وقيل اللبث وجب أن يكون اسم الفاعل فاعلا لما كان اللبث كاللقم ومن قرأ لبثين جعل اسم الفاعل فعلا وقد جاء غير حرف من هذا النحو على فاعل وفعل نحو رجل طامع طمع وآثم وأثم وعلى هذا نقول لبث فهو لابث ولبث في لا يسمعون فيها لغوا ولا كذبا ٣٥
وقرأ الكسائي لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد فهو مصدر كذب يكذب كذابا وأصل مصدر فعلت إنما هو فعال لأنك إذا جاوزت الثلاثة من الأفعال بالزيادة فوزن المصدر على وزن الفعل الماضي بزيادة الألف في المصدر قبل آخره وذلك نحو أكرم إكراما وانطلقت انطلاقا فاصل مصدر فعلت إنما هو فعال فمن كذبته كذابا وكلمته كلاما قال سيبويه قوله كلمته تكليما وسلمته تسليما وكذبته تكذيبا إنما كرهو التضعيف فالتاء عوض من التضعيف والياء التي قبل الآخر كالألف في قوله كذابا وحجتهم إجماع الجميع على قوله وكذبوا بآياتنا كذابا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
فأما الكذاب بالتخفيف فهو مصدر كذب كذابا مثل كتبه كتابا وحسبه حسابا كذا قال الخليل قال الأعشى... فصدقتهم وكذبتهم... ولمرء ينفعه كذابه