تفسير سورة الحجرات
فهد بن ناصر السليمان
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين وناصر المؤمنين ومخزي الظالمين والمنافقين أحمده حمداً كثيراً وأشكره شكراً جزيلاَ، وأصلي وأسلم على الهادي البشير والسراج المنير الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور وتركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
إن مما منَّ الله به علينا أن يسر لنا هذه الدروس العلمية المباركة لعدد من العلماء المخلصين في نشر العلم، فهم مصابيح الدجى وأعلام الهدى بهم يهتدي الحائر ويرجع إليهم السائل، حفظهم الله وبارك فيهم، ومن هؤلاء العلماء فضيلة الشيخ: فهد بن ناصر السليمان ـ حفظه الله ـ.
فقد طَلب منه إلقاء درس بجمعية البر الخيرية بالخرج بعنوان تفسير سورة الحجرات، فبادر حفظه الله إلى ذلك وعند انتهاء هذه الدورة العلمية طَلب من الشيخ أن يكتب هذا التفسير القيم في مذكرة ليكون أقرب في مراجعته واستذكاره وأيسر في فهمه، وقد أجاب الشيخ رغبتهم وأوصاني بجمع ماذكره في هذه الدورة حفظه الله، وقد كتبت ماتيسر لي أن أكتبه ولله الحمد والمنة ثم عرضته على الشيخ.
وهذا التفسير مناسب للمعلم لطلابه، والأب لأبنائه، ومدرس الحلقة لتلاميذه ؛ لتميزه بسهولة أسلوبه، وقلة ألفاظه، وعدم التكلف، وذكر أسباب النزول، وتميزه بالاستدلال بأقوال النبي ـ ﷺ ـ وأقوال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وأقوال العلماء المتقدمين والعلماء المعاصرين، وذكر بعض المسائل التي يُحتاج إليها، وذكر الفوائد المستنبطة بعد كل آية ومنها يتعلم الإنسان كيفية الاستنباط، فعلى القاريء أن يقرأ هذا التفسير بتمعن حتى يفهم المعنى فهماً صحيحاً وأن يركز على الفوائد والآداب وأن يطبقها في حياته وأن يعلِّمها غيره.