والوجه الثاني يقال لهذه النون في المبهمات بدل من الألف المحذوفة والياء المحذوفة وهما حرفان في الأصل من نفس الكلمة والنون في التثنية في قولك برهانان ورجلان بدل من التنوين الذي هو زائد وعارض في الكلمة فجعلت للنون التي هي بدل من الأصل مزية على النون التي هي بدل من عارض في الأصل وتلك المزية التشديد
وقرأ الباقون جميع ذلك بالتخفيف وحجتهم أن من كلام العرب أن يحذفوا ويعوضوا وأن يحذفوا ولا يعوضوا فمن عوض آثر تمام الكلمة ومن لم يعوض آثر التخفيف ومثل ذلك في تصغير مغتسل تقول مغيسل ومغيسيل فمن قال مغيسل لم يعوض من التاء شيئا ومن قال مغيسيل عوض من التاء
لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ١٩
قرأ حمزة والكسائي أن ترثوا النساء كرها بالضم قرأ الباقون بالنصب واختلف الناس في الضم والفتح فال ابن عباس من قرأ كرها بالضم أي بمشقة ومن قرأ كرها بالفتح أي إجبارا أي أجبر عليه جعل ابن عباس الكره فعل الإنسان و الكره ما أكره عليه صاحبه تقول كرهت الشيء كرها وأكرهت على الشيء كرها قال أبو عمرو والكره ما كرهته والكره ما استكرهت عليه ويحتج في ذلك بقول الله جل وعز كتب