تفسير سورة الصافات وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز و جل والصافات صفا الآية أقسم الله تعالى في هذه الآية بأشياء من مخلوقاته قال ابن مسعود وغيره الصافات هي الملائكة تصف في السماء في عبادة الله عز و جل وقالت فرقة المراد صفوف بني آدم في القتال في سبيل الله قال ع واللفظ يحتمل أن يعم هذه المذكورات كلها قال مجاهد والزاجرات هي الملائكة تزجر السحاب وغير ذلك من مخلوقات الله تعالى وقال قتادة الزاجرات هي آيات القرآن والتاليات ذكرا معناه القارئات قال مجاهد أراد الملائكة التي تتلو ذكره وقال قتادة أراد بني آدم الذين يتلون كتبه المنزلة وتسبيحه وتكبيره ونحو ذلك والمقسم عليه قوله إن إلهكم لواحد وقوله ما رد قال العراقي ما رد سخط عليه وهكذا مريد انتهى وهذا لفظه والملأ الأعلى أهل السماء الدنيا فما فوقها وسمي الكل منهم أعلى بالإضافة إلى ملإ الأرض الذي هو أسفل والضمير في يسعون للشياطين وقرأ حمزة وعاصم في رواية حفص لا يسمعون بشد السين والميم بمعنى لا يتسمعون فينتفي على قراءة الجمهور سماعهم وإن كانوا يستمعون وهو المعنى الصحيح ويعضده قوله تعالى إنهم عن السمع لمعزولون ويقذفون معناه يرجمون والدحور الإصفار والإهانة لأن الدحر هو الدفع بعنف وقال البخاري ويقذفون يرمون ودحورا مطردين وقال ابن عباس مدحورا مطرودا انتهى والواصب الدائم قاله مجاهد وغيره وقال أبو صالح الواصب الموجع ومنه الوصب والمعنى هذه الحال هي


الصفحة التالية
Icon