المعاني الواردة في آيات سورة ( يونس )
﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هذالَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ﴾
قال ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ القدم ها هنا: التقديم، كما تقول: "هؤلاء أَهْلُ القَدَمِ [١٣١ ء] في الإسلام" أي: الذين قدموا خيرا فكان لهم فيه تقديم.
﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذلك إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾
وقال ﴿وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ﴾ ثقيلة فجعل (وَقَدَّرُهُ) مما يتعدى الى مفعولين كأنه "وجعله منازل". وقال ﴿جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ فجعل القمر هو النور كما تقول: "جَعَلَهُ اللهُ خَلْقاً" وهو "مخلوق" و"هذا الدِرْهَمُ ضَرْبُ الأَمِير". وهو "مضروب". وقال ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ فجعل الحسن هو المفعول كالخلق.
وقال ﴿وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ﴾ وقد ذكر الشمس والقمر كما قال ﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ﴾.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾
[١٣١ ب] وقال: ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ﴾ كأنه جعل (تَجْرِي) مبتدأة منقطعة من الأول.
المعاني الواردة في آيات سورة ( يونس )
﴿ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذلك زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾
وقال ﴿كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ﴾ و﴿كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً﴾ وهذا في الكلام كثير وهي "كَأَنَّ" الثقيلة ولكنه اضمر فيها فخفف كما تخفف (أَنَّ)* ويضمر فيها وانما هي "كَأَنْهُ لَمْ" وقال الشاعر: [من الخفيف وهو الشاهد الثامن والعشرون بعد المئتين]:
*وَيْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْبَبْ وَمَنْ يَفْتقِرْ يَعِشْ عَيْشُ ضرِّ*
وكما قال [من الهزج وهو الشاهد التاسع والعشرون بعد المئتين]:
[وصَدْرٍ مُشْرِقِ النَّحْرِ] * كَأَنْ ثَدْياهُ حُقّانِ
أي: كَأَنْهُ ثَدْياهُ حُقَّانِ. وقال بعضهم "كَأَنْ ثَدْيْيهِ" فخففها واعلمها ولم يضمر فيها كما قال ﴿إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ أراد معنى الثقيلة فأَعْمَلَها كما يُعْمِل الثقيلة ولم يضمر فيها.
﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾
وقال ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ علىخبر "كان" كما قال ﴿إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾. [أي]* "إن كانت تلك إلا صيحة واحدة".