تفسير سورة إذا جاءك المنافقون وهي مدنية بإجماع
ونزلت في غزوة بني المصطلق بسبب أن ابن أبي سلول كانت له في تلك الغزوة أقوال منكرة وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز و جل إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله الآية فضح الله سرائر المنافقين بهذه الآية وذلك أنهم كانوا يقولون للنبي ص - نشهد أنك لرسول الله وهم في إخبارهم هذا كاذبون لأن حقيقة الكذب أن يخبر الإنسان بضد ما في قلبه وهذه كانت حالهم وقرأ الناس أيمانهم جمع يمين وقرأ الحسن إيمانهم بكسر الهمزة والجنة ما يتستر به في الإجرام والمعانيوقوله ذلك إشارة إلى فعل الله بهم في فضحهم وتوبيخهم ويحتمل أن تكون الإشارة إلى سوء ما عملوا فالمعنى ساء عملهم بأن كفروا بعد إيمان
وقوله تعالى وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم هذا توبيخ لهم إذ كان منظرهم يروق جمالا وقولهم يخلب بيانا لكنهم كالخشب المسندة إذ لا أفهام لهم نافعة وكان عبدا بن أبي سلول من أبهى المنافقين وأطولهم ويدل على ذلك أنه لم يوجد قميص يكسو العباس غير قميصه قال الثعلبي تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وطول قامتها وحسن صورتها قال ابن عباس وكان عبد الله بن أبي جسيما صبيحا فصيحا ذلق اللسان فإذا قال سمع النبي ص