وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ٣٢
قرأ ابن عامر ولدار الآخرة بلام واحدة الآخرة جر وحجته في ذلك إجماع الجمي على قوله في سورة يوسف كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة بلام واحدة فرد ابن عامر ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وقرأ الباقون وللدار الآخرة بلامين الآخرة رفع نعت وحجتهم ما في سورة الأعراف والدار الآخرة خير للذين يتقون
قرأ نافع وابن عامر وحفص أفلا تعقلون بالتاء أي قل لهم أفلا تعقلون
وقرأ الباقون بالياء وحجتهم أن صدر الآية خبر
قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ٣٣
قرأ نافع ليحزنك بضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن إلا في سورة الأنبياء فإنه قرأ لا يحزنهم بفتح الياء وضم الزاي فإن سأل سائل فقال لم خالف أصله الجواب عنه ما ذكره سيبويه أن بين أحزنته و حزنته فرقانا وهو أن أحزنته أدخلته في الحزن وحزنته أوصلت إليه الحزن فقولهم لا يحزنهم الفزع الأكبر أي لا يصيبهم أدنى حزن فإذا قلت أحزنته أي أدخلته في الحزن أي أحاط به وما اهتدى إلى هذا الفرقان غير نافع