﴿وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ﴾ على الحقِّ بعصمتنا إيَّاك ﴿لقد كدت تركن﴾ تميل ﴿إليهم شيئاً﴾ ركوناً ﴿قليلاً﴾ ثمَّ توعَّد على ذلك لو فعله فقال:
﴿إذاً لأذقناك ضعف الحياة﴾ ضِعْفَ عذاب الدُّنيا ﴿وضعف الممات﴾ وضعف عذاب الآخرة يعني: ضعف ما يعذِّب به غيره
﴿وإن كادوا لَيَسْتَفزٌّونَكَ﴾ يعني: اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ الأنبياء بُعثوا بالشَّام فإنْ كنت نبيَّاً فالحق بها فإنَّك إنْ خرجتَ إليها آمنَّا بك فوقع ذلك في قلبه لحبِّ إيمانهم فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية ومعنى ليستفزونك: ليزعجونك ﴿من الأرض﴾ يعني: المدينة ﴿وإذا لا يلبثون خلافك إلاَّ قليلاً﴾ أعلم الله سبحانه أنَّهم لو فعلوا ذلك لم يلبثوا حتى يستأصلوا كسنَّتنا فيمن قبلهم وهو قوله:


الصفحة التالية
Icon