البقرة ١٠٤ - ١٠٧
به تلك المسبة فنهى المؤمنون عنها وأمروا بما هو فى معناها وهو أنظرنا من نظره إذا انتظره واسمعوا واحسنوا سماع ما يكلمكم به رسول الله صلى الله عليه و سلم ويلقى عليكم من المسائل بآذان واعية واذهان حاضرة حتى لا تحتاجوا إلى الاستعادة وطلب المراعاه أو واسمعوا سماع قبول وطاعة ولا يكن سماعكم كسماع اليهود حيث قالوا سمعنا وعصينا وللكافرين ولليهود الذين سبو رسول الله صلى الله عليه و سلم عذاب أليم مؤلم ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم وبالتخفيف مكى و أبو عمرو من خير من ربكم من الاولى للبيان لأن الذين كفروا جنس تحته نوعان أهل الكتاب والمشركون والثانة مزيدة لاستغراق الحير والثالثة لابتداء الغاية والخير الوحي وكذلك الرحمة والله يختص برحمته من يشاء يعنى أنهم يرون أنفسهم أحق بأن يوحى إليهم فيحسدونكم وما يحبون أن ينزل عليكم شيء من الوحى والله يختص بالنبوة من يشاء والله ذو الفضل العظيم فيه اشعار بأن إيتاء النبوة من الفضل العظيم لما طعنوا فى النسخ فقالوا ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه و يأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا نزل ما ننسخ من آية أو ننسها تفسير النسخ لغة التبديل وشريعة بيان انتهاء الحكم الشرعى المطلق الذى تقرر فى أوهامنا استمراره بطريق التراخى فكان تبديلا فى حقنا بيانا محضا فى حق صاحب الشرع وفيه جواب عن البداء الذى يدعيه منكروه أعنى اليهود ومحله حكم يحتمل الوجود والعدم فى نفسه لم يلحق به ما ينافى النسخ من توقيت أو تأييد ثبت نصا أو دلالة وشرطه التمكن من عقد القلب عندنا دون التمكن من الفعل خلافا للمعتزلة و إنما يجوز النسخ بالكتاب والسنة متفقا ومختلفا ويجوز نسخ التلاوة والحكم والحكم دون التلاوة والتلاوة دون الحكم ونسخ وصف بالحكم مثل الزيادة على النص فإنه نسخ عندنا خلافا للشافعى رحمه الله والانساء أن يذهب بحفظها عن القلوب أو ننساها مكى و أبو عمرو أى نؤخرها من نسأت أى اخرت نأت بخير منها أى نأت بآية خير منها للعباد أى بآية العمل بها اكثر للثواب أو مثلها فى ذلك إذ لا فضيلة لبعض الآيات على البعض ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير أى قادر فهو يقدر على الخير وعلى مثله ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض فهو يملك أموركم ويدبرها وهو أعلم بما يتعبدكم به من ناسخ أو منسوخ