قوله تعالى ( ﴿ غير المغضوب ﴾ ) يقرأ بالجر وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه بدل من الذين والثاني أنه بدل من الهاء والميم في عليهم والثالث أنه صفة للذين
فإن قلت الذين معرفة وغير لا يتعرف بالاضافة فلا يصح أن يكون صفة له ففيه جوابان أحدهما أن غير إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالاضافة كقولك عجبت من الحركة غير السكون وكذلك الامر هنا لأن المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان والجواب الثاني أن الذين قريب من النكرة لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وغير المغضوب قريبة من المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالاضافة فكل واحد منهما فيه ابهام من وجه واختصاص من وجه ويقرأ غير بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه حال من الهاء والميم والعامل فيها أنعمت ويضعف أن يكون حالا من الذين لأنه مضاف إليه والصراط لا يصح أن يعمل بنفسه في الحال وقد قيل انه ينتصب على الحال من الذين ويعمل فيها معنى الاضافة والوجه الثاني أنه ينتصب على الاستثناء من الذين أو من الهاء والميم والثالث أنه ينتصب بإضمار أعنى والمغضوب مفعول من غضب عليه وهو لازم والقائم مقام الفاعل عليهم والتقدير غير الفريق المغضوب ولا ضمير في المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل ولذلك لم يجمع فيقال الفريق المغضوبين عليهم لأن اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع السلامة ( ﴿ ولا الضالين ﴾ ) لا زائدة عند البصريين للتوكيد وعند الكوفيين هي بمعنى غير كما قالوا جئت بلا شيء فأدخلوا عليها حرف الجر فيكون لها حكم غير وأجاب البصريون عن هذا بأن لا دخلت للمعنى فتخطاها العامل كما يتخطى الألف واللام والجمهور على ترك الهمز في الضالين وقرأ أيوب السختياني بهمزة مفتوحة وهي لغة فاشية في العرب في كل ألف وقع بعدها حرف مشدد نحو ضال ودابة وجان والعلة في ذلك أنه قلب الألف همزة لتصح حركتها لئلا يجمع بين ساكنين فصل
وأما آمين فاسم للفعل ومعناها اللهم استجب وهو مبنى لوقوعه موقع المبني وحرك بالفتح لأجل الياء قبل آخره كما فتحت أين والفتح فيها أقوى لأن قبل الياء كسرة فلو كسرت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين وقيل ( ؟ < آمين > ؟ ) اسم من أسماء الله تعالى وتقديره يا آمين وهذا خطأ لوجهين أحدهما أن أسماء الله لا تعرف الا تلقيا ولم يرد بذلك سمع والثاني أنه لو كان كذلك لبني على الضم لأنه منادى معرفة أو مقصود وفيه لغتان القصر وهو الأصل والمد وليس من الابنية

__________


الصفحة التالية
Icon