بها شيخنا أبا عبد الله محمد بن مرزوق قادما لارادة الحج فأخذت عنه كثيرا وأجازني التدريس في أنواع الفنون الاسلامية وحرضني على اتمام تقييد وضعته على ابن الحاجب الفرعي ت ولما فرغت من تحرير هذا المختصر وافق قدوم شيخنا أبي عبد الله محمد بن مرزوق علينا في سفرة سافرها من تلمسان متوجها الى تونس ليصلح بين سلطانها وبين صاحب تلمسان فأوقفته على هذا الكتاب فنظر فيه وأمعن النظر فسر به سرورا كثيرا ودعا لنا بخير والله الموفق بفضله
تفسير سورة الزخرف وهي مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

حم والكتاب المبين والكتاب خفض بواو القسم والضمير في جعلناه عائد على الكتاب وأنه عطف على جعلناه وهذا الاخبار الثاني واقع أيضا تحت القسم وأم الكتاب اللوح المحفوظ وهذا فيه تشريف للقرآن وترفيع واختلف المتأولن كيف هو في أم الكتاب فقال قتادة وغيره القرآن بأجمعه فيه منسوخ ومنه كان جبريل ينزل وهنالك هو علي حكيم وقال جمهور الناس انما في اللوح المحفوظ ذكره ودرجته ومكانته من العلو والحكمة وقوله سبحانه أفنضرب بمعنى أفنترك تقول العرب أضربت عن كذا وضربت اذا أعرضت عنه وتركته والذكر هو الدعاء الى الله والتذكير بعذابه والتخويف من عقابه وقال ابو صالح الذكر هنا أراد به العذاب نفسه وقال الضحاك ومجاهد الذكر القرآن وقوله


الصفحة التالية
Icon