البقرة ٢٥٣ - ٢٥٥
أولى العزم من الرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات كاحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك وأيدناه بروح القدس قويناه بجبريل أو بالانجيل ولو شاء الله ما اقتتل أى ما اختلف لأنه سببه الذين من بعدهم من بعد الرسل من بعد ما جاءتهم البينات المعجزات الظاهرات ولكن اختلفوا بمشيئتى ثم بين الاختلاف فقال فمنهم من آمن ومنهم من كفر بمشيئتى يقول الله تعالى أجريت أمور رسلى على هذا أى لم يجتمع لأحد منهم طاعة جميع أمته فى حياته ولا بعد وفاته بل اختلفوا عليه فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا كرره للتأكيد أى لو شئت أن لا يقتتلوا لم يقتتلوا إذ لا يجرى فى ملكى إلا ما يوافق مشيئتى وهذا يبطل قول المعتزلة لأنه أخبر أنه لو شاء أن لا يقتتلوا لم يقتتلوا وهم يقولون شاء ألا يقتتلوا فاقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد أثتب الإرادة لنفسه كما هو مذهب أهل السنة يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم فى الجهاد فى سبيل الله أو هو عام فى كل صدقة واجبة من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه أى من قبل أن يأتى يوم لا تقدرون فيه على تدارك ما فاتكم من الانفاق لأنه لا بيع فيه حتى تبتاعوا ما تنفقونه ولا خلة حتى يسامحكم أخلاؤكم به ولا شفاعة أى للكافرين فأما المؤمنون فلهم شفاعة أو إلا بإذنه والكافرون هم الظالمون أنفسهم بتركهم التقديم ليوم حاجاتهم أو الكافرون بهذا اليوم هم الظالمون لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة مكى وبصرى الله لا إله إلا هو لا مع إسمه وخبره وما أبدل من موضعه فى موضع الرفع خبر المبتدأ وهو الله الحى الباقى الذى لا سبيل عليه للفناء القيوم الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه لا تأخذه سنة نعاس وهو ما يتقدم النوم من الفتور ولا نوم عن المفضل السنة ثقل فى الرأس والنعاس فى العين والنوم فى القلب وهو تأكيد للقيوم لأن من جاز عليه ذلك استحال أن يكون قيوما وقد أوحى إلى موسى عليه السلام قل لهؤلاء أنى أمسك السموات بقدرتى فلوا أخذنى نوم أو نعاس لزالتا له ما فى السموات وما