﴿ولقد أرسلنا موسى بآياتنا﴾ يريد: التَّوراة وما أنزل الله فيها من الأحكام ﴿وسلطان مبين﴾ وحجَّةٍ بيِّنةٍ وهي العصا
﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ بمرشدٍ إلى خيرٍ
﴿يقدم قومه﴾ يتقدَّمهم إلى النَّار وهو قوله: ﴿فأوردهم النار﴾ أدخلهم النار ﴿وبئس الورد المورود﴾ المدخل المدخول
﴿وأتبعوا في هذه﴾ الدنيا ﴿لعنة﴾ يعني: الغرق ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ يعني: ولعنة يوم القيامة وهو عذاب جهنَّم ﴿بئس الرفد المرفود﴾ يعني: اللَّعنة بعد اللَّعنة وقوله:
﴿منها قائمٌ وحصيد﴾ أَيْ: من القرى التي أُهلكت قائمٌ بقيت حيطانه وحصيدٌ مخسوفٌ به قد مُحي أثره
﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ﴾ بالعذاب والإِهلاك ﴿وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ بالكفر والمعصية ﴿فما أغنت عنهم﴾ ما نفعتهم وما دفعت عنهم ﴿آلهتهم التي يدعون﴾ يعبدون ﴿من دون الله﴾ سوى الله ﴿وما زادوهم﴾ وما زادتهم عبادتها ﴿غير تتبيب﴾ بلاءٍ وهلاكٍ وخسارةٍ
﴿وكذلك﴾ وكما ذكرنا من أهلاك الأمم ﴿أخذ ربك﴾ بالعقوبة ﴿إذا أخذ القرى وهي ظالمة﴾ يعني: أهلها
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ يعني: ما ذكر من عذاب الأمم الخالية ﴿لآية﴾ لعبرةً ﴿لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ له الناس﴾ لأنَّ الخلق كلهم يحشرون ويجمعون لذلك اليوم ﴿وذلك يوم مشهود﴾ يشهد البرُّ والفاجر