﴿هو أنشأكم﴾ أَيْ: خلقكم ﴿من الأرض﴾ من آدم وآدم خُلق من تراب الأرض ﴿واستعمركم فيها﴾ جعلكم عمَّاراً لها
﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قبل هذا﴾ وذلك أنَّ صالحاً عليه السَّلام كان يعدل عن دينه ويشنأ أصنامهم وكانوا يرجون رجوعه إلى دين غشيرته فلمَّا أظهر دعاءهم إلى الله تعالى زعموا أنَّ رجاءهم انقطع منه وقوله ﴿مريب﴾ موقعٍ في الرِّيبة
﴿قال يا قوم أرأيتم﴾ الآية يقول: أعلمتم مَنْ ينصرني من الله أَيْ: مَنْ يمنعني من عذاب الله إِنْ عَصَيْتُهُ بعد بيِّنةٍ من ربِّي ونعمةٍ ﴿فما تزيدونني غير تخسير﴾ أَيْ: ما تزيدونني باحتجاجكم بعبادة آبائكم الأصنام وقلكم: ﴿أتنهانا أن نعبدَ ما يعبدُ آباؤُنا﴾ إلاَّ بنسبتي إيَّاكم إلى الخسارة أَيْ: كلَّما اعتذرتم بشيءٍ زادكم تخسيراً وقيل معنى الآية: ما تزيدونني غير تخسيرٍ لي إن كنتم أنصاري وعنى التَّخسير: التَّضليل والإِبعاد من الخير وقوله:
﴿وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عذاب قريب﴾