آل عمران ١٩١ - ١٩٣
حكمته وبقاؤه يجب على قدرته قال عليه السلام ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وحكى فيها أن فى بنى اسرائيل من إذا عبد الله ثلانين سنة أظلته سحابة فعبدها فتى فلم تظله فقالت له أمه لعل فرطه فرطت منك فى مدتك قال ما أذكر قالت لعلك نظرت مرة إلى السماء ولم تعتبر قال لعل قالت فما أوتيت إلا من ذلك الذين فى موضع جر نعت لأولى أو نصب باضمار أعنى أو رفع باضمارهم يذكرون الله يصلون قياما قائمين عند القدرة وقعودا قاعدين وعلى جنوبهم أى مضطجعين عند العجز وقياما وقعودا حالان من ضمير الفاعل فى يذكرون وعلى جنوبهم حال أيضا أو المراد الذكر على كل حال لأن الإنسان لا يخلو عن هذه الاحوال فى الحديث من أحب أن يرتع فى رياض الجنة فليكثر ذكر الله ويتفكرون فى خلق السموات والأرض وما يدل عليه اختراع هذه الأجرام العظام و إبداع صنعتها وما دبر فيها مما تكل الأفهام عن إدراك بعض عجائبه على عظم شأن الصانع وكبرياء سلطانه وعن النبى عليه السلام بينما رجل مستلق على فراشه إذ رفع رأسه فنظر إلى النجوم و إلى السماء فقال أشهد أن لك ربا وخالقا اللهم اغفرلى فنظر الله إليه فغفر له وقال عليه السلام لا عبادة كالتفكر وقيل الفكرة تذهب الغفلة وتحدث للقلب الخشية وما جليت القلوب بمثل الأحزان ولا استنارت بمثل الفكر ربنا ما خلقت هذا باطلا أى يقولون ذلك وهو فى محل الحال أى يتفكرون قائلين والمعنى ماخلقته خلقا باطلا بغير حكمة بل خلقته لحكمة عظيمة وهو أن تجعلها مساكن للمكلفين وأدلة لهم على معرفتك وهذا إشارة إلى الخلق عى أن المراد به المخلوق أو إلى السموات و الأرض لانها فى معنى المخلوق كأنه قيل ما خلقت هذا المخلوق العجيب باطلا سبحانك تنزيها لك عن الوصف يخلق الباطل وهو اعتراض فقنا عذاب النار الفاء دخلت إمنى الجزاء تقديره إذا نزهناك فقنا ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته أهنته أو أهلكته أو فضحته واحتج أهل الوعيد بالآية مع قوله يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه فى أن من يدخل النار لا يكون مؤمنا ويخلد قلنا قال جابر اخزاء المؤمن تأديبه وان فوق ذلك لخزيا وما للظالمين اللام اشارة إلى من يدخل النار والمراد الكفار من أنصار من أعوان وشفعاء يشفعون لهم كما للمؤمنين ربنا إننا سمعنا مناديا تقول سمعت رجلا يقول كذا فتوقع الفعل على الرجل ونحذف المسموع لانك وصفته بما يسمع فأغناك عن ذكره ولولا الوصف لم يكن منه بد و أن يقال سمعت كلام فلان والمنادى هو الرسول عليه السلام