سُورَة ص
٤٣٤ - قَوْله تَعَالَى ﴿وعجبوا أَن جَاءَهُم مُنْذر مِنْهُم وَقَالَ الْكَافِرُونَ﴾ بِالْوَاو وَفِي ق ﴿فَقَالَ﴾ بِالْفَاءِ لِأَن اتِّصَاله بِمَا قبله فِي هَذِه السُّورَة معنوي وَهُوَ أَنهم عجبوا من مَجِيء الْمُنْذر وَقَالُوا هَذَا الْمُنْذر سَاحر كَذَّاب واتصاله فِي ق معنوي ولفظي وَهُوَ أَنهم عجبوا فَقَالُوا ﴿هَذَا شَيْء عَجِيب﴾ فراعى الْمُطَابقَة وَالْعجز والصدر وَختم بِمَا بَدَأَ بِهِ وَهُوَ النِّهَايَة فِي البلاغة
٤٣٥ - قَوْله ﴿أأنزل عَلَيْهِ الذّكر من بَيْننَا﴾ وَفِي الْقَمَر ﴿أؤلقي الذّكر عَلَيْهِ من بَيْننَا﴾ لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة حِكَايَة عَن كفار قُرَيْش يجيبون مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين قَرَأَ عَلَيْهِم ﴿وأنزلنا إِلَيْك الذّكر لتبين للنَّاس﴾
فَقَالُوا
﴿أأنزل
عَلَيْهِ الذّكر من بَيْننَا﴾ وَمثله ﴿الْحَمد لله الَّذِي أنزل على عَبده الْكتاب﴾ و ﴿تبَارك الَّذِي نزل الْفرْقَان على عَبده﴾ وَهُوَ كثير
وَمَا فِي الْقَمَر حِكَايَة عَن قوم صَالح وَكَانَ يَأْتِي الْأَنْبِيَاء يَوْمئِذٍ صحف مَكْتُوبَة وألواح مسطورة كَمَا جَاءَ إِبْرَاهِيم ومُوسَى فَلهَذَا قَالُوا ﴿أؤلقي الذّكر عَلَيْهِ﴾ مَعَ أَن لفظ الْإِلْقَاء يسْتَعْمل لما يسْتَعْمل لَهُ الْإِنْزَال
٤٣٦ - قَوْله ﴿وَمثلهمْ مَعَهم رَحْمَة منا﴾ وَفِي الْأَنْبِيَاء ﴿رَحْمَة من عندنَا﴾ لِأَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ميز أَيُّوب بِحسن صبره على بلائه بَين أنبيائه فَحَيْثُ قَالَ لَهُم ﴿من عندنَا﴾ قَالَ لَهُ ﴿منا﴾ وَحَيْثُ لم يقل لَهُم من عندنَا قَالَ لَهُ ﴿من عندنَا﴾
فخصت هَذِه السُّورَة بقوله ﴿منا﴾ لما تقدم فِي حَقهم {من