الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد:
فهذا مختصر جمعت فيه ما ينبغي للقارئ أن يعلمه من مباحث الاستعاذة والتكبير ورتبته على مقصدين جامعين للغرض من هذين الفنين:-
المقصد الأول: في الكلام على الاستعاذة وفيها خمسة مباحث:
المبحث الأول: في حكمها استحباباً أو وجوباً.
المبحث الثاني: في محلها وما ورد فيه من الخلاف.
المبحث الثالث: في صيغتها وما ورد فيها من الآثار.
المبحث الرابع: في حكم الجهر بها والإخفاء.
المبحث الخامس: في حكم الوقف عليها ووصلها بما بعدها وما ورد في ذلك.
والمقصد الثاني: في الكلام على التكبير وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في سببه ومحله واختلاف الأئمة فيهما وما ورد فيه من الأوجه.
المبحث الثاني: في رواته.
المبحث الثالث: في صيغته.
وأسأل الله تعالى من فضله الكريم، أن ينفع به النفع العميم كل من تلقا سليم، وأن يجعله سبباً للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم.
وهذا أوان الشروع فيه فأقول متوكلاً على من بفضله وجوده ينال المأمول:
الاستعاذة مصدر استعاذ: أي: طلب العوذ والعياذ، ويقال لهما: التعوذ، هو مصدر تعوذ بمعنى فعل العوذ، ومعنى العوذ والعياذ في اللغة اللجأ والامتناع والاعتصام. فإذا قال القارئ: أعوذ بالله، فكأنه قال: ألجأ واعتصم وأتحصن بالله، ثم صار كل من التعوذ والاستعاذة حقيقة عرفية عند القراء في قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو غيره من الألفاظ الواردة، فإذا قيل لك: تعوذ أو استعذ فالمراد قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والاستعاذة ليست من القرآن بالإجماع، ولفظها لفظ الخبر ومعناه الإنشاء؛ أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم. والكلام عليها في مباحث.
* * *
المبحث الأول: في حكمها استحباباً أو وجوباً:


الصفحة التالية
Icon