﴿وامرأته﴾ سارة ﴿قائمة﴾ وراء السِّتر تتسمَّع إلى الرُّسل ﴿فضحكت﴾ سرورا بالأمن قالوا: ﴿إنا أرسلنا إلى قوم لوط﴾ وذلك أنَّها خافت كما خاف إبراهيم عليه السَّلام فقيل لها: يا أيتها الضَّاحكة ستلدين غلاماً فذلك قوله: ﴿فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق﴾ أَيْ: بعده ﴿يعقوب﴾ عليهما السَّلام وذلك أنَّهم بشَّروها بأنَّها تعيش إلى أن ترى ولد ولدها
﴿قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز﴾ وكانت بنت تسع وتسعين سنةً ﴿وهذا بعلي شيخاً﴾ وكان ابن مائة سنة واثنتي عشرة سنة ﴿إنَّ هذا﴾ الذي تذكرون من ولادتي على كبر سنِّي وسنِّ بعلي ﴿لشيء عجيب﴾ معجب
﴿قالوا أتعجبين من أمر الله﴾ قضاء الله وقدره ﴿رحمة الله وبركاته عليكم أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ يعني: بيت إبراهيم عليه السَّلام فكان من تلك البركات أنَّ الأسباط وجميع الأنبياء كانوا من إبراهيم وسارة وكان هذا دعاءً من الملائكة لهم وقوله: ﴿إنّه حميدٌ﴾ أي: محمود ﴿مجيد﴾ كريمٌ
﴿فلما ذهب عن إبراهيم الروع﴾ الفزع ﴿وجاءته البشرى﴾ بالولد ﴿يجادلنا﴾ أَيْ: أقبل وأخذ يجادل رسلنا ﴿في قوم لوط﴾ وذلك أنَّهم لما قالوا لإِبراهيم عليه السلام: ﴿إنا مهلكوا أهلِ هذه القرية﴾ قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا: لا قال: فأربعون؟ قالوا: لا فما زال ينقص حتى قال: فواحدٌ؟ قالوا: لا فاحتجَّ عليهم بلوط و ﴿قَالَ: إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا: نَحْنُ أَعْلَمُ﴾ الآية فهذا معنى جداله وعند ذلك قالت الملائكة: