﴿قل نزله روح القدس﴾ جبريل عليه السَّلام ﴿من ربك﴾ من كلام ربِّك ﴿بالحق﴾ بالأمر الحقِّ ﴿لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بما فيه من الحجج والآيات ﴿وهدىً﴾ وهو هدىً
﴿ولقد نعلم أنَّهم يقولون إنما يُعلِّمه﴾ القرآنَ ﴿بشرٌ﴾ يعنون عبداً لبني الحضرمي كان يقرأ الكتب ﴿لسان الذي يلحدون إليه﴾ لغةُ الذي يميلون القول إليه ويزعمون أنَّه يُعلِّمك ﴿أعجميّ﴾ لا يُفصح ولا يتكلَّم بالعربية ﴿وهذا﴾ يعني القرآن ﴿لسان﴾ لغى ﴿عربيّ مبين﴾ أفصح ما يكون من العربيَّة وأبينه ثم أخير أن الكاذبين هم فقال:
﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ الله﴾ لأنَّهم يقولون لما لا يقدر عليه إلاَّ الله هذا من قول البشر ثمَّ سمَّاهم كاذبين بقوله: ﴿وأولئك هم الكاذبون﴾
﴿مَنْ كفر بالله من بعد إيمانه﴾ هذا ابتداء كلام وخبره في قوله: ﴿فعليهم غضب من الله﴾ ثمَّ استثنى المُكره على الكفر فقال: ﴿إلاَّ مَنْ أكره﴾ أَيْ: على التَّلفظ بكلمة الكفر ﴿وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صدراً﴾ أَيْ: فتحه ووسَّعه لقبوله
﴿ذلك﴾ الكفر ﴿بأنهم استحبوا الحياة الدنيا﴾ اختاروها ﴿على الآخرة وأنَّ الله﴾ لا يهديهم ولا يريد هدايتهم ثمَّ وصفهم بأنَّهم مطبوعٌ على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأنَّهم غافلون عمَّا يُراد بهم ثمَّ حكم عليهم بالخسار وأكد ذلك بقوله: