فأخرجنا بدلاً من أخرجنا الأولى ( ﴿ نخرج ﴾ ) في موضع نصب صفة لخضرا ويجوز أن يكون مستأنفاً والهاء في ( ﴿ منه ﴾ ) تعود على الخضر و ( ﴿ قنوان ﴾ ) بكسر القاف وضمها وهما لغتان وقد قرىء بهما والواحد قنو مثل صنو وصنوان وفي رفعه وجهان أحدهما هو مبتدأ وفي خبره وجهان أحدهما هو ومن النخل ومن طلعها بدل بإعادة الخافض والثاني أن الخير من طلعها وفي من النخل ضمير تقديره ونبت من النخل شيء أو ثمر فيكون من طلعها بدلاً منه والوجه الآخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل من طلعها فيكون في من النخل ضمير تفسيره قنوان وإن رفعت قنوان بقوله ( ﴿ ومن النخل ﴾ ) على قول من أعمل أول الفعلين جاز وكان في من طلعها ضمير مرفوع وقرىء في الشاذ ( ﴿ قنوان ﴾ ) بفتح القاف وليس بجمع قنو لأن فعلاناً لا يكون جمعاً وإنما هو اسم للجمع كالباقر ( ﴿ وجنات ﴾ ) بالنصب عطفاً على قوله ( ﴿ نبات كل شيء ﴾ ) أي وأخرجنا به جنات ومثله ( ﴿ والزيتون والرمان ﴾ ) ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير من الكرم جنات ولا يجوز أن يكون معطوفاً على قنوان لأن العنب لا يخرج من النخل ومن أعناب صفة لجنات و ( ﴿ مشتبها ﴾ ) حال من الرمان أو من جميع و ( ﴿ إذا ﴾ ) ظرف لانظروا و ( ﴿ ثمرة ﴾ ) يقرأ بفتح الثاء والميم جمع ثمرة مثل تمرة وتمر وهو جنس في التحقيق لا جمع ويقرأ بضم الثاء والميم وهو جمع ثمرة مثل خشبة وخشب وقيل هو جمع ثمار مثل كتاب وكتب فهو جمع جمع فأما الثمار فواحدها ثمرة مثل خيمة وخيام وقيل هو جمع ثمر ويقرأ بضم الثاء وسكون الميم وهو مخفف من المضموم ( ﴿ وينعه ﴾ ) يقرأ بفتح الياء وضمها وهما لغتان وكلاهما مصدر ينعت الثمرة وقيل هو اسم للمصدر والفعل أينعت إيناعاً ويقرأ في الشاذ ( / < يانعه > / ) على أنه اسم فاعل
قوله تعالى ( ﴿ وجعلوا ﴾ ) هي بمعنى صبروا ومفعولها الاول ( ﴿ الجن ﴾ ) والثاني شركاء ولله يتعلق بشركاء ويجوز أن يكون نعتاً لشركاء قدم عليه فصار حالا ويجوز أن يكون المفعول الاول شركاء والجن بدلاً منه ولله المفعول الثاني ( ﴿ وخلقهم ﴾ ) أي وقد خلقهم فتكون الجملة حالا وقيل هو مستأنف وقرىء في الشاذ و ( ﴿ خلقهم ﴾ ) بإسكان اللام وفتح القاف والتقدير وجعلوا لله وخلقهم شركاء ( ﴿ وخرقوا ﴾ ) بالتخفيف والتشديد للتكثير ( ﴿ بغير علم ﴾ ) في موضع الحال من الفاعل في خرقوا ويجوز أن يكون نعتاً لمصدر محذوف أي خرقاً بغير علم

__________


الصفحة التالية
Icon