البقرة ١٤٩ - ١٥٤
لتأكيد أمر القبلة وتشديده لأن النسخ من مظان الفتنة والشبهة فكرر عليهم ليثبتوا على أنه نيط بكل واحد ما لم ينط بالآخر فاختلفت فوايدها لئلا يكون للناس عليكم حجة أى قد عرفكم الله جل ذكره أمر الاحتجاج فى القبلة بما قدبين فى قوله ولكل وجهة هوموليها لئلا يكون للناس لليهود عليكم حجة فى خلاف ما فى التوراة من تحويل القبلة وأطلق اسم الحجة على قول المعائدين لأنهم يسوقونه سياق الحجة إلا الذين ظلموا منهم استثناء من الناس أى لئلا يكون حجة لأحد من اليهود إلا المعاندين منهم القائلين ما ترك قبلتنا إلى الكعبة إلا ميلا إلى دين قومه وحبا لبلده ولو كان على الحق للزم قبلة الأنبياء عليهم السلام أو معناه لئلا يكون للعرب عليكم حجة واعتراض فى ترككم التوجه الىالكعبة التى هى قبلة إبراهيم وإسمعيل ابى العرب إلا الذين ظلموا منهم وهم أهل مكة حين يقولون بداله فرجع إلى قبلة آبائه ويوشك أن يرجع إلى دينهم ثم استأنف منبها بقوله فلا تحشوهم فلا تخافوا مطاعتهم فى قبلتكم فإنهم لا يضرونكم واخشونى فلا تخالفوا أمرى ولأتم نعمتى عليكم أى عرفتكم لئلا يكون عليكم حجة ولأتم نعمتى عليكم بهدايتى إياكم إلى الكعبة ولعلكم تهتدون ولكى تهتدوا إلى قبلة إبراهيم الكاف فى كما أرسلنا فيكم اما أن يتعلق بما قبله أى ولأتم نعمتى عليكم فى الآخرة بالثواب كما أتممتها عليكم فى الدنيا بإرسال الرسول أو بما بعده أى كما ذكر تكم بإرسال الرسول فاذكرونى بالطاعة أذكركم بالثواب فعلى هذا يوقف على تهتدون وعلى الأول لا رسولا منكم نم العرب يتلوا عليكم يقرا عليكم آياتنا القرآن ويزكيكم ويعلمكم الكتاب القرآن والحكمة السنة والفقه ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون مالا سبيل إلى معرفته إلا بالوحى فاذكرونى بالمعذرة أذكركم بالمغفرة أو بالثناء والعطاء أو بالسؤال والنوال أو بالتوبة وعفو الحوبة أو بالاخلاص والخلاص أو بالمناجاة أو النجاة واشكروا لى ما أنعمت به عليكم ولا تكفرون ولا تجحدوا نعمائى يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر فيه تنال كل فضيلة والصلوة فإنها تنهى عن كل رذيلة إن الله مع الصابرين بالنصر والمعونة ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله نزلت فى شهداء


الصفحة التالية
Icon