البقرة ١٨٦ - ١٨٧
عدة ما افطر فيه ومن الترخيص فى اباحة الفطر فقوله لتكملوا علة الأمر بمراعاة العدة ولتكبروا علة ما علم من كيفية القضاء والخروج من عهدة الفطر ولعلكم تشكرون علة الترخيص وهذا نوع من اللف اللطيف المسلك وعدى التكبير بعلى لتضمنه معنى الحمد كأنه قيل لتكبروا الله أى لتعظموه حامدين على ما هداكم إليه ولتكملوا بالتشديد أبو بكر ولما قال اعرابى لرسول الله صلى الله عليه و سلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه نزل واذا سألك عبادى عنى فانى قريب علما واجابة لتعاليه عن القرب مكانا أجيب دعوة الداع إذا دعان الداعي دعانى فى الحالين سهل ويعقوب ووافقهما أبو عمرو ونافع غير قالون فى الوصل غيرهم بغير ياء فى الحالين ثم إجابة الدعاء وعد صدق من الله لا خلف فيه غير أن إجابة الدعوة تخالف قضاء الحاجة فاجابة الدعوة أن يقول العبد يا رب فيقول الله لبيك عبدى وهذا أمر موعود موجود لكل مؤمن وقضاء الحاجة إعطاء المراد وذا قد يكون ناجزا وقد يكون بعد مدة وقد يكون فى الآخرة وقد تكون الخيرة له فى غيره فليستجيبوا لى إذا دعوتهم للايمان والطاعة كما انى أجيبهم إذا دعونى لحوائجهم وليؤمنوا بى واللام فيها للأمر لعلهم يرشدون ليكونوا على رجاء من إصابة الرشد وهو ضد الغى كان الرجل إذا أمسى حل له الأكل والشرب والجماع إلى أن يصلى العشاء الاخرة أو يرقد فاذا صلاها أو رقد ولم يفطر حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى القابلة ثم إن عمر رضى الله عنه واقع أهله بعد صلاة العشاء الاخرة فلما اغتسل أخذ يبكى ويلوم نفسه فأتى النبى عليه السلام وأخبره بما فعل فقال عليه السلام ما كنت جديرا بذلك فنزل أحل لكم ليلة الصيام الرفث أى الجماع إلى نسائكم عدى بالى لتضمنه معنى الافضاء و إنما كنى عنه بلفظ الرفث الدال على معنى القبح ولم يقل الافضاء إلى نسائكم استقباحا لما وجد منهم قبل الاباحة كما سماه اختيانا لأنفسهم ولما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل واحد منهما على صاحبه فى عناقه شبه باللباس المشتمل عليه بقوله تعالى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن وقيل لباس أى ستر عن الحرام وهن لباس لكم استئناف كالبيان لسبب الاحلال وهو أنه إذا كانت بينكم وبينهن مثل هذه المخالطةوالملابسة قل صبركم عنهن وصعب عليكم اجتنابهن فلذا رخص لكم فى مباشرتهن علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم تظلمونها بالجماع وتنقصونها حظها من الخير والاختيان من الخيانة كالاكتساب من الكسب فيه زيادة وشدة فتاب عليكم حين تبتم مما ارتكبتم من المحظور وعفا عنكم ما فعلتم قبل الرخصة فالآن باشروهن جامعوهن فى ليالى الصوم وهو أمر إباحة وسميت المجامعه مباشرة لالتصاق بشرتيهما