بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، الذى شرفنا فجعلنا مسلمين، ولرسوله تابعين، وبهداه مهتدين، ولكتابه العظيم تالين، فما أعظمها من منة، و ما أحسنه من فضل.
....... أما بعد : فلقد أشار على أخ ُكريم وأعتز بمحبته، أن أكتب عن بعض علوم القرآن وفضائله، لتكون باباً طيباً يدخل منه أولئك الذين شغلتهم المعايش واكتساب الأسباب من الرزق، فيغترفونَ من معينه، وإن أرادوا الزيادة فعليهم بالرجوع إلى أمهات الكتب، فما كتبته وجمعته وأعددته من بطون الكتب لأفرده على هذه الصفحات القليلات كان على قدرى ووسع طاقتى وليس لى منه إلا المنهج و الأسلوب و حسن الصياغة، و تيسير ما استعسر من الألفاظ، وما استغلق من المفاهيم راجياً الله أن يجعل هذا فى ميزان حسناتى ليتجاوز به عن سيئاتى وأن ينفع به المسلمين فى كل وقتٍ وحين وأن يصلى اللهم ويسلم على سيد الأولين و الآخرين وأن يجمعنا به فى يوم الدين وأن تجعل اللهم القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وأن تذكرنا منه ما نُّسينا وتعلمنا منه ما جهلنا، وترزقنا شرف وحسن تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وأجعله اللهم حجة لنا لا علينا، ويسر لنا حفظه والعلم به والعمل بما فيه، وأن نتلوه على النحو الذى يرضيك عنا واللهم صلى على محمد وآله، وهون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كُرَبَ السياق، وجَعْدِ الأنين، وتَرَادُف الحشاريج إذا بلغت النفوس التراقى، و قيل من راق، وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب، ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق، فاللهم ارحمنا، واشرح بالقرآن صدورنا واستعمل بالقرآن أبداننا، ونّور بالقرآن أبصارنا، وأطلق بالقرآن ألسنتنا، وأعِنَّا عليه، ما أبقيتنا، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.
و الله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين.....
المؤلف
تدوين وجمع القرآن


الصفحة التالية
Icon