الآية: العلامة. الكتاب: القرآن الكريم. المحكم، وذو الحكمة. قدم صدق: سابقةٌ حسنة، والمنزلة الرفيعة. مبين: ظاهر.
الر: هذه الحروف تقرأ ساكنةَ غير معربة هكذا «الف. لام. را» وقد بدأ الله تعالى بها السورة لتنبيه السامع الى ما يتلى عليه، وفي ذلك اشارة الى ان القرآن مكون من مثل هذه الحروف، ومع ذلك عجزتم ايها المشركون عن ان تأتوا بمثله.
﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إلى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ الناس وَبَشِّرِ الذين آمنوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ﴾.
ما كان للناس ان يعجبوا وينكروا إنزال الوحي على رجل من جنسهم. ولِمَ هذا التعجب والانكار، والله قادر على ان يتصل بأي عبد من عباده ويصطفيه برسالته، ﴿الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الانعام: ١٢٤] وان لسيدنا محمد ﷺ من الصفات والمكرمات ما يؤهّله الرسالة الكريمة.
وبعد ان بيّن الله عجبَ الكافرين من الوحي الى النبي الكريم بيّن حقيقةَ ما أوحى به إليه، وهو انذارُ الناس وتحذيرهم من عذابا لله، وتبشيرُ المؤمنين بأ، هلم منزلةً عالية عند ربهم نالوها بصدق القول وحسن النية.
﴿قَالَ الكافرون إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ﴾.
فلما أتاهم بوحي الله وتلاه علهيم قالوا: ان هذا الرجلَ ساحرٌ أمره واضح، فما جاءَ به سحرٌ لأنه خارق للعادة في تأثيره على الناس، وحذْبه النفوس الى الايمان به.
قراءات:
قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي: «لساحر مبين» بالف بعد السين. وقرأ الباقون «لسحر مبين» بغير الف «.