٢٨٢ - ٢٨٤
الضرار فسوق بكم مأثم واتقوا الله فى مخالفة أ ويعلمكم الله شرائع دينه والله بكل شيء عليم لا يلحقه سهو ولا قصور و إن كنتم أيها المتداينون على سفر مسافرين ولم تجدوا كاتبا فرهن فرهان مكى و أبو عمرو أى فالذى يستوثق به رهن وكلاهما جمع رهن كقف وسقف وبغل وبغال ورهن فى الأصل مصدر سمى به ثم كسر تكسير الأسماء ولما كان السفر مظنة لا عواز الكتب والاشهاد أمر على سبيل الإرشاد إلى حفظ المال من كان على سفر بأن يقيم التوثق بالارتهان مقام التوثق بالكتب والإشهاد لأن السفر شرط تجويز الارتهان وقوله مقبوضة يدل على اشتراط القبض لا كما زعم مالك أن الرهن يصح بالإيجاب والقبول بدون القبض فان أمن بعضكم بعضا فان أمن بعض الدائنين بعض المديونين بحسن ظنه به فلم يتوثق بالكتابة والشهود والرهن فليؤد الذى ائتمن أمانته دينه وائتمن افتعل من الامن وهو حث للمدين على أن يكون عند ظن الدائن وأمنه منه وائتمانه له و أن يؤدى إليه الحق الذى ائتمنه عليه فلم يرتهن منه وسمى الدين أمانة وهو مضمون لإئتمانه عليه بترك الارتهان منه وليتق الله ربه فى إنكار حقه ولا تكتموا الشهادة هذا خطاب للشهود ومن يكتمها فانه آثم قلبه ارتفع قلبه بآثم على الفاعلية كأنه قيل فإنه يأثم قلبه أو بالابتداء وآثم خبر مقدم والجملة خبران وإنما أسند إلى القلب وحده والجملة هي الآئمة لا القلب وحده لأن كتمان الشهادة أن يضمرها فى القلب ولا يتكلم بها فلما كان إثما مقترفا مكتسبا بالقلب أسند إليه لأن إسناد الفعل إلى الجارحة التى يعمل بها أبلغ كما تقول هذا مما أبصرته عينى ومما سمعته أذنى ومما عرفه قلبى و لأن القلب رئيس الأعضاء والمضغة التى إن صلحت صلح الجسد كله و إن فسدت فسد الجسد كله فكأنه قيل فقد تمكن الاثم فى أصل نفسه وملك أشرف مكان منه و لأن أفعال القلوب أعظم من افعال سائر الجوارح ألا ترى أن أصل الحسنات والسيآت الإيمان والكفر وهما من أفعال القلوب و إذا جعل كتمان الشهادة من آثام القلوب فقد شهد له بأنه من معاظم الذنوب وعن ابن عباس رضى الله عنهما أكبر الكبائر الإشراك بالله وشهادة الزور وكتمان الشهادة والله بما تعملون من كتمان الشهادة وإظهارها عليم لا يخفى عليه شيء لله ما فى السموات وما فى الأرض خلقا وملكا و إن تبدوا ما فى


الصفحة التالية
Icon