسير ابن أبي حاتم ١٠/٣٤٦٠-٣٤٦٢.
(٨) في ( الرقاق ) باب : الصحة والفراغ، ولا عيش إلا عيش الآخرة ح : ٦٤١٢ ص : ١١١٣.
سورة الكوثر
قال تعالى ﴿ إِنَّا y٧"sYّ‹sـôمr& uچrOِqs٣ّ٩$# ﴾ [ الكوثر : ١ ]
[١٠٥] قال الحسين بن الفضل: (الكوثر شيئان: تيسير القرآن، وتخفيف الشرائع).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٤٤٣(٢)
الدراسة
اختلف أهل التأويل في الكوثر، فقيل علمٌ على نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه محمد - ﷺ -
روى البخاري قول النبي - ﷺ - ( أتيتُ على نهر حافَّتاه قباب اللؤلؤ مجوَّف، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر ).(٣)
وقيل هو حوض النبي - ﷺ -
روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قوله : بينا رسول الله - ﷺ - ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال :( أُنزلت علي آنفاً سورة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِنَّا y٧"sYّ‹sـôمr& uچrOِqs٣ّ٩$# (١) فَصَلِّ y٧خn/uچد٩ ِچutùU$#ur (٢) إِن y٧y¥دR$x© هُوَ مژyIِ/F{$# (٢) ﴾ ثم قال :( أتدرون ما الكوثر؟) فقلنا الله ورسوله أعلم قال: (فإنَّه نهرٌ وعدنيه ربِّي عز وجل عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيُخْتَلج(٤)العبد منهم، فأقول: ربِّ إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثوا بعدك )(٥).
وقال ابن عباس في الكوثر : هو الخير الذي أعطاه الله إياه(٦)
(٢) ت : أحمد بن محمد البريدي، ج : أم القرى.
(٣) التفسير ) ح : ٤٩٦٤، ص : ٨٩٠
(٤) الخَلْجُ : جذبُك شيئاًُ أخرجته من شيء.. ويقال : إنَّ الخَلْج : الانتزاع. العين ٢/٤٣٠/٤٣١.
(٥) في ( الصلاة ) ح : ٨٩٤، ص : ١٧٠.
(٦) رواه البخاري عنه في ( التفسير ) ح : ٤٩٦٦، ص : ٨٩٠..
سورة الإخلاص
قال تعالى ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [ الإخلاص : ٢ ]
[ ١٠٦] قال الحسين بن الفضل: (هو الأزليُّ بلا ابتداء).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٥٦٥.
[ ١٠٧ ] وقال أيضا ً ( هو الذي يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، ولا معقب لحكمه، ولا رادّ لقضائه )
الكشف والبيان للثعلبي(٢)٢/٥٦٦(٣).
الدراسة
قال الجوهري :" الصمد : المكان المرتفع الغليظ.. والمصمد: لغة في المصمت، وهو الذي لا جَوف له. والصِّماد: عِفاصُ القارورة. وصَمَدَه يَصْمُدُه صَمْدَاً، أي قصَده والصمد: السيِّد، لأنه يُصْمَدُ إليه في الحوائج.. "(٤).
قال أبو عبيدة :" هو الذي يُصْمَد إليه، ليس فوقه أحد والعرب كذلك تسمِّي أشرافها "(٥).
وقال البخاري :" والعرب تُسَمِّي أشْرافها الصمد ".(٦)
وذكر ابن جرير في معنى الصمد أقوالاً عدة(٧):
فعن ابن عباس ومجاهد وغيرهما : الذي ليس بأجوف، وقال الشعبي : الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب.
وقال عكرمة : الذي لم يخرج منه شيء.
وقال أبو العالية : الذي لم يلد(٨)ولم يولد لأنه ليس شيء يلد إلا سيورث ولاشيء يولد إلا سيموت، فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت.
وقال آخرون: هو السيد الذي قد انتهى سؤدده.
(٢) وافقه الرازي في تفسيره ٣٢/١٦٦ و القرطبي في تفسيره ٢٠/٢٢٦ في قوله (هو الذي يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء ).
(٣) ت : أحمد بن محمد البريدي، ج : أم القرى.
(٤) الصحاح ( صمد )
(٥) مجاز القرآن ٢/٣١٦.
(٦) في ( التفسير ) باب : قوله ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ ص : ٨٩٢..
(٧) ينظر في بعض هذه الأقوال : الأمالي لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي ٢/٢٨٩.
(٨) قال ابن كثير :" وقال الربيع بن أنس هو الذي لم يلد ولم يولد كأنه جعل ما بعده تفسيراً له وهو قوله :﴿ لَمْ ô$ح#tƒ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ وهو تفسير جيد" ٤/٥٧٠..
سورة الفلق
قال تعالى ﴿ وَمِنْ حhچx© حَاسِدٍ إِذَا y‰|،xm ﴾ [ الفلق : ٥ ]
[ ١٠٨] قال الحسين بن الفضل: ( جمع الله الشرور في هذه السورة وختمها بالحسد ليُعلم أنَّه أخسُّ الطبائع).
الكشف والبيان للثعلبي(١)٢/٥٨٩(٢)
الدراسة
أمر الله تعالى نبيه بأن يستعيذ برب الفلق من شر ما خلق
ومن شر الليل إذا دخل ومن شر السواحر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد، والحسد هو: تمنِّي زوال نعمة من مستحقٍّ لها. وربما كان مع ذلك سعيٌ في إزالتها(٣)وذكر القرطبي أنه تمنَّى زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.(٤)
وقد ذكر الله تعالى في هذه السورة العظيمة أنواع الشرور عموماً، ثمَّ خصَّ الليل إذا دخل وغشى الدنيا بظلامه، والسحر الخفي الذي لا يُعلم، والحاسد إذا حسد والعائن كذلك يعين في خفاء مع أن هذه الثلاثة داخلة في قوله تعالى ﴿ وَمِنْ حhچx© حَاسِدٍ إِذَا y‰|،xm ﴾.
قال الزمخشري: في قوله ﴿ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ "تعميمٌ، أي كلُّ ما يستعاذ منه، فما معنى الاستعاذة بعده من الغاسق والنفاثات والحاسد ؟ قلتُ : قد خص شر هؤلاء من كل شر لخفاء أمره، وأنه يلحق الإنسان من حيث لا يعلم، كأنما يغتال به"(٥).
وقال القرطبي: "هذه سورة دالةٌ على أن الله سبحانه خالق كل شر، وأمر نبيه - ﷺ - أن يتعوَّذ من جميع الشرور، فقال ﴿ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ وجعل خاتمة ذلك الحسد، تنبيهاً على عظمه، وكثرة ضرره، والحاسد عدوُّ نعمة الله "(٦).
(٢) ت : أحمد بن محمد البريدي، ج : أم القرى.
(٣) المفردات ص: ١٢٥.
(٤) ينظر: تفسيره ٢٠/٢٤٠.
(٥) الكشاف ٤/٨٢٢ وينظر نفس المصدر في سبب تعريف النفاثات وتنكير ( غاسق وحاسد ).
(٦) تفسيره ٢٠/٢٤٠.
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصَّالحات والصَّلاة والسَّلام على النَّبيِّ المصطفى المرسل رحمةً للعالمين وخاتم النّبيِّين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقياماً بالواجب العلمي الذي تصديت له فتحمَّلتُه، حاولتُ بقدر الاستطاعة جمع ودراسة أقوال الحسين بن الفضل في التفسير.
وكان من أهم نتائج هذا البحث الأمور التالية:
؟ أن الحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ عاش في عصر اتسم بالتفكك والاضطراب من الناحية السياسية والاجتماعية، أما من الناحية العلمية فقد كان عصراً مزدهراً بالعلم والعلماء وخاصة في موطنه (نيسابور) حيث العلماء متوافرون، والمدارس منتشرة، والمساجد تغص بحِلق العلم، حتى كانت نيسابور تُقْصد لطلب العلم مما كان له أكبر الأثر على الحسين بن الفضل، ولعله كان من ثمرات تلك الحركة العلمية المزدهرة مؤلفٌ خاصٌّ في المعاني للحسين بن الفضل.
؟ من المعلوم أن الحسين بن الفضل عاصر علماءً أفذاذاً كباراً في اللغة، وغيرها، مما كان له الأثر البالغ في بلوغه شأواً عظيماً في العلم.
؟ يتضح وبجلاء أنه أبحر في علم المعاني إلى حدٍّ أصبح فيه كالملهم، وتجد هذا في ثناء الأئمة عليه.
؟ مما جعل لتفسيره مكانة رفيعة يُحتاج إلى فهمها، إلا أنه وللأسف لم يصل كاملاً. ويبقى أن الله كتب على البشر النقص مهما بلغوا من المكانة والرفعة في العلم.
فالحسين ـ رحمه الله ـ والذي كانت عنايته باللغة لها النصيب الأكبر في ـ تفسيراته السابقة ـ قد يتوسع بالتفسير فيها وبأساليبها مما كان له الأثر الواضح في تحميل بعض آيات الله ما لا تحتمل، وتكليفها ما معناها غنيٌّ عنه، كإضمار محذوف، أو تقديم مؤخر أو العكس، وأهم من ذلك عدم التزامه بالمعتقد الصحيح لأهل السنة في بعض تفسيراته لبعض الآيات التي تمس العقيدة، وغير ذلك من التفسيرات الغريبة.
الفهارس
فهرس الآيات القرآنية(١)
م... اسم السورة... رقم الآية... أرقام الصفحات
١... الفاتحة... /٣١/٥٧/٥٨
=... ٢... /٦١/٦٣/١٠٥
=... ٤... /٦٥
=... ٢-٦
=... ٦... /٢٦/٦٧/٣٣٩/٣٤٠
=... ٧
٢... البقرة... /٧٢
=... ٣... /٨٤
=... ١٠
=... ١٥
=... ١٨
=... ٣٠... /٣٤/٨٨
٩٤/١٠٦/٢٨٩
=... ٣١
=... ٤٥
=... ٧٣... /١٠٣/١٠٤
=... ١٠٢... /١٠٦
=... ١٠٦
=... /١٠٨
البقرة... ١٤٣... /٤٠/٤٧/٢٠٣/٣٩٩
=... ١٥٨
=... ١٨٥
=... ١٩٤
=... ٢٤٥
=... ٢٥٥
=... ٢٥٧
=... ٢٦١
=... ٢٨٦
٣... آل عمران... /٧٢/٧٣
=... ٢٦... /١١١/١١٦
=... ٣٩
=... ٤٠... /١٢٠/١٢٣
=... ٤٦
=... ٥٥... /١٧٩
=... ٥٨
=... ٦٨
=... ٩٢
=... ١٣٥... /١٣٣
=... ١٥٩
=... ١٦٩
٤... النساء... /١٣٩/١٤٦
=... ١٠
=... ٣١... /١٣٩/١٤٢/١٥٠/٣٥٦
النساء... ٤٠
=... ٤١
=... ٤٨
=... ٦٤
=... ٦٩
=... ٨٢
=... ١١٠... /١٥٠
=... ١٣٦
=... ١٤٢
=... ١٥٢
=... ١٥٧/١٥٨/١٥٩
=... ١٥٩
٥... المائدة... /٧٠
=... ٤
=... ٥... /١٥٢
=... ٣١... /١٥٥
=... ٦٦
=... ٩٧
=... ١١٦
٦... الأنعام
=... ٢٣
=... ٢٥... /٢٥٩/٢٦١
=... ٣٥... /٢١٧
=... ٩٠... /٣١٢/٣٣٦
الأنعام... ١٠٧
=... ١٢٢
=... ١٢٧
٧... الأعراف
=... ١٣
=... ١٨
=... ٣٨... ٣٥٢
=... ٥٤... ١٨٠
=... ٦٤... /١٦٣
=... ٨٠
=... ٩٦
=... ١٤٥
=... ١٦٣... /١٦٨/١٧٠
=... ١٩٠... /١٧٣
=... ٢٠٦... /١٧٨
٨... الأنفال
=... ٣٠
٩... التوبة... /١٨٣
=... ٦
=... ٢٨
=... ٣٣... /١٩٣
=... ٤٠... /١٩٤
=... ٧٩... /٢٩٦
=... ١٠٠... /١٩٧
التوبة... ١٠٤
=... ١١٣
=... ١١٧
=... ١٢٨... /٥٧/٢٠٣
١٠... يونس... /٢٠
=... ٥٨
=... ٩٤... /٢١٢
=... ٩٩... /٢١٧
=... ١٠٤
١١... هود... /٢١٨
=... ٦٣... /٢٢٢
=... ٧٨
١٢... يوسف
=... ٤
=... ١٧
=... ٢٨... /١٣٩/١٤٧/١٤٨
=... ٣٠... ٣٢٥
=... ٨٤... ٣٢٧
يوسف... ١٠٠... ٣٠٧
=... ١٠٤... ٣١٤
١٣... الرعد... ١... ٣١٨
=... ٥... ٢٩٨
=... ٧... /٦٧
=... ١٩
الرعد... ٢٦
١٤... إبراهيم
١٥... الحجر
=... ٩
=... ٣٤
=... ٣٦
=... ٤٤
=... ٧٠
=... ٧١
=... ٨٧... /٥٠/٢٢٩/٢٣٠/٢٣٢
=... ٨٨... /٢٢٩
١٦... النحل... /
=... ٤٤
=... ٥٠
=... ٦٤
=... ٨٧
النحل... ٩٣... /٦٧
١٧... الإسراء... /٣٦٤
=... ٣١... /١٤٦/١٤٧
=... ٣٦
=... ١٠٢
=... ١٠٩
=... ١١٠
=... ١١١... /٢٤٠
١٨... الكهف
=... ٢٣/٢٤... ٣٤٢
=... ٣٧... ٣٨٦
١٩... مريم... ١... ٣١٨
=... ٧... /١٢٣
=... ٨
=... ٥٨... ٣٠٩
=... ٦٥... ٢٤٢
٢٠... طه... /٣... /٤٦/٢٤٦
=... ٤
=... ٥
=... ٤٣
=... ٤٤
=... ٤٣/٤٤
=... ١١٤... ٣٤٠
فهرس الأحاديث النبوية(١)
أطراف الأحاديث الصفحات
ـ (أتدري ما يوم الجمعة؟...)..................................................................... ١٣٩
ـ (أتيتُ على نهر حافَّتاه قباب اللؤلؤ مجوَّف...).......................................... ٤١٠
ـ (اجتنبوا السبع الموبقات...)...................................................................... ١٤٦
ـ (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث)............................................ ٣٦٣
ـ (اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلق له ).............................................. ٤٧/٣٥٠/٣٥١
ـ (اعمل ما شئت فقد غفرت لك)............................................................ ١٣٧
ـ (أمُّ القرآن هي السَّبع المثاني والقرآن العظيم).................................. ٢٣٠ /٢٣١
ـ (أن تدعو لله نداً وهو خلقك،...)............................................................ ١٤٧
ـ (... أنزلت عليَّ آنفاً سورة ) فقرأ:...)...................................................... ٤١٠
ـ (إنَّ الغلام الذي قتله الخضر...)............................................................... ٣٨٥
ـ (إن في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين...)...................................... ٤٠٢
ـ (إن الله رفيق يحب الرفق...)................................................ ٢٨/٥٨/٥٩/٦٠
ـ ( إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة ألف...)........................................... ٣٦٣
ـ (إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة ألفي...).......................................... ٣٦٣
ـ ( أن النبي - ﷺ - فدى رجلين من المسلمين برجل... )................................... ١٧٧
فهرس أقوال الحسين رحمه الله(١)
م... قول الحسين بن الفضل... الصفحة
١... لكل عالم هفوةٌ، وهذه نادرةٌ من مجاهد لأنه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه.... ٤٨
٢... سُمِّيت بذلك لأنَّها أمٌّ لجميع القرآن، تُقرأ في كل ركعة، وتُقدم على كل سورة، كما أنَّ أمَّ القرى إمامٌ لأهل الإسلام.... ٥١
٣... لأنَّها أوَّل سورة نزلت من السَّماء.... ٥٢
٤... الرَّحمنُ: الذي يرحمُ ويقدرُ على كشف الضُّرِّ ودفع الشَّرِّ، والرحيم: الذي يرقُّ، وربَّما لا يقدر على الكشف.... ٥٧
٥... هذا وهمٌ من الرَّاوي، لأنَّ الرِّقة ليست من صفات الله ـ تعالى ـ في شيء، وإنَّما هما اسمان رفيقان، أحدُهما أرفقُ من الآخر، والرِّفق من صفات الله ـ عزَّ وجلَّ ـ، قال النبي :- ﷺ - "إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ويعطي على الرِّفق مالا يُعطي على العنف".... ٥٨
٦... الرب الثابت من غير إثبات أحد، يقال: ربَّ بالمكان وأربَّ ولبَّ إذا أقام.... ٦١
٧... العالَمون: الناس، وقال: أهلُ كل زمان عالم.... ٦٣
٨... ﴿ إ٧د="tB يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ( يوم الطاعة).... ٦٥
٩... الهدى في القرآن على وجهين:... ٦٧
الوجه الأول: هدى دعاء وبيان؛ كقوله: ﴿ وَإِنَّكَ ü"د‰÷kyJs٩ إِلَى ٧ق¨uژإہ ٥Oٹة)tGَ،-B ﴾ وقوله: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾، ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ ِNكg"sY÷ƒy‰ygsù ﴾.
والوجه الثاني: هدى توفيق وتسديد، كقوله تعالى: ﴿ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾، وقوله: ﴿ y٧¯Rخ) لَا "د‰÷ksE مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾.
١٠... ﴿ xق¨uژإہ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ... ﴾ يعني أتممت عليهم النعمة فكم من منعم عليه محروب أو مسلوب.... ٦٩
١١... [tûüدiB!# ] من أمَّ إذا قصد أي نحن قاصدون نحوك ومنه قوله تعالى ﴿ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ tP#uچutù:$# ﴾.... ٧٠
١٢... ﴿ الم ﴾ ( هو من المتشابه).... ٧٢
١٣... ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ ة=ّ‹tَّ٩$$خ/ ﴾ إنَّ الإيمان مجرد التَّصديق بالقلب.... ٨٤
فهرس الآثار(١)
م... الأثر... القائل... رقم الصفحة
١... أخبر الله سبحانه أن الإيمان هو العروة الوثقى... ابن عباس
٢... إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع... ابن عباس
٣... الألف(الله) واللام (جبريل) والميم (محمد).... ابن عباس
٤... أم الكتاب لقد أخرجها الله لكم، فما أخرجها لأحد... ابن عباس
٥... أنا ممَّن يعلم تأويله.... ابن عباس
٦... أن آخر ما أنزل الله التوبة...... أنس
٧... أن آخر سورة أنزلت تامة سورة التوبة وآخر...... البراء
٨... إنكم لتعملون أعمالاً هي أدقُّ في............. ابن عباس
٩... إن الله خلق بني آدم مؤمناً وكافراً، ثم...... ابن عباس
١٠... ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ غرَّ بأمر الله... ابن عباس
١١... إنه يُلمُّ بالكبيرة ثم لا يعود إليها...... ابن عباس
١٢... بل معنى الشرك هو الذي نجسه... ابن عباس
١٣... تنكير العرش أنه زيد فيه ونقص... ابن عباس
١٤... سماه الله تعالى باسمين من أسمائه...... ابن عباس
١٥... السيد الذي قد كمُل سُؤدُده، والشريف الذي..... ابن عباس... ٤١٥/ ٤١٦
١٦... الشاهد هو يوم الجمعة وقالوا المشهود هو يوم عرفة... ابن عباس
١٧... الصبر عند المصيبة، والشكر عند النعمة... ابن عباس
١٨... (عمين) عميت قلوبهم عن معرفة التوحيد و......... ابن عباس
١٩... ( عمين ) عميت قلوبهم عن معرفة الله وقدرته... ابن عباس
٢٠... ( عمين) أي كفاراً... ابن عباس
٢١... فسميت مثاني لأنّ الله استَثْناها وادخرها لهذه الأمة... ابن عباس
٢٢... ﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا ﴾ ؟؟؟أغضبونا، أسخطونا... ابن عباس
٢٣... (فما تزيد ونني غير تخسير) فما تزيدونني غير بصارة... ابن عباس
٢٤... ﴿ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ ض`دB÷s-B ﴾ ؟فمنكم كافر في حياته..... الخدري
٢٥... ﴿ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ ض`دB÷s-B ﴾ فمنكم كافر يؤمن و...... ابن عباس
٢٦... ﴿ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ﴾ ؟؟؟اللوح المحفوظ... ابن عباس
٢٧... قال لننظر إلى عقلها، فوجدت ثابتة العقل... ابن عباس
فهرس الأعلام(١)
١ ــ آدم:
٣٥، ٣٨، ٩١، ٩٤، ١١٠، ١٢١، ١٢٣، ١٣١، ١٥٥، ١٧٣، ١٧٦، ١٧٧، ٢٨٨، ٢٨٩، ٢٩٠، ٣١٠.
٢ ــ إبراهيم عليه السلام:
١٠٩، ١١٠، ٢١٥، ٣٠٠، ٣٣٦، ٣٣٧، ٣٦٢، ٣٦٣.
٣ ــ إبراهيم بن محارب بن إبراهيم :
٤٢، ١٦٨.
٤ ــ إبراهيم بن مضارب:
٢٠، ٣٩٠.
٥ ــ ابن الأثير:
٢٢٠، ٢٤٧.
٦ ــ ابن إسحق:
١٣٤.
٧ ــ ابن الأعرابي:
١٢، ٢٢٣.
٨ ــ ابن الأنباري ( أبوالبركات):
١٠٧، ٢٥٠.
٩ ــ ابن بطة:
١٨١.
١٠ ــ ابن تيمية:
٢٤، ٤٩، ٥٠، ٨١، ٨٢، ١٠٢، ١٠٤، ١٤٨، ١٩٥، ١٩٦، ٢٢١، ٢٣٨، ٢٥٣، ٢٦١، ٢٨٠، ٢٨٩، ٢٩٢، ٢٩٨، ٣٤٩، ٣٦٣، ٣٦٥، ٣٨٧، ٤١٢، ٤١٦.
١١ ــ ابن جريرالطبري:
٢٥، ٦٦، ٧٥، ٧٦، ٧٧، ٧٨، ٨١، ٨٧، ٩١، ٩٤، ١٠١، ١٠٤، ١٠٧، ١١٠، ١١٤، ١٢٨، ١٣١، ١٣٤، ١٤٧، ١٥٠، ١٥٣، ١٥٦، ١٥٩، ١٦١، ١٧١، ١٧٥، ١٩٧، ٢٠٠، ٢٠٥، ٢١٢، ٢٢٧، ٢٣٥، ٢٣٦، ٢٤٢، ٢٥٠، ٢٥٢، ٢٥٦، ٢٥٨، ٢٥٩، ٢٦٤، ٢٦٦، ٢٦٧، ٢٧٨، ٢٨٨، ٢٩١، ٣٠١، ٣٠٧، ٣١٠، ٣١٣، ٣٢٢، ٣٢٩، ٣٤٤، ٣٥٦، ٣٥٨، ٣٦٦، ٣٧٩، ٣٩١، ٣٩٣، ٣٩٤، ٣٩٧، ٣٩٧، ٤٠٠، ٤٠١، ٤٠٥، ٤٠٧، ٤٠٨، ٤١٢، ٤١٤، ٤١٥.
١٢ ــ ابن جبير:
١٤١، ١٤٣، ١٥٩، ١٧٠، ١٧٥، ٢٢٦، ٢٨٣، ٣٠٠، ٣١٣، ٣٢٩، ٣٥٨، ٣٧٧، ٤١١.
ابن جزي الكلبي:
٢٥٩، ٢٧٥.
ابن الجوزي:
٣، ١٧٥، ١٨٤، ١٨٦، ٢٢٥، ٢٢٧، ٢٦٠، ٢٧٧، ٣١٣، ٣٢٥، ٣٦٧.
ابن حجر:
٢١، ٤٩، ٥٠، ٥٩، ٧٠، ١٢٩، ١٣٤، ٢٣٣، ٢٧٤، ٢٧٥، ٣٠٥، ٣١٥، ٣٤٨، ٣٧٥.
ابن حزم:
١٧٧.
ابن خزيمة:
٣٢٥.
ابن دُريد:
٦١.
ابن زيد:
١٢٩، ٢٥١، ٢٧٧، ٢٧٩، ٢٨٣، ٢٨٤، ٣٣٨، ٣٨٣، ٣٩٠، ٤٠٤.
ابن سيرين:
٢٧٩.
ابن الصلاح:
١٤٢، ١٤٥.
ابن عاشور:
فهرس المصادر والمراجع
١- الآيات المدعي نسخها بآية السيف مع بيان ما تقتضيه هذه الآية (عرض وتحليل)، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير، أعدها الطالب: عثمان بن معلم شيخ علي، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن والدراسات الإسلامية، شعبة التفسير وعلوم القرآن، ١٤١١ هـ -١٤١٢ هـ.
٢- الإبانة عن شريعة الفرق الناجية ومجانبة الفرق المذمومة: أبو عبد الله بن محمد بن بطة العكبري، تحقيق: أحمد بن فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط الأولى، ١٤٢٢ هـ.
٣- إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم أبي شامة، تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، مكتبة مصطفى، مصر.
٤- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: للشيخ حمود التويجري دار الصميعي، ط الثانية -١٤١٤ هـ.
٥- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر: شهاب الدين أحمد عبد الغني الدمياطي، تحقيق: أنس مهرة، دار الكتب العلمية، لبنان، ط الأولى – ١٤١٩ هـ.
٦- الإتقان في علوم القرآن : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت – ١٤٠٨ هـ.
٧- إثبات صفة العلو: عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، الدار السلفية، الكويت، ط الأولى – ١٤١٦ هـ.
٨- الإجابة لما استدركت عائشة: بدر الدين الزركشي، تحقيق : سعيد الأفغاني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط الثانية – ١٣٩٠ هـ.
٩- الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام : إبراهيم محمد العلي، دار القلم، دمشق، ط الأولى – ١٤١٦ هـ.
١٠- الأحاديث المختارة: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، ط الأولى -١٤١٠ هـ.
فهرس محتويات الرسالة
المقدمة:........................................................................................................ ٣
أهمية الموضوع وسبب اختياره:................................................................... ٤
أهداف البحث :......................................................................................... ٤
الدِّراسات السابقة:...................................................................................... ٥
خطة البحث:............................................................................................. ٥
تمهيد عن عصر الحسين بن الفضل وحياته:.................................................... ٩
أولاً: عصر الحسين بن الفضل:...................................................................... ٩
١ـ الحالة السياسية:........................................................................................ ٩
٢ـ الحالة الاجتماعية:.................................................................................. ١١
٣ـ الحالة العلمية:....................................................................................... ١٢
ثانياً: حياة الحسين بن الفضل:.................................................................. ١٤
اسمه ونسبه:........................................................................................... ١٤
مولده:.................................................................................................... ١٥
شيوخه وتلاميذه:.................................................................................... ١٥